كريتر نت / متابعات
فعّلت مليشيات الإصلاح من سلاح الاغتيالات في مواجهة إصرار التحالف العربي والمجلس الانتقالي الجنوبي على تطبيق بنود اتفاق الرياض، وذلك ضمن جملة من التحركات التي أقدمت عليها مليشيات الإخوان منذ توقيع اتفاق الرياض، وبدا أن اللجوء إلى هذا السلاح بعدما وجدت العناصر المدعومة من قطر إنها لن تستطيع الوقوف أمام الرغبة الداخلية والإقليمية في تنفيذ بنود الاتفاق على أرض الواقع.
وشهدت العاصمة عدن ومحافظة تعز، خلال اليومين الماضيين، حادثي اغتيال متشابهين إلى حد كبير استهدفا قيادات أمنية وعسكرية فاعلة، ومعروفة بصلابة مواقفها في مواجهة إرهاب الإصلاح، واستشهد مدير البحث الجنائي في مديرية المنصورة الرائد صلاح الحجيلي، بعد أن أطلق مسلحين النار عليه أمام منزله في حي العيادات بالمديرية ذاتها.
وفي حادث مشابهة لذلك تماماً، استشهد قائد اللواء 35 مدرع، العميد الركن عدنان الحمادي في أحد مستشفيات العاصمة عدن، بعد تعرضه لإطلاق نار أمام منزله أيضاً بمنطقة بني حماد بمديرية المواسط جنوبي تعز، وهو ما يبرهن على أن من خطط ودبر للحادثين هو طرف واحد، وأنه قام بالتنفيذ بنفس الطريقة وفي توقيتات متزامنة.
واعتادت مليشيات الإصلاح على اللجوء إلى الاغتيالات في ظروف يضيق الخناق عليها أمام تنفيذ مؤامراتها، وبالتالي فهي ترى في استهداف الشخصيات المهمة طريقة مناسبة لإرباك الخصم، من أجل محاولة تمرير ما تسعى إليه، ولكن التحالف العربي تيقن من ذلك ودفعت المملكة العربية السعودية بتعزيزات جديدة إلى العاصمة عدن، سيكون هدفها الإشراف على عملية الترتيبات العسكرية ومنع وقوع أحداث إرهابية من شأنها إفشال تطبيق اتفاق الرياض.
حوادث الاغتيال الأخيرة تبدو متوقعة بالنسبة للكثيرين لأن الإصلاح وجد نفسه محاصراً في الجنوب بين المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يتحرك بثبات واستعداد لمحاولات مليشيات الإخوان جره إلى معارك داخلية، ما جعل القوات المسلحة الجنوبية تُحكم سيطرتها على مجمل الأوضاع، وبين التحالف العربي الذي عزز من تواجده من أجل فرض اتفاق الرياض على الشرعية التي تتهرب من الالتزام به.
وتمثل عودة قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي إلى العاصمة عدن وقيام الرئيس عيدروس الزُبيدي، بترتيب البيت الداخلي هزيمة جديدة للإصلاح الذي يحاول أن ينفذ خطط بديلة، ولكنها متكررة في الوقت ذاته، موضوعة بدقة من أجل إثارة الفوضى في الجنوب، وهو أمر يتطلب حسم أكبر من قبل التحالف العربي للتعامل مع خروقات الشرعية التي أضحت واضحة للجميع.
يراهن الإصلاح على أن يكون تفعيل سلاح الاغتيالات مقدمة لأن يلحقه عمليات إرهابية تنفذها تنظيمات موالية لمليشيات الإخوان، وهو أمر حدث من قبل في أحداث أغسطس الماضي، غير أن حالة الاستنفار الأمني في الجنوب، وتعزيز قوات التحالف ستقوض محاولات تنفيذ العديد من المؤامرات قبل وقوعها