كريتر نت / متابعات
كشف مسؤولون في تلفزيون عدن العريق عن جزء من تفاصيل نهب ارشيف تلفزيون عدن العريق، ووصوله إلى مليشيات الحوثي الموالية لإيران التي بدأت تستغله ضد الجنوب، ضمن حربها التي تخوضها بالتحالف مع تنظيم الإخوان الممول قطريا.
مسؤول سابق في تلفزيون عدن كشف لـ(اليوم الثامن) عن جزء من تفاصيل نهب الارشيف التاريخي ونقله إلى العاصمة اليمنية صنعاء”.. موضحا ان قائد التوجيه المعنوي خلال الحرب العدوانية الأولى على الجنوب في صيف 1994م، عبدالغني الشميري هو من قام بنهب ارشيف تلفزيون عدن عقب السيطرة على العاصمة الجنوبية وقام بنقله إلى صنعاء، بعد تطهير القناة من كل الكوادر الجنوبية واستبدالهم بكوادر يمنية أغلبهم من مدينة تعز التي ينتمي إليها الشميري”.
وأكد المصدر “ان الشميري هو من قاد عملية تدمير اذاعة وتلفزيون عدن وسعى بقوة لطمس تاريخ الجنوب الإعلامي والثقافي والسياسي ضمن المخطط الذي كلف به من قبل تحالف الحرب الأولى على الجنوب”.
الشميري عينه هادي سفيرا لليمن في اندنوسيا
وقال المصدر ان الشميري قدم مقترح للرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح بعزل كل الكوادر الجنوبية من التلفزيون والاذاعة، والاعتماد على أخرين من محافظات شمالية او جنوبيين من اصول شمالية ضمن المخطط الذي انتهى بربط تلفزيون عدن بصنعاء، وتغيير اسمه إلى من تلفزيون عدن إلى تلفزيون 22 مايو وتحويله إلى قناة ارضية”.
وأكد مذيع سابق في اذاعة عدن صحة الرواية اعلاه، وقال ان هناك معلومات سوف يتم الكشف عنها قريبا حول عملية التدمير التي طالت تلفزيون عدن”.
وقال مسؤول سابق في مليشيات الحوثي يقيم حاليا في مصر “ان الحوثيين تلقوا توجيهات بضرورة العمل على الارشيف الذي سلم لهم في صنعاء وتوجيه ضد الجنوبيين بإثارة صراعات الماضي لضرب المجلس الانتقالي الجنوبي، الا ان الحوثيين سرعان ما توقفوا عن بث تسجيلات مرئية سابقة حصلوا عليها من عبدالغني الشميري بعد تلقيه نصائح بان اثارة صراعات الماضي قد يعيد ربط تلك الصراعات بالشمال من خلال ورود اسماء مسؤولين جنوبيين من اصول شمالية في اعدام الرئيس سالمين او الصراعات التي تلت ذلك، الأمر الذي قد يعيد الجنوبيين للبحث عن اسباب الصراعات تلك وهو ما يعني تخوفه من ظهور وثائق او شهادات تدين اطراف لا يرغب الشيميري ان يتم ذكرهم”.
وقال المصدر لـ(اليوم الثامن) “ان مدير تلفزيون عدن وقائد التوجيه المعنوي لقوات صالح والإخوان في حرب صيف 1994م، سلم حينها الارشيف لحامد الشيميري الذي يشغل حاليا منصب المدير التنفيذي لقناة السعيدة ويقيم في منزله بالعاصمة عدن، بعد ان قام بنقل مكتب القناة من صنعاء المنزل”.
ولفت المصدر إلى ان المالك الحقيقي لقناة السعيدة هو المالك الحقيقي للقناة وان حامد هو المدير التنفيذي فقط وهو من يدير القناة حاليا من عدن.
وقال المصور والمنتج الصحافي نبيل القعيطي في تصريح لـ(اليوم الثامن) “ان أكبر جريمة تطال الجنوب وعدن تمثلت في نهب ارشيف التلفزيون، وانه يجب التحقيق فورا في كل ما طال التلفزيون وان يعاد الارشيف كاملا دون نقصان”.. مؤكدا ان المسؤول الأول عن نهب ارشيف تلفزيون عدن هو عبدالغني الشميري الذي دخل عدن غازيا ومحتفلا باحتلال الجنوب من قبل جافل الشمال وكرمه صالح بمنحه منصب مسؤول تلفزيون واذاعة عدن، قبل ان ينجح في نهب الارشيف وتدمير أقدم المؤسسات الإعلامية في الجزيرة العربية”.
وكشف القعيطي لـ(اليوم الثامن) “انهم تقدموا بطلب لمدير قناة السعيدة التي اسست في العام 2007م، بمنحهم تسجيل ارشيفي للزعيم العربي الراحل الشيخ زايد بن سلطان الذي زار العاصمة الجنوبية في عهد الرئيس سالم ربيع علي، الا ان الشميري طلب مبلغ وقدره 50 ألف دولار أمريكي مقابل “تسجيل مرئي مدة دقيقة ونصف الدقيقة”.. موضحا ان الأرشيف المطلوب مشاهد من مدينة زايد السكنية، والتي تم تغيير اسمها من قبل رئيس الجنوب الاسبق عبدالفتاح اسماعيل باسم “عبدالعزيز عبدالولي” وهو دبلوماسي سابق مقرب من فتاح الذي حكم الجنوب، توفي في ألمانيا في العام 1984م”.
وشيدت مدينة زايد السكنية في الحي الذي اصبح اسمه حاليا “عبدالعزيز عبدالولي”، بتمويل من الشيخ زايد وقد شيدت المدينة بتخطيط حمل اسم زايد، الا ان معالم المدنية السكنية تغير وطمس كل شيء باستثناء بقاء مسجد زايد بن سلطان الذي الى اليوم يحمل اسمه الزعيم الإماراتي الراحل.
ويرفض المدير التنفيذي لقناة السعيدة ان يمنح تسجيل مرئي يظهر مدينة الشيخ زايد عقب تشييدها، واشترط ان يتم دفع مبلغ وقدره 50 ألف دولار امريكي مقابل بيع دقيقة ونصف من ارشيف تلفزيون عدن المنهوب.