كتب : عبدالستار سيف الشميري
عبر تاريخ الشعوب كانت جماعات وشخوص تزرع احقادا مدمرة تنتهي بحروب عالمية أو كوارث تدمر الشعوب واقتصادياتها واستقرارها ، شهدت كل شعوب العالم بعض مزارعين الأحقاد والعنف من هولوكو الى هتلر ، الى موجات العنف الصليبية ، وعبر جماعات أخرى في كل شعوب الأرض والإسلامية منها كالخوارج والحشاشين والقرامطة وغيرها الكثير ، وفي التاريخ الحديث تعد جماعة الإخوان بتمددها الدولي وتنظيمها اهم تلك الجماعات بامتياز .
ولعل مصر واليمن من أهم الدول التي نالها من الجماعة الويل والكوارث وتجربتهم في اليمن لاتزال مستمرة للاسف ، بعد أن حالف مصر الحظ في الخلاص منهم .
حيث لاتزال اليمن تتلقى كل يوم كارثة أو مصيبة بفعل الجماعة ولازال التاريخ يسجل كل يوم فجيعة جديدة ، ليس من الجديد القول ان الاخوان وحشدهم
الشعبي وذراعهم السياسي والعسكري في اليمن يؤسسون مع سبق الإصرار لثارات تحفر في عمق وجدان ابناء اليمن ، فقد استعدوا الأحزاب السياسية والمؤتمر على وجه الخصوص وكذلك فعلوا مع الجنوب ، وهم يتفنون في كل مرحلة تاريخية وفي كل حدث ويزرعون الأحقادة بمهارة عالية في مناطق كثيرة تحت مسميات متعددة وبأعمال فجة على سبيل المثال تعز المدينة القديم والتي يشعر اهلها أنهم مواطنين درجة ثانية ، وليس إحراق المدينة القديم الا أحد تعبيرات وتجليات ذلك الحقد الاخواني الذي يمتد اليوم لمناطق الحجرية ، ومناطق اخرى .
تبدأ موجات الأحقاد الدموية للإخوان غالبا بحملات التخوين كما تم مع عدنان الحمادي وغيره الكثير من السياسيين والنشطاء والإعلاميين وتنتهي بالاغتيال أو التشريد أو الاختطاف أو قلع العين أو نهب الممتلكات وقلما تعرض فرد لتخوينهم لم ينتهي به المطاف إلى ما نقول.
ولن يكون آخر الموج الاخواني المتدفق حقدا على الأحزاب والمناطق والسياسيين وكل من هو ليس في صفهم أو يعمل لصالحهم ، تتوجه بوصلتهم اليوم نحو المخا التي تنعم حاليا باستقرار وامان لا يروق لهم في ظل فشلهم المنقطع النظير في مدينة تعز، هذا الموج من الأحقاد والألغام ، التي تغرس في النفوس وفي العقول بإنتظار فرصة ما؛ كي تنفجر بطريقة ما ، لقد نجحوا في تمزيق النسيج الإجتماعي بحرفية وتفاني منقطع النظير؛ ولا شك أن هناك مطبخ سري يُنَظر ويُدبر هذه المهام، لاسيما في مأرب وتعز بعد إقصاء تواجدهم في باقي المحافظات .
يظن هؤلاء أنهم يؤسسون لحكم الجماعة فيهما لأمد بعيد،ومن حيث لا يشعرون يجمعون كل ابناء تعز ومأرب ضدهم وضد تصرفاتهم البغيظة وفي لحظة ما،سينفجر كل شي وسيكونون في مواجهة مع الجميع وبوادر ذلك واضحة كما حدث لاخوانهم في مصروالسودان .
لقد أعطت الشعوب العربية للإخوان فرص في الحكم فأذاقتها ويلات وصنوف الظلم والفشل وتعلمت تلك الشعوب دروس قاسية لاتزال جراحها غائرة وتبعاتها ماثلة وستظل لزمن ليس بالقصير .
اجمل مافي هذه الدروس أن الجيل الجديد اذكى من أن تستقطبه ماكينات غسل الأدمغة وتصوغ أفكاره وتحوله الى القطيع الكبير الذي يساق دون علم ودون وعي لتحقيق مصالح قيادات معدودة وتنظيم دولي تعبث به الاستخبارات العالمية الكبرى ودول صغيرة تريد أن توجد لها مكان لا يتناسب مع تاريخها ولا جغرافيتها ، راهن الإخوان على الغرب وراهنوا على الاتجار بالدين كي يصلوا إلى أهدافهم في التمكين المزعوم وبشروا بدولة الخلافة ولازالوا يفعلون ويقدمون تركيا لهذا الشعار وفي النهاية ستكون تركيا إحدى ضحاياهم طال الزمن ام قصر .
اخونة تركيا العلمانية لن يطول وسيقول الشعب التركي كلمته في موجه اتاتوركية قادمة ، فهناك مزارع جديدة لأحقاد زرعها الإخوان كما يزرعون في كل بقعة وبلد يسيطرون عليه لردها من الزمن ، عالمنا العربي والإسلامي لامستقبل له في ظل الجماعة هذا أمر محسوم.
وقادم السنوات لن تكون الجماعة الاعصابات على نطاق ضيق أو سوف تدثر باحزاب كي تواصل شي من البقاء لها والوجود على نطاق ضيق ، لقد شكلت فضيحة الجماعة في مصر العروبة والقضاء على الجماعة بمثابة قطع راس الافعى وباقي الدول تفاصيل تزول بمرور الوقت وتقادم الوعي والتجربة وهذا ماستكشفه قادم السنوات .