كتب : د ياسين سعيد نعمان
للتذكير عندما جاء علي صالح الى عدن في نوفمبر عام ٨٩ لم يكن موضوع الوحدة قد حسم ، ولم تكن هناك سوى مشاورات لاعادة العلاقات المقطوعة بين البلدين منذ ١٩٨٦.
وكانت هناك اتصالات مع الاخوة الذين نزحوا إثر ألاحداث بصورة موازية للمشاورات التي كانت تجري مع نظام صنعاء لاعادة العلاقات .
ابدى كثير من الاخوة استعدادهم العودة الى الحزب شريطة أن ترتب اوضاعهم في نفس المواقع القيادية التي كانوا فيها قبل الاحداث ، وقد وافقت القيادة يومذاك على ذلك .
وعندما شعر علي صالح بعد ذلك بهذه الاتصالات بادر بخطوته التي شرحها الاخ محمد علي دون ان يكون للحزب اي صلة بما قام به .
ولم يقتصر الامر على الاخوة الجنوبيين بل إن الشيخ عبد الله حكى لنا بعد الوحدة كيف ان علي صالح قال له انه رشحه الى مجلس الرئاسة وان الجنوبيين رفضوه ..
بعد الوحدة كل القيادات التي رغبت في العودة الى الحزب بمناصبها القيادية مكتب سياسي ولجنة مركزية عادت وهم بالعشرات سواء فور تحقيق الوحدة او بعد ذلك بفترة ، ومن الذين عادوا فيما بعد الاخ محمد علي احمد ، وآخرين فضلوا الانضمام الى المؤتمر الشعبي .
تبرئة ساحة علي عبد الله صالح من هذه اللعبة له اسبابه عتد البعض ، لا نريد ان نخوض فيها الان . وشخصياً لا أجد أي مبرر سياسي معقول لاسقاط هذا الموضوع وبهذه الطريقة على ما يجري اليوم من صراعات .
ابقاء ٨٦ حاضرة في الوعي السياسي بهذا الشكل ليس سوى محاولة لتلقين الناس بان المشكلة جنوبية / جنوبية ، يا ترى من له مصلحة في استحضار خصومات الجنوب لاسقاطها على مشاكل اليوم التي لها اسباب اخرى مختلفة ؟.
مشاكل اليوم ليست ٨٦ وأطرافها ليست أطراف ٨٦ ، علينا أن نبحث في اسبابها الحقيقية إذا اردنا ان نخرج من هذا المأزق .
الجنوب لا يمكن ان يظل رهينة لأحداث ١٩٨٦ ، ومن المعيب ان نرهن نضالات الناس وتضحياتهم لحدث كان الناس قد تجاوزوه بالتصالح والتسامح لنعود الى نبشه وإعادة بنائه على هذ النحو الذي يجدد الصراع في مجتمع لا يحتاج سوى إلى التذكير بأنه مختلف ليبدأ رحلة الصراع من جديد .
أجدد التأكيد أن الحزب بريء من اللعبة الشيطانية التي لعبها صالح وآخرون .