كريتر نت / رصد
وصف أستاذ القانون الدولي والإعلامي المغربي البرفسور، توفيق جزوليت،من يدعي الحفاظ على الوحدة بأنه “مفتري”
، وعزا أسباب الحرب في اليمن إلى مطامع القوى المتنفذة بالثروات المتعددة التي تزخر بها أرض الجنوب، حد وصفه.
وقال جزوليت: “إن (الوحدة أو الموت) عبارة تاريخية نطق بها الرئيس الراحل علي عبد الله صالح، خلال خطابه في برلمان دولة الوحدة وهو يهدد القيادة الجنوبية، ذلك الخطاب الذي تلته حرب 1994 المدمرة للوحدة وكذلك للشعب الجنوبي.. عبارة تعطي الانطباع أن الرئيس الشمالي متشبع بالوحدة، غير أن الواقع إنه كان مدركا أن الجنوب غني بموارده الطبيعية، وثرواته التي تم الاستيلاء عليها، ولايزال استغلالها إلى حدود كتابة هذه السطور”.
وأضاف أستاذ القانون الدولي، في منشور على صفحته بموقع فيسبوك: “بعد مرور ربع قرن ونيف لايزال قياديو حزب المؤتمر الشعبي المنتهي، وحزب الإصلاح الإخواني وأصحاب النفوس الضعيفة من اليمن، يتغنون بذات العبارة، لإضفاء الشرعية على نهب خيرات وموارد وثروات الشعب الجنوبي الذي يدر الحقيقة المؤلمة ويناضل على جميع الجبهات، بهدف الحد من هذا الاستغلال البشع”.
وتابع: “جنوب اليمن غني بأرضه ورجاله وتاريخه الحضاري، كما أنه غني بثرواته، انطلاقاً من النفط والغاز الطبيعي، ومروراً بالمعادن والثروة السمكية، ووصولاً إلى الممرات والموانئ الإستراتيجية. فمحافظة حضرموت تحتل المركز الأول بين القطاعات النفطية في الجنوب، إضافة إلى محافظة شبوة الغنية بالثروة النفطية، ومنطقة لحج أبين غنية جداً بمعدن الذهب، إضافة إلى جبال محافظة لحج التي تتوفر على الكثير من مناجم الذهب”.
وأضاف: “إستراتيجياً يعتبر ميناء عدن من أهم الموانئ في العالم، وذلك لموقعه الإستراتيجي للتجارة العالمية، وإذا تم استثماره بشكل مهني عصري سوف يعود بعائد سنوي بعشرات المليارات من الدولار، ويخلق فرص عمل لا تحصى. أما مضيق باب مندب الذي يتميز بموقعه الإستراتيجي، ومرور السفن التجارية العالمية قد يصل عائده السنوي الى زهاء 200 مليار دولار، حسب تقدير الخبراء.. كل المحافظات الجنوبية مطلة على خليج عدن وحضرموت والمهرة على بحر العرب مع أرخبيل سقطرى والجزء الجنوبي من سقطرى يطل على المحيط الهندي. عدا محافظة الضالع محافظة داخلية لا تطل على البحر”.
وأردف: “لا ننسى الثروة السمكية، لأن الجنوب مرتبط ويطل على البحر العربي والبحر الأحمر، لذلك ففي الجنوب ثروة سمكية من شأنها أن تدعم الاقتصاد الوطني وخزينته بالعملة الصعبة.. والزراعة كذلك يمكن تطويرها مع الاستغناء عن شجرة القات، التي أضحى الجميع مدركاً لخطورتها وأبعادها السلبية القاتلة على المجتمع الجنوبي”.
واختتم البرفسور جزوليت منشوره بدعوة شعب الجنوب إلى أن “يعي بأن وطنه غني للغاية، ويتمتع بثروة هائلة، وأن بلاده محط أطماع من يدعي الوحدة ومن يدافع عنها، وأن المواطن الجنوبي سيتمتع بعيش كريم ورغيد إذا استعاد دولته، وبنى مجتمعاً ديموقراطياً، فيه عدالة اجتماعية، بعيداً عن المناطقية والإقصاء”.