كريتر نت / كتب- سعيد عبدالرحمن باناجة
عقب الانتهاء من توقيع اتفاق الرياض مباشرة شاهدنا وسمعنا وقرأنا في مختلف وسائل الصحافة والاعلام من قبل الإعلاميين والسياسيين والمهتمين بشؤون اليمن مطالبات بضرورة عودة الحكومة الى العاصمة المؤقتة عدن وذلك من اجل اعادة تطبيع الاوضاع والحياة اليومية وتوفير الخدمات الأساسية والضرورية المرتبطة بحياة ومعيشة المواطن اليومية في كافة انحاء المحافظات المحررة .
والحقيقة لقد استبشر المواطنون خيراً في تلك المحافظات بعودة رئيس الوزراء ومعه عدد من اعضاء الحكومة ، على امل أن يتم توفير الخدمات الأساسية ولو بالقدر اليسير – إلا انه ومنذ عودة الحكومة للاسف وحتى يومنا هذا لم نرى او نسمع سوى عن زيادة عدد الانقطاعات في التيار الكهربائي وشحة مياة الشرب وخاصة في كل من مديرية المعلا وكريتر والتواهي في اطار العاصمة عدن ، فضلاً عن انتشار الامراض والاوبئة كحمى الضنك وغيرها من الامراض والاوبئة الأخرى المعروفة والغير معروفة !!
كما اتضح لنا جلياً ومن خلال تصريحات رئيس الحكومة والاعلام ( المطبل ) والمروج للحكومة الفاشلة عن مدى العجز الذي وصلت اليه من توفير ابسط الخدمات ومتطلبات الحياة المعيشية للمواطن ، واكتشفنا ان كل ماقيل عن الانجازات التي وعدت الحكومة بتحقيقها ماهي الا مجرد سراب اوتخدير موضعي لنفسية وعقلية المواطن البسيط ، كما ان ماتم اتخاذها من الإجراءات وخطوات حكومية لاتلامس حياة المواطن ، وهو ماذكرنا جميعا بالمثل الشعبي الذي يقول ( نسمع جعجعة ولا نرى طحيناً ) .
ايضا من جملة الانجازات العظيمة والتي حققتها الحكومة عقب عودتها الى عدن مباشرة والذي يعتبر انجاز فعلا يدعو للسخرية لكونه يهدف بالدرجة الرئيسة لتحطيم مستقبل شبابنا وابنائنا الدارسين في الخارج بل ويشبه ذلك الاجراء الذي اتخذه ( الحوثيين ) في المحافظات الشمالية الخاضعة لسيطرتهم وينطبق على المثل القائل (ما اشبه الليلة بالبارحة) ويتمثل بتوجيهات الحكومة بشأن إيقاف ( المساعدات المالية ) والتي كانت تصرف للطلبة الدارسين في الخارج كنوع من التشجيع من قبل الدولة لهم عن طريق تحمل الدولة جزءاً يسيراً من المبالغ الكبيرة التي كانت وماتزال تثقل من كاهل أولياء امور الطلبة الدارسين في الخارج ابتداءاً بالرسوم الدراسية وانتهاءاً بغيرها من الالتزامات والاعباء التي يكابدها ابنائنا الدارسين في الخارج .
وانه حقاً لشيء مؤسف بأن نرى مثل تلك الإجراءات التي تتخذ بحق أبنائنا الطلبة والذين يعول عليهم في عملية البناء والتطوير والوصول بالوطن الى ما وصلت اليه الدول المتقدمة من تطور ، بل ومايحز في انفسنا اكثر عندما نرى مثل هذه الإجراءات وهي تتخذ من قبل رئيس حكومتنا الرشيدة الذي يفترض ان يكون في مقدمة المسئولين المشجعين للعلم والتعليم .
للامانه قد حاولنا جزافاً ان نجد المبررات الكافية للاجراء الحكومي الاخير والمتصل بايقاف المساعدات الممنوحة للطلبة الدارسين في الخارج تحديدا ، ولكننا لم نجد لهذا الامر سوى تفسيرين الاول : يتمثل في ان الحكومة كانت قد اتخذت قرار إيقاف المساعدة بطريقة مستعجلة دون دراسة النواحي السلبية للقرار وتبعاته والتي سوف تنعكس بالتاكيد سلبا على مستوى التحصيل العلمي للطلبة الدارسين في الخارج ، خاصة وانهم قد رتبوا امورهم وحياتهم المعيشية على تلك المساعدة !!
بينما التفسير الاخر يتمثل في عدم امتلاك دولة رئيس الحكومة رؤية مستقبلية للنهوض بالبلاد وباوضاعها التعليمية وبأبنائها في الوقت الذي اصبحت فيه جودة التعليم في البلد لاترقى لمستوى التعليم في البلدان الأخرى بما فيها المجاورة على اقصى تقدير ، مع العلم بأن اجمالي المبالغ التي تصرف كمساعدة لجميع الطلاب الدارسين في الخارج لا تساوي شيء مقارنة بالمبالغ الكبيرة التي تصرف لعدد كبير من النافذين والمتنفذين في البلد ، فضلا عن غيرها من المخصصات التي تصرف لعدد اكبر من الوكلاء والوكلاء المساعدين في عدد من الوزارات والسلطات المحلية بالرغم من عدم استفادة الدولة من امثال اولئك المسئولين سوى في ظهورهم وتصريحاتهم على شاشات الفضائيات خلال الاحتفالات والمناسبات من غرف الفنادق الفخمة التي يقبعون فيها على حساب حكومتنا الرشيدة .
في الاخير يبقى السؤال والتسائل القائم : الآ يستحق أبنائنا الطلبة ( المساعدة المالية ) بدلاً عن أولئك المسئولين الذين يحبون الظهور اكثر من الانجاز .. ام ان سياسية الجهل والتجهيل وتدمير العلم والتعليم مستمرة وستستمر ؟
او ان هناك إجراءات أخرى خفيه لا نعلمها ونامل بالتالي من دولة رئيس الوزراء واعضاء حكومته ، افادتنا بها .. خصوصا اذا ماكنا عنها غافلين ؟؟!!!