كريتر نت / اليوم الثامن
كشف تقرير يمني عن مخططات تنظيم الإخوان الممول قطريا لاجتياح الجنوب والسيطرة عليها، مستغلا تواجد قواته العسكرية الضخمة في مأرب وتعز.
ويحشد حزب “التجمع اليمني للإصلاح”، الذراع الرئيسي لتنظيم الإخوان في اليمن في المحافظات الشرقية للجنوب تمهيداً للسيطرة على ما تبقى من محافظة شبوة للوصول إلى أبين وعدن مستغلا نفوذه وتواجد قواته بمأرب وصحراء وادي حضرموت في محاولة لتضييق الخناق على الجنوب ووضع كماشة عسكرية للقوات الجنوبية التي دحرته من عدن وأبين وتقف أمامه في شبوة.
وقال تقرير لموقع نافذة اليمن الاخباري المحلي “ان تنظيم الإخوان استقدم عناصره من الجوف ومأرب ودفعها بإتجاه شبوة لمحاربة قوات المجلس الانتقالي الجنوبي، مستغلا التزام الاخير ببنود اتفاق الرياض ومن قبلها الهدنة المعلنة خلال مشاورات جدة”.
اتفاق الرياض أعاق مخططات الاخوان
بتوقيع اتفاق الرياض في ٥ نوفمبر بين حكومة الشرعية التي يسيطر على مفاصلها الإخوان، والمجلس الانتقالي الجنوبي، أصبح الاخير طرفا أساسيا برعاية دول التحالف وواقعا أربك حسابات الإخوان وجعلهم يستميتون للحفاظ على ما تبقى لهم من نفوذ بالمحافظات الجنوبية تاركين وراء ظهورهم العدو الأول لليمن واليمنيين المسيطر على صنعاء.
يقول المحلل العسكري العميد المتقاعد عبدالله الجعفري : ان اتفاق الرياض فرض واقع مريرا على حزب الاصلاح لا يمكنه تغييره في هذه المرحلة بالذات إلا ان هناك ثغرة بسيطة في الاتفاق ستضمن له الحصول على صلاحيات واسعة السلطة اذا استطاع بالفعل الحفاظ على المناطق المتبقية تحت سيطرته لما بعد تنفيذ بنود الاتفاق التي تنص على إقامة الأقاليم ومنح حكما ذاتيا لها.
وأكد الجعفري بأن قيادات الإصلاح أدركت هذه الفرصة فبدأت تحركاتها لتنفيذها بمحالة ضم منطقة بيحان النفطية التابعة لمحافظة شبوة، إلى المنطقة العسكرية الثالثة التي مركزها بمحافظة مأرب والتي تُعد المعقل الرئيس لحزب الإصلاح وهو ما يعد خرقا والتفافا واضحا على بنود اتفاق الرياض.
ويرى الجعفري بأن سعي قيادات حزب الإصلاح إلى ضم منطقة بيحان ومديرياتها في محافظة شبوة، إلى المنطقة العسكرية في محافظة مأرب، للأهمية التي تكتسبها المنطقة كونها تمتلك حقولاً نفطية أهمها حقل “جنة” الذي يعد من أهم حقول النفط والغاز اليمنية الواقعة بين مأرب وشبوة، والذي تسيطر عليه شركات تابعة للجنرال على محسن نائب الرئيس هادي ورأس الأفعى الإخوانية في اليمن.
وأوضح الجعفري بان بيحان الثلاث كما يطلق عليها هي منطقة واسعة تبلغ مساحتها 616 كيلومترا مربعا في الجهة الشمالية الغربية لمحافظة شبوة وتبعد حوالي 210 كيلومترات عن عاصمة المحافظة، مدينة عتق وتجاور محافظتي مأرب والبيضاء، وتتألف من ثلاث مديريات هي: عسيلان وعين والعليا، وهي المناطق النفطية في محافظة شبوة إلى جانب منشأة بلحاف لإنتاج وتصدير الغاز المسال والتابعة لمديرية رضوم.
الكماشة تبدأ من شبوة
تعتبر محافظة شبوة خط الدفاع الأول الحامي للجنوب ومنها يمكن التمدد إلى محافظة حضرموت وهو ما دفع بالجنرال الأحمر وحزب الإصلاح لحشد عناصرهم وتكثيف تواجدهم فيها.
وبالتزامن بدا الجنرال الاحمر والاخوان عملية بناء قوات جديدة في الوديعة وتعزيز قواته في وادي حضرموت لتكوين قوة اسناد ودعم تجعل الحرب دائرة في جغرافيا الجنوب وتحد من استمرار تمدد قوات المجلس الانتقالي التي اضحت قوة شرعية معترف بها.
واكدت مصادر عسكرية ان الاخوان استعانوا بعناصرهم في قوات الشرعية وقيادات عسكرية جنوبية موالية لهم لرسم حدود سيطرتهم ودراسة امكانية الانقضاض على ابين والوصول الى عدن ولحج.
وبهذا الصدد لم يستبعد الجعفري وجود تنسيق بين الاخوان والحوثي بشان الضالع .
ويرى الجعفري ان الاخوان جعلوا من الجنوب اولوية قبل ان يتجهوا للسيطرة على باقي المناطق المحررة وعلى وجه الخصوص الساحل الغربي.
ويشير الجعفري إلى ان الاعلان عن معسكر المخلافي في يفرس تعز يعني لف حبل المشنقة على الجنوب خاصة وان هذا المعسكر يهدف للسيطرة على مفاصل مديريان الحجرية المحاذية للجنوب لتكتمل بذلك كماشة الاخوان على الجنوب.
ويعتقد الجعفري ان اغتيال العميد عدنان الحمادي كان هدفها ازالة كافة العقبات التي تعترض تنفيذ هذا المشروع.
ما هو موقف الجنوب ؟
يجمع الجنوبيون بأن معركتهم في شبوة معركة كسر شوكة الإخوان وإرهابهم وعلى رأسهم الجنرال الأحمر القائد العام والمؤسس لذات التنظيم الإرهابي ألإخواني.
وفي هذا الصدد أكد النقيب الجنوبي المتحدث بإسم المنطقة العسكرية الرابعة محمد النقيب : بان الموقف العسكري في الجنوب لأي تحركات عسكرية تؤدي إلى إفشال إتفاق الرياض وخلط الأوراق سنواجهها بكل قوة ونحن على أعلى الجاهزية والاستعداد سواء أكانت تلك التحركات قادمة من مأرب أو غيرها.
وقال النقيب في تصريح لـ”نافذة اليمن” – “لقد ادركنا جيدا الغايات الدنيئة التي يحاول حزب الإصلاح بمليشياته تنفيذها تجاه الجنوب ليس فقط لإعادة غزو الجنوب بل لإحراج المملكة العربية السعودية التي رعت الاتفاق وقدمت لليمن شماله وجنوبه ما لا نستطيع ان نحصيه بهذه العجالة.
وأضاف “كل هذا التمرد الاخواني على اتفاق الرياض يأتي في سياق الأهداف القطرية والتركية التي تلاقحت مع المشروع الايراني الفارسي في اليمن وهي أهداف خاسرة.
وأختتم حديثة بالقول “كل التحركات مرصودة وهي مكشوفة وحين ينفد صبرنا ونرى اننا قد أدينا ما علينا من ضبط للنفس احتراما والتزاما باتفاق الرياض ستجد هذه التحركات نفسها في مغبة خسارة ماحقة.