كريتر نت / كتب- جميل الصامت
بعد جريمة تهريب السجناء في التربة لم يعد امام الرئيس هادي سوى خيار واحد لاعادة الاعتبار لشرعيته وللدولة التي يمثلها، وهو سرعة اقالة كل العميد/منصور عبدالرب الاكحلي واحالته الى التحقيق والقبض على المعين من قبله مديرا لامن الشمايتين ،لتورطهم في قضية تمس امن البلاد وتهدم العدالة وتعد خيانة وطنية لمسئولياتهما .
ماشهدته التربة كنا اكدنا عليه منذ وقت مبكر خلال الاشهر السابقة .
ليتضح الآن ان الهدف من ابعاد العقيد/عبدالكريم السامعي من ادارة شرطة الشمايتين وتعين آخر متورط في جرائم تصفية فيصل محمود في المسراخ ونهب واحراق منزل المحافظ السابق امين محمود بدلا عنه ليس الا لتنفيذ اجندة سياسية في الشمايتين ليس اقلها اشاعة الفوضى وجر المنطقة للمواجهات والاحتراب .
الترتيب لتهريب مجرمين مع سبق الاصرار سابقة خطيرة ،وخطورتها ليست في الواقعة التي يمكن ان يقوم بها اي افراد عصابة ،بل تكمن في تورط وتواطؤ من يفترض بهم كضباط امن وقيادات شرطة وجيش في حماية الامن، والحرص على وجود الدولة عندما يتحولون في سلوكهم الى قادة عصابات .
وجود منصور الاكحلي الذي ظهر كلاعب على مسرح الفوضى خلال اكثر من نصف عام غير تعين مدير لشرطة الشمايتين ليتمكن من تنفيذ اجندة جماعته من خلاله ،والان فصول اللعبة تتضح تباعا ان الهدف ليس الامن بل الفوضى ،والتلاعب بالورقة الامنية لصالح اجندة مشبوهة .
تصرفات مديري شرطة المحافظة والشمايتين تستوجب على المحافظ نبيل شمسان الاضطلاع بمسئولياته تجاهها في ان يصدر قرارا بايقافهما اولا عن العمل والتواصل مع الرئيس لاقالتهما واحالتهما للتحقيق فورا .
مايستغرب له الصمت الذي يبديه المحافظ الذي استقبل بهذة (النثرة) دون ان يبدي ازاءها اي موقف ولو بمجرد بيان مقتضب لادانة الواقعة .
المعلومات تفيد ان (المهربين) العشرة من سجن شبكة التربة قد تم ملاحقتهم من قبل قوات الامن الخاصة الى الاصابح حيث مقر اللواء الرابع (جبولي) وتم القبض على غالبيتهم وماتزال الملاحقة للبقية ،وهنا تبرز الفضيحة الثانية امام لواء خارج القانون ليس له من دور غير ان يصبح بؤرة لتصدير الفوضى ،وهذا ماينبغي ان يوضع له حد بطرده بعيدا عن التربة فقد تورطت سبعة اطقم مسلحة تتخذه مقرا لعملياتها بعملية التهريب من السجن الى اللواء .
العملية احدثت انتفاضة شعبية لملاحقة السجناء في مختلف المناطق حتى تم القبض على غالبيتهم .
المهربون طيلة مدة سجنهم ظلوا يعاملوا في سجن الشبكة كنزلاء فندق خمسة نجوم وهناك تساق لهم المصروفات اليومية لمل واحد منهم 5000ريال يوميا ضمن اعتمادات محورتعز مقابل حبسهم وكأنهم كانوا ينفذون مهمة وطنية عندما قتلوا اثنين من حراسة المحافظ وجرحوا اخرين ،وهنا يدخل محور تعز في الصورة .
وتشير المعلومات كذلك الى ان المتهمين المهربين وجدت بحوزتهم بعض الاسلحة الخفيفة بمايعني انهم زودوا بها خلال احتجازهم …؟
عملية اخراجهم من السجن التابع للشبكة يمثل تحديا سافرا ليس للدولة بل لقيم المجتمع،ليتضح ان الشبكة تقع في نطاق سبطرة اللواء الغيرشرعي الرابع جبولي وحادثة تهريب السجناء احدى غزواته في اطار استراتيجية القائمين عليه تحرير المحرر من اجل الفوضى .
المعلومات الواردة من هناك تفيد بوادر صفقة يجري الترتيب لها عن طريق المحافظ يقوم من خلالها بممارسة ضغوطه على اولياء الدم للقبول بتسوية ،وهو مافشلت فيه قيادات الاخوان في وقت سابق عندما عرضت اموالا لتسوية القضية والحيلولة دون وصولها الى القضاء ووجهت برفض اولياء الدم والمجتمع المساند لهم .
امام كل ذلك هل سيرضخ المحافظ للقبول بالتسوية والنزول عند رغبة القتلة ننتظر ..؟!