كريتر نت / متابعات
منذ انقلاب مليشيات الحوثي الذراع الإيرانية في اليمن على الشرعية الدستورية والإجماع الوطني في سبتمبر 2014، وسيطرتها على مؤسسات الدولة وتسخيرها لخدمة حروبها المدمّرة، تحوّلت البلاد إلى ساحة حرب مفتوحة، وإلى مستنقع للأمراض والأوبة الفتّاكة التي حصدت – ولا زالت- أرواح المئات من الأبرياء.
ورصد “الثورة نت” نحو ثلاثين وباء ومرضاً فتّاكاً اجتاحت اليمن منذ انقلاب مليشيا الحوثي على مؤسسات الدولة وسيطرتها على صنعاء، غالبيتها كانت قد انقرضت في الأزمنة الغابرة، وكان آخرها مع انتهاء عهد الإمامة البائد في القرن السادس عشر، والذي اشتهر بثالوث (الخوف والجوع والمرض).
ماهي الأمراض؟
وبحسب الرصد الذي جمعه “الثورة نت” فإن الأمراض الوبائية هي: الكوليرا، والدفتيريا (الخناق)، وأنفلونزا الخنازير “H1N1″، والإنفلونزا الأسبانية، وانفلونزا الطيور، والتهاب السحايا، والتهاب الكبد الوبائي، والتهابات الكبد الفيروسي، والالتهاب الرئوي، والحصبة ، والحصبة الألمانية، والسعال الديكي، وداء السل، وحمى الضنك، وحمى التيفوئيد، وحمى الملاريا، والحمى المالطية، والحمى الفيروسية، والمكرفس أو شيكونغونيا، والجدري، وجدري الماء (الخماق) وداء الليشمانيا، ومرض النكاف (التهاب الغدة النكفية)، والكزاز الوليدي، والبلهارسيا، والجمرة الخبيثة ، والملاريا، وداء الجرب، وداء الكلب، وفيروس غرب النيل، والإسهالات المائية الحادة، والشلل الرخوي الحاد).
وفي حين لم تظهر كثير من الأمراض الوبائية التي اجتاحت مناطق سيطرة الحوثي إلى العلن أكدت منظمة الصحة العالمية أنها تلقت خلال العام الحالي فقط 78 ألف بلاغ عن 28 مرضاً وبائياً فتاكاً في اليمن، من خلال 1991 موقع ترصد وتبليغ إلكتروني، دون أن تشير المنظمة الأممية إلى هذه الأمراض.
تصرفات مساعدة
ووفرت تصرفات وممارسات مليشيا الحوثي منذ انقلابها على الحكومة الشرعية بيئة خصبة لتفشي الأوبئة والأمراض، وعودة بعض تلك الأوبئة التي كانت قد تخلصت منها اليمن في ستينات القرن الماضي، وفق مايؤكده مختصون.
وكشف تحقيق استقصائي لوكالة أسوشيتد برس في 2018 عن عرقلة الحوثيين توزيع لقاح الكوليرا ما تسبب في تفشي الوباء وخروجه عن السيطرة، حيث منعت إيصال نصف مليون جرعة من اللقاح إلى مطار صنعاء عبر طائرة أممية في صيف 2017، ولم تتمكن الأمم المتحدة من توزيع لقاحات الكوليرا في اليمن حتى مايو 2018.
ووفق التحقيق فإن ذلك كان سببا في تفشي المرض وتسجيل أكثر من مليون حاله إصابة أو اشتباه بالكوليرا -وهو أسوأ وباء سجل في العصر الحديث وكارثة يقول عنها الباحثون الطبيون إنه كان يمكن تجنبها إذا تم نشر اللقاحات في وقت أبكر.
ويرى همدان العليي وهو كاتب وناشط حقوقي أن مليشيات الحوثي وجدت في الأمراض والأوبئة التي تنتشر في أوساط السكّان في المناطق الخاضعة لسيطرتها “فرصة لنهب المنظمات، ووسيلة لإيقاف عمليات تحرير المدن بذريعة الوضع الإنساني الذي يتيح للدول الغربية التدخل وحمايتهم كما حدث في الحديدة”. متهما الحوثيين بالتعامل مع مع اليمنيين كرهائن لا رعايا”.
وعمدت مليشيات الحوثي فور استيلائها على مؤسسات الدولة على نهب مقدرات المستشفيات وموازناتها التشغيلي وسخرتها لصالح ما تسمّيه “المجهود الحربي” وصادرت مرتبات ومستحقّات الموظفين والعاملين في جميع المؤسسات الحكومية، وهو الأمر الذي انعكس سلباً على صحة وحياة السكّان في تلك المناطق، بل وتجاوزها إلى المناطق الأخرى.
أبرز الجائحات
ومطلع العام 2015م بعد أربعة ثلاثة أشهر على انقلاب مليشية الحوثي بدأت “الملاريا وحمى الضنك والالتهابات الفيروسية” بالانتشار بسرعة فائقة في مدينة الحديدة والسواحل المجاورة لها بمحافظة حجّة، حيث تجاوزت حالات الإصابات بمرض الملاريا 19465 شخصاً، ، فيما بلغت حالات الإصابة بحمى الضنك أكثر من 1523 حالة، وفق مكتب الصحة بالحديدة حينها.
وفي أواخر سبتمبر 2016، كانت البلاد على موعد مع عودة أكبر وأخطر وباء عرفته البشرية ، وهو وباء “الكوليرا” والذي لا يزال حتى اللحظة يتهدد السكّان، في حين أكدت منظمة الصحة العالمية في أكتوبر 2017 رصدها 4 آلاف و541 حالة يشتبه إصابتها بالدفتيريا مع وجود 257 حالة وفاة بالمرض، خلال الفترة من 12 أغسطس 2017 حتى 12 أكتوبر.
ومنذ بداية ديسمبر 2019، عاود “انفلونزا الخنازير” (H1N1) بالظهور من جديد بقوّة أكبر، وسجّلت العديد من حالات الوفاة والإصابة خصوصا في العاصمة صنعاء والتي تسببت حتى هذا الأسبوع في وفاة 94 شخصاً.
وعلى مدى السنوات الثلاث الأولى من الانقلاب، انتشرت “الملاريا” في أغلب المناطق اليمنية، وأثّرت بشكل مباشر على آلاف المواطنين، وقالت منظمة “أطباء بلا حدود” إنها عالجت خلال عام 2017 أكثر من عشرة آلاف مصاب بالملاريا.