كريتر نت / يمن الغد / علي جعبور
تبرز منارة جامع الإمام الشاذلي كأبرز معالم مدينة المخا من أي جهة أتيتها، وحيدة تقف وسط ركام المدينة القديمة التي توالت عليها حملات المستعمرين، مذ ذاع صيتها وعلت شهرتها في القرن السابع عشر الميلادي. بقي جامع الشاذلي مزاراً مهجوراً يوشك على التداعي بعد نجاته من مدافع البرتغاليين والبريطانيين والعثمانيين والإيطاليين، إلا أنه وقع فريسة الإهمال.
تقف على جوار جامع الشاذلي خرائب لقصور عامرة ذات زخارف بديعة توحي برفاهية الحياة التي عاشها سكان المخا في زمن مضى واندثرت آثاره بفعل مدفعية الغزاة والكوارث الطبيعية، إذ يروي السكان المحليين أن المدينة تعرضت إلى جانب الحروب، لزلزال مدمر في عام 1686، فيما اجتاحتها في عام 1942 سيول جارفة أتت على ما تبقى من قلاعها وسورها العظيم الذي يشبه سور مدينة زبيد.
كما اظهرتها الصور التي التقطها المستشرقين مطلع القرن العشرين. وتحكي بقايا أحجار الميناء القديم في المدينة المطمورة بطمي الشاطئ، قصة أول شحنة قهوة صدرت للعالم وكيف أصبحت «موكا» ماركة عالمية شهيرة فيما توارت صاحبة الاسم في رمال النسيان