كتب : د/ فائزة عبدالرقيب
منذ الحرب العالمية الاولى وحتى يومنا هذا مايزال الشرق الأوسط ينزف والمتغير هو الأدوات والوسائل المستغلة والمستخدمة في كل مرحلة مفصلية التي تزلزل مواقف الكثير من القيادات العربية خوفا على مصالحهم و كراسيهم، فتجعلهم يقودون شعوبهم بما يتماهى مع كل ما سوف يلبي تطلعاتهم الخاصة.
اليوم و كأني ارى ان ما يحدث بين إيران وأمريكا هو مخطط متفق عليه بينهما وصفقة القرن التي سوف تكشف عنها الأيام القادمة.
واضح انه بعد أكثر من عقد من الزمن ان نظرية الفوصى الخلاقة والشرق الأوسط الجديد قد اتت اكلها حتى وان لم تكن كما اريد لها إلا انها تلبي المخطط الأمريكي والاوروبي في إعادة الهيمنة الغير مباشرة على دول الشرق الأوسط وزحزحة اطارها القديم بما ينسجم مع تطلعاتهم المستمرة باستنزاف هذه الشعوب التي مازالت معظم قياداتها تخضع تحت تأثير وسيطرة أمريكا والغرب.
إيران تعلم جيدا انها محاصرة بأكثر من ٢٣ قاعده أمريكيه واقل قاعده فيها لا يقل عدد جنودها عن ثلاثة آلاف جندي مجهزة بكامل عتادها، وتعلم أنها عندما تضرب القاعدة الأمريكية في العراق ان الحادث جلل ولكن ان يتضح فيما بعد ان القاعدة ليست قاعدة امريكية بل عراقية تتبع القاعدة الامريكية وان الخسائر تكاد تكون معدومة، فإن ذلك يقودنا إلى تكهنات أخرى وان الضربة اريد من ورائها انجاز أكثر من مهمة:
▪اظهار ايران دولة قوية في المنطقة وانتقاما لاغتيال سليماني ارضاء للحرس الثوري والمؤيدين له وكذا لطمأنة الادرع الإيرانية في المنطقة بأن ايران دولة نووية قوية وتستطيع الدفاع عن نفسها وعندهم وبمقدورها مواجهة أمريكا وصد اي عدوان عليها.
▪يراد استخدام ايران حاليا فزاعة لترويع دول الخليج واستخدامها مستقبلا كشرطي تابع لامريكا في المنطقة وبالتالي تتمكن من استنزاف دول الخليج الذين سوف يذهبون إلى تعزيز قدراتهم العسكرية الدفاعية وشراء الاسلحة من الاحتكارات الامريكية المتخصصة في صناعة الاسلحة لا ستخدامها كمنظومة دفاعية في حماية بلدانهم و ضد إيران تحديدا ناهيك عن استمرار امريكا بلعب دورها في حماية دول الخليج وطلب الاتاوات منهم واستنزاف نفطفهم وخيراتهم.
▪هذه الضربة سوف تعمل على تزايد المد الأمريكي في الشرق الأوسط مقابل تربع إيران شرطيا بدون منافس في هذه المنطقة وبمقابل عدم إلغاء الاتفاقية النووية من طرفهم.
▪الاستفادة من الانتفاضة الشعبية في العراق بعد ان اكتوى العراقيون من الحرب والقتل والفساد والمذهبية والطائفية والقومية واستوعبوا انهم من يدفع الثمن من امنهم واستقراره وان دولتهم باتت من الضعف بعد أن تم تفكيكها..
لاشك ان هذه الضربة التي تلازمها صفقة القرن ضد شعوب ودول الشرق الاوسط يتوقع منها الرئيس الامريكي ترامب ان تكون مفتاحا سحريا لاعادة انتخابه رئيسا للولايات المتحدة الامريكية لفترة جديدة كما يمكن أن تحقق نجاحا لطرفي الاتفاقية في التالي:
١. الانسحاب التدريجي للقوات الأمريكية من العراق بما يحفظ ماء وجوههم، خاصة وأن العراق اصبحت بالنسبة لهم بمثابة فيتنام جديد.
٢. السماح لايران بالاحتلال الغير مباشر للعراق دون المساس بالمصالح الامريكية وان تكون قاعدة تهدد بها المنطقة ودول الخليج تحديدا.
٣. وبالمقابل سوف تساوم امريكا دول الخليج بثرواتهم ودفع الاتاوات بمقابل منع ايران من اجتياح دولهم .