كتب : د / ياسين سعيد نعمان
القائد الوطني الناجح لا يكتفي بالنجاح في إدارة الدولة أثناء حياته فحسب ، ولكنه يضع الاسس التي تكفل مواصلة النجاح والاستقرار بعد مغادرته الحياة أو كرسي الحكم ..
في بلدان لم تتجذر فيها قواعد الحكم المستقر بسبب جملة العوامل المرتبطة بالصراع القبلي والعشائري بل والعائلي ، تكون إدارة الدولة متجسدة في “الشخصية” أكثر منها في “المؤسسة”، وبالتالي فإن القائد الذي يقرر النجاح لا بد أن يخوض معركة هي من أهم المعارك على الاطلاق ، وهي القبول التدريجي باستسلام”الشخصية” ، بكل ما تحمله من رمزية ، لحاجة نشوء الدولة وقيامها . وكلما تنازلت “الشخصية” لصالح “المؤسسة” والقانون كلما أخذت الدولة تتجذر وتنتزع من القبيلة والعشيرة والعائلة المزيد من الادوات .
إنها عملية بنائية تحتاج إلى رعاية وجهد واخلاص وبصيرة .. وهذا ما تميز به السلطان قابوس سلطان عمان رحمه الله وهو يعمل بمثابرة وجهد لإخراج عمان من واقعها العشائري الى رحاب الدولة .
عمان ، بعد قابوس ، ستكون على المحك . فالدولة بصيغتها التي تميزت بقدر كبير من عوامل النهوض على طريق استكمال خروحها من الواقع القديم ستغيب عنها حكمة قابوس وارادته ، وسيحل محل ذلك ، إلى حد كبير الديناميات الداخلية للدولة ، فهل ستتوفر لهذه الدبناميات القدرة الكافية على إنجاز بناء الدولة .
نتمنى لعمان كل التوفيق . ورحم الله السلطان قابوس.
من صفحة الكاتب في الفيس بوك