كريتر نت / كتب: أحمد مهدي سالم
خالد حسين البديلي..تربوي مجتهد،ومثقف نابه،ورياضي رائع..عقله أكبر من حجمه الصغير،وطموحه أكبر من واقعه الاعتيادي..
أبى إلا أن يسجل سبقا بين مجايليه..ألف كتابا عن تاريخ مدينته الحصن م/خنفر وما حولها بجهد توثيقي ملفت لفترة زمنية طويلة تزيد عن السبعين عاما.
هو خريج كلية الاقتصاد،بكالوريوس،ومدير لثانوية الحصن و قيادي رياضي ..يعشق مدينته حتى الثمالة،وجسد هذا الحب العميق في تأليف كتاب عنها..في صفحاته أبرز أحداثها،وأفضل سماتها،وأروع مميزاتها.عنوان كتابه ( تاريخ مدينة حصن بن عطية..مركز سلطنة يافع الساحل ) قسمه على مقدمة وعشرة فصول، وتناول تواريخ الزراعة والري والنشاط التجاري والتعليم والطب الشعبي والحديث وأوائل الحجاج وعادات الحج والأعياد والحرف اليدوية والتقليدية والألعاب الشعبية والفن والموسيقى والشعر الشعبي. وكل جانب أعطاه حقه تقريبا من الإشارة والتعريف مع الصور المرفقة بالاعتماد في معظم مادة الكتاب على الرواية الشفهية في ظل عدم وجود كتب سابقة أو حتى توثيق مقنع أو مقبول..وهنا يتجلى الجهد الكبير للباحث الأستاذ خالد البديلي الذي جعلنا نصف مطبوعه الجميل بالسبق..فهناك غيره من لديهم الإمكانات والعلاقات ولم يقدموا على مثل هذه المغامرة..لأن الموضوع جد خطير ولم يقدم عليه إلا البديلي القصير..وحقا كل قصير نكير..والحصن هي العاصمة الثقافية لأبين لكثرة فرقها ومنتدياتها وعازفيها وفنانيها..وهي انجبت عددا من الأعلام مثل الشاعر الكبير كور سعيد الذي صدر له ديوان وغنى له الموسيقار الراحل أحمد قاسم ” دخلت جنة رضاك” ومنها :
دخلت جنة رضاك..أسعدتني في هواك
حبيب قلبي و روحي..وكل عقلي معاك
وفرقتنا الليالي
وصورتك في خيال
قد كنت أنعم بقربك
وصرت في البعد غالي
لما متى ياحبيبي شفيت فيني العذول
تقول ذا البعد طوّل والبعد ما با يطول
ومنهم خبير الزراعة د.منصور جميع عوض،والفنان والملحن والعازف محمد احمد السنيدي الذي من أشهر أعماله الغنائية “ابو السن الذهب” و” محبوب قلبي هجرني “،والأخيرة نالت شهرة وذيوعا حتى غنت بها بعض الفرق الأجنبية ومن كلماتها :
محبوب قلبي هجرني…يا ناس كيف اشتكي به
قفّى ولا عاد جاني..يا ناس أيش ذي المصيبة
نسي الجميل الذي مر..نسي بأني حبيبه
با اصبر على الزين بالصبر..لما قد الله يجيبه
قضيت أوقاتا ممتعة مع صفحات الكتاب الذي وثق لكل معطيات الحياة في مدينة الحصن وما جاورها في م/خنفر.. ذكر أوائل الحكام و المعلمين والمعلمات والمزارعين والقابلات والتجار ومالكي معاصر الجلجل وباعة الخضار والفواكه وأصحاب المطاعم وأوائل دفع التعليم من أيام السلطنة والمدراء والرياضيين والشعراء والفنانين والحلاقين وغيرهم مع ذكر حوادث متصلة بهم في سياقهم حراكهم الاجتماعي للتعبير عن طموحاتهم. ومشاعرهم في كل المراحل والمنعطفات التي مر بها الوطن.