كريتر نت / كتب- د.عبدالعليم محمد باعباد
في وقت الشدائد تتجلى عظمة المبادئ، وتظهر قوة الإيمان، ويتبين صدق الرجال.
في وقت الشدائد التي تتعرض لها الأمة يكثر المنبطحون، وتتعالى أصوات الباعة، ويتقدم سوَقة القوم ليقودوا الناس إلى السوق، يبيعون فيه الأوطان، الأعراض، التاريخ، الدين، وكل قيمة عظيمة باعتبار ذلك شطارة لتنجح صفقاتهم؛ أو بالأحرى سقطاتهم في قعر المذلة والمهانة.
ثمة ما يدعو للغرابة والحيرة،
من هذا الزمن الغريب؛ بل من أبناء جلدتنا؛ هؤلاء الذين يتسمون بأسمائنا، ويتكلمون بألسنتنا، لكن قلوبهم قلوب الأعاجم، بل فاقت قلوب الأعداء في الحقد على شعوبنا وأوطاننا.
بالله عليكم بعد هذه السقطة المدوية لبيع فلسطين ومقدساتنا الإسلامية؛ بل وأوطاننا وشعوبنا العربية ينبري من الأنظمة العربية من يهنئ ويبارك على بيع الأرض والعرض !
بل ونسمع من يقدر جهود الولايات المتحدة الأمريكية في سقطة القرن !
ذلكم هو الواقع..
حكام على مقاس اليهود؛ على مقاس نتنياهو، وهذا ما لا يحتاج إلى بيان.
إنما الأمر الخطير أن تتساوق النخب مع هذه السقطات، شبرا بشبر، وذراعا بذراع حتى يكونوا في عداد سقطة القوم.
أين تلكم المبادئ التي تشرب منها الرجال الرجال ؟
بل أين جبال الرجال الذين لا يتزحزحون مهما كانت الزلازل والبراكين؟
أين المؤمنون الصادقون، أهل العزة والكرامة.
لماذا صار بعض المتدينين عصيا بيد بعض الأنظمة العربية تستخدمهم لضرب وحدة المسلمين، والنيل من الشجعان حملة المبادئ .
لماذا صاروا يصمتون إزاء بيع فلسطين.
هل صارت بطونهم وإرضاء ولي أمرهم أهم من رضا الله.
لماذا يلتمسون رضا الحاكم في سخط الله، وغضب الشعوب.
وأين القوميون ؟
لماذا صاروا يلهثون وراء الخلافات ووراء الفتات.
لماذا صمتوا؟
أين الأمميون والتقدميون؟
لماذا انكسروا ولماذا صاروا غرقى تتقاذفهم الأمواج هنا وهناك.
رحم الله زمانا تسابق فيه الرجال إلى ميادين التضحية في فلسطين ولبنان.
” فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا”
هذا هو تاريخنا الناصع الصفحات.
رحم الله الشهداء الأبطال الذين رووا بدمائهم الزكية أرض فلسطين وشوارع بيروت.
رحم الله زمانا كانت الإذاعات تدوي “صوت فلسطين صوت الثورة الفلسطينية”.
يا أيها التاريخ المشرق
أين غادرتنا؟
يا أيها العز كيف بالله رجعنا غرباء !
من مننا يتذكر العنوان البارز على صدر صحفنا الوطنية يوم أن عقدت كامب ديفيد، ويوم أن توفى من وقع اتفاقية كامب ديفيد كتبنا:
“مات خائنا لم تمت خيانته”
ذلك زمن العزة والكبرياء.
كيف يجرؤ اليوم حر على تأييد موقف مؤيدي سقطة القرن !
كيف للمال أن يغري الرجال !
يا أيها البعث العظيم
أما زلنا أمة واحدة ذات رسالة خالدة!
أين روح صدام العظيم
أما لصفارات الإنذار أن تدوي من جديد في شوارع تل أبيب !
و يا أيها الأحرار في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس، وبقية باقية من صفحات كتاب التضحيات الجسام في حرب 48 وحرب 56، وحرب 67.
أين كتائب التحرير!
يا صوت العرب من القاهرة.
أين روح عبدالناصر؟
ومقاومة الاستعمار.
يا أيها المغرب العربي يا بلد المليون شهيد؛ أين روح هواري بو مدين، ومقولته التاريخية” مع فلسطين ظالمة أو مظلومة”.
يا أرواح شهداء حرب أكتوبر العظيمة، يا أبطال خط برليف؛ يا من لا زلتم على العهد والوعد، بالله عليكم أعيدوا لنا مجدنا الضائع، وتاريخنا العظيم.
أغسلوا هذا الدنس من ثوبنا الطاهر.
أغسلوا هذا العار !
أبعدوا هذا الرجس من أمام شاشاتنا .
أسمعونا أخبارا تسر.
أرونا رفضا للإفك و لكل من جاء بالإفك.
يا أيها القوم كفانا تفرقا وحربا لبعضنا.
أعيدوا لنا بسمة الفجر ، وروح المقاومة والقوة والعزة.
إن روح أحمد ياسين تتألق في سماء الحرية
ذلكم القائد الذي تحرك مُقعدا؛ حين قعد المتحركون.
إن صوته المتهدج ملأ جنبات الأرض، و بلغ صداه الآفاق، فلماذا خرست الألسن وصمت الرجال.
يا أيها التربيون
علموا الأجيال الثبات وليتعلموا من روح درويش أن ” الأشجار تموت واقفة”.
أيها الإعلام السابح في هلاميات “ذا فويس كدز”
كم يحتاج العرب لفنانين !
إن كان ولا بد فلماذا لا تعلموهم كيف يغنون للأرض
كيف يعشقون الحق، كيف يثبتون أمام الأعداء، كيف يغنون “صامدون هنا”.
وكيف يعزفون لحن الحرية عندما تستباح المقدسات.
أخي ..
جاوز الظالمون المدى
فحق الجهاد وحق الفدا
انتركهم يغصبون العروبة أرض الأبوّة والسُّؤددا
وليسوا بغير صليل السيوف يجيبون صوتا لنا أو صدى.