كتب/ أدهم الغزالي
إن ثورة 14 أكتوبر 1963م الخالدة من أعظم ثورات القرن العشرين حيث خاض خلالها رجال الجنوب حرب التحرير الذي استمرت أربع سنوات (كفاح مسلح) ضد أعتى امبراطورية عرفها التاريخ وتوجت بنصر مؤزر تحقق من خلالها استقلال سياسي كامل وناجز على كامل التراب الوطني من المهرة شرقا الى باب المندب غربا ووحدت بذلك الاستقلال 24 سلطنة ومشيخة وإمارة تحت اسم واحد وعلم واحد وشعار واحد وهذا الأمر لم يكن ليتحقق بعد فضل الله إلا لثوار أكتوبر الذين خاضوا صراع مرير من أجل الحياة بعز وشموخ وكبرياء..
ان هذه الثورة ومآثر أبطالها الخالدون في سجلات التاريخ تلهمنا الدروس والعبر وتزرع فينا روح ثورية متجددة نستطيع من خلالها السير قدما نحو استعادة ذلك المجد بعد ان انحرف المسار وفقدنا دولة الاستقلال نتيجة للصراعات العبثية التي حلت بالبلاد والعباد ودخلنا جميعا نفق مظلم ولكن بفضل الحماس الثوري والوعي الذي رافق مسيرة هدم الإنسان الجنوبي طوال عقود جعل من هذا الشعب ماردا لم يقبل بواقعه المأساوي وخرج عن الطوق المرسوم وحطم الاغلال ليعانق المجد من جديد في ثورة سلمية قل مثيلها وضرب أروع الأمثلة في النضال السلمي الحضاري استمر طوال اكثر من عقد من الزمان وبعد ان فرض عليه الكفاح انطلق الشعب منتفضا ضد أعدائه اللئام وحقق الكثير والكثير من الانتصارات التي نرجو أن تتوج باستقلال ثاني يعيد للإنسان الجنوبي كرامته ومجده وعزه وشموخه، استقلال يحافظ على وحدة التراب الجنوبي وقبلها وحدة النسيج الاجتماعي لنعيش بين الأمم بعز وكرامة، وما يحدث اليوم من صراع بين حقنا المشروع وباطلهم المزيف ماهو إلا مجرد وقت وسيتحطم الباطل وترفع باذن الله راية الشعب الجنوبي خفاقة عما قريب وما النصر إلا من عند الله..