كريتر نت / عربي 21
نشر موقع “بلومبيرغ” مقالا للكاتب بوبي غوش، تحت عنوان “بوتين يكتشف ألم كونه صديقا لأردوغان”، يقول فيه إن روسيا تواجه وضعا حرجا في سوريا وليبيا.
ويبدأ غوش مقاله، الذي ترجمته “عربي21″، بالقول إنه “يمكن مسامحة من يقيمون في الكرملين لاعتقادهم بأنهم يسمعون ضحكات مكتومة تأتي من واشنطن؛ لأن مسؤولي إدارة ترامب قد يشعرون الآن بالشماتة وهم يراقبون موسكو وهي تكافح لمواجهة المشكلة ذاتها التي واجهتها البنتاغون والخارجية: كيف نحل مشكلة مثل رجب طيب أردوغان؟”.
ويقول الكاتب: “ربما فكر مسؤولون روس بأن ما حدث هو تعادل، خاصة أنهم هم الذين كانوا يضحكون على أمريكا خلال السنوات الماضية عندما توترت علاقات تركيا مع واشنطن، والمواقف التي اتخذتها ضد حلفائها في سوريا، بالإضافة إلى إسرائيل ومصر والإمارات العربية واليونان”.
ويشير غوش إلى أن بوتين حاول استخدام العلاقة مع تركيا لإضعاف حلف الناتو، وعقد صفقات تجارية وعسكرية مع تركيا، وتأمين خط للغاز عبرها، لافتا إلى أنه من أجل الحفاظ على موقعه بصفته صديقا لأردوغان، فإنه قام بدعم طموحات الزعيم التركي الإقليمية والدولية.
ويقول الكاتب إن “الرئيس الروسي صر على أسنانه وهو يشاهد أردوغان يحبط مشاريعه ويقضي على أي أمل لرئيس النظام السوري بشار الأسد في استعادة السيطرة على سوريا كلها، وأرسلت تركيا مقاتلين سوريين لمواجهة حفتر في ليبيا”.
ويلفت غوش إلى أن “أردوغان تجاهل هتافات (الموت لأمريكا) في طهران، وزيارات قادة حركة حماس إلى تركيا، وقام بالهتاف في زيارة له لأوكرانيا (المجد لأوكرانيا)، وهو الهتاف الذي أصبح شعار المقاومة ضد روسيا منذ ضم جزيرة القرم عام 2014”.
ويقول الكاتب: “يكتشف بوتين اليوم، كما اكتشف الأمريكيون والأوروبيون من قبل، أنه مع أردوغان، فإن الأمور تتصاعد دائمًا مصحوبة بتهديدات لإنهاء التحالفات”.
ويجد غوش أن “بوتين يجد نفسه على الجانب الآخر الذي يتلقى التهديدات، ففي مكالمة مع أردوغان هدد الرئيس التركي بـ(أقسى التحركات) لو تعرضت القوات التركية لقصف من القوات السورية، وهدد بأن العلاقات الروسية التركية ستتأثر في سوريا”.
ويقول الكاتب إن “الدم سفك من الطرفين، فقتل جنود أتراك بسبب القصف السوري على مواقع في إدلب، وقتل جنود سوريون في الرد التركي، وتقول موسكو إن بعض جنودها قتلوا بسبب القصف التركي، في الوقت الذي قتل فيه المئات من السوريين، مدنيين ومقاتلين، وأجبر آلاف على الرحيل بسبب التصعيد، ما يهدد بأزمة إنسانية كبيرة”.
ويرى غوش أن “خيارات بوتين مع أردوغان تظل محدودة، فتركيا هي شريك تجاري كبير لموسكو، ويريد الزعيمان زيادة حجم التجارة من 30 مليار دولار حاليا إلى 100 مليار دولار، وتعد تركيا مهمة لروسيا لتحافظ على علاقاتها مع المنظمات الإقليمية في القوقاز ووسط آسيا، ويريد بوتين إثارة مخاوف الناتو حول التزامات تركيا للحلف”.
ويؤكد الكاتب أن “أردوغان يعرف هذا كله، ولو كانت علاقته مع أوروبا وأمريكا تشكل دليلا، فإنه سيحاول الضغط على روسيا لتقديم تنازلات في سوريا وليبيا”.
ويتساءل غوش قائلا: “هل ستحاول أمريكا الاستفادة من الوضع كما استفادت روسيا من توتر علاقات واشنطن مع أنقرة؟ ربما كان هذا ممكنا مع أنه يقتضي من بوتين الدفع باتجاه رفض الزعيم التركي، ورغبة الأخير في العودة للحظيرة الأوروبية، لكننا لم نصل بعد إلى هناك، ولو وصلنا إلى تلك النقطة فإن على أمريكا إظهار حنكة دبلوماسية وأقوى من تلك التي أظهرتها في السنوات السابقة، وجلب أردوغان من العزلة”.
ويختم الكاتب مقاله بالقول: “في الوقت الحالي يمكن للمسؤولين الأمريكيين الاستمتاع بوضع بوتين واكتشاف واقع أن تكون صديقا لأردوغان”.