كريتر نت / خاص- أنوار العبدلي
الفنان سالم عبدالقوي الذي بدأ تاثير فيصل علوي عليه كفنان واضحا” من خلال حديثه المختلف عن فيصل علوي بذكرى رحيله العاشرة ربما غير المختصين في امور الموسيقى يسمعوه لاول مرة وحديثه هذا يحمل بمضمونه معاني ودلالات عميقة .
يقول الفنان سالم عبدالقوي في حديثه ل ” كريتر نت ” : لا استطيع في هذه العجالة ان اتحدث عن الفنان المتميز فيصل علوي وما يخز في النفس بان فيصل علوي لم ياخذ حقه من التقييم وكل ما كتب وقيل عن فيصل علوي يظل كلام سطحي وللاسف ان الشائع عند العامة هو ان فيصل علوي فنان شعبي وهذا صحيح بالمفهوم العام لانه حبيب الجماهير اما فنيا” فمن وجهة نظري فيصل علوي فنان شامل كون عطائه لم يقتصر على تقليد الموروث والفلكلور الشعبي فمثل عندما يغني : ” يا فل يا عود ما وردي وعنبر / يا مسك يا عنبر ” فهذا فلكلور وفن شعبي صحيح لكن عندما يغني : ” انا بلا ناس بلا انت بلا انتم عذبني احساس اذا انتم تجاهلتم / طريقي شوك مليانه / اعيش الحب لك وحدك لك انت ولك انت انا عشته ” فهذه الاغاني الكلام واللحن فيها يتطابق مع المويسقى العربية الراقية .
واستطر قائلا” : ومن هذا المنطلق ففيصل علوي بناء” على ما سبق ذكره وعلى التقاسيم العلمية التي تنوع المقامات وتعددها ففيصل يغني الغناء الشعبي بطريقته الصح وبطريقته الفيصلية الخاصة به ويغني الفن الراقي بطريقته العلمية الصح شانه شان التقاليد الموجودة في مصر لحن متعدد المقامات زي أغنية : ” انا بحري بلا امواج / حواني حلم ليلتكم صحارى ليلتي” هذه الحان راقية جدا” ليست كما لحن يا فل يا عود ما وردي وعنبر هنا في تفاوت ولذا فان فيصل علوي لم يكن فنانا” شعبيا” فقط ولكن تعدى حدود الشعبية واصبح بحدود الفنان الملتزم.
واشار سالم عبدالقوي بأن فيصل علوي استطاع ان يستخدم الة موسيقية واحدة والة ايقاعية واحدة وصوت فيصلي واحد استطاع ان يخترق حدود الجزيرة العربية كلها ماذا لو كانت توفرت له كل المقومات المساعدة من الات موسيقية راقية وغيرها من تقنيات التكنولوجيا الحديثة المتوفرة هذه الأيام كيف كان سيكون الامر .
وباسلوبه الراقي في الحديث شبه عبدالقوي الفنان الرحل فيصل علوي بلؤلوة ثمينة لها بريق الذهب كلما مر الوقت كلما تجدد وظهر فهناك الكثير من الفنانين الكبار بمجرد موتهم ينتهي فنهم ويصبحوا عبارة عن تراث ميت والبعض الاخر في بعض احيان يموت قبل ولادته .
واردف : فيصل يتجدد مع كل ذكرى نسمع فنانين كثير لكن لا قيمة لما يقدموه وحينها تشعر وكان فيصل علوي يعلمنا كيف نسمعه يعلم الجمهور كيف يسمعه .
لا احد يستطيع ان يمر بشغف فيصل علوي فهو يمتلك حس فني صادق ومخارج اللفظ الواضحة والناطقة السليمة العود المتزن بنغم مجاري اي الرديف للصوت واستطيع القول بان لفيصل علوي حنجرتان نغم صوته ونغم عوده ناهيك انه يفهم ماذا يقول باحساس صادق يصل احساسه الى القلب ناهيك انه يمتلك حنجرة واسعة.
مكملآ حديثه بأن الفنان فيصل علوي ينتمي إلى مرحلة ازدهار فني ممتدة من الستينات والسبعينات والثمانينات والتسعينيات…وهي مرحلة لم تأخذ حقها في التناول العلمي النقدي والاكاديمي كما ينبغي…الجانب العلمي ضعيف جدآ في التعاطي مع الاغنية على الرغم من الانتشار الواسع الذي تجاوز حدود البلد الاغنية بشكل عام وفيصل علوي بشكل خاص.
كما اثبت فيصل أن الهواية والموهبة تستطيع الاستمرارية حتى ولو نقصها شي من العلوم…لأن فيصل علوي زمن ظهوره عمالقة الفن ذات الدراسة والثقافة العالية مثل أحمد قاسم…المرشدي ..محمد سعد عبدالله ..العطروش والكثير…..لكن فيصل كان علامة مميزة بعودة وصوته واحساسة وقوة حضورة على المسرح وكاريزما الشخصية إضافة إلى مخارج اللفظ الواضح ذات الاحساس الصادق…الفن يجري بدمه.
تأثير فيصل علوي على الشباب
الفنان سالم عبدالقوي أشار إلى جيل الشباب الذي أصبح يقلد فيصل علوي بعزفه وغناه أكثر من تقليدهم لأي فنان آخر….كل فنان شاب يتمنى أن يكون فيصل…وهذا الحب وراءه تجربة فنية قوية جدا…..وأصبح فيصل علوي متجدد كجواهر الذهب العتيق يزداد بريقا وتألقا مع كل مرحلة وكأنه يعلم الجمهور كيف يتذوق الفن.
مختتم كلمته عن الفنان الكبير فيصل علوي هو عازف محترف على العود…وبارع جدآ .. استطاع نشر الاغنية إلى مستوى الخليج العربي والدول العربية بعود وإيقاع فقط منافسا بقوة الفرق الموسيقية الكبيرة في كثير من المهرجانات الخارجية بالذات.