كريتر نت / كتب / سعد القاضي
خلال السنوات القليلة الماضية ونظراً للظروف المعيشية الصعبة اللتي فرضتها الحرب تدفقت العديد من المنظمات الاغاثية لاغاثة الانسان في هذه القرى المترامية الاطراف من اعالي جبال حالمين وسافلها وهذا بفضل جهود من القيادة المحلية للمديرية ولفته كريمة من ابنا هذه المناطق بالمتابعة والجهد لتذليل الصعاب والتخفيف من معاناة الاهالي ومساعدتهم .
نحنُ هُنا ليس بصدد نقد او تقييم لهذه المنظمات وعملها واهدافها ، وليس من باب المناكفات ولا للتعرض للقائمين عليها لامدحا ولا ذما ولكن مجرد لفتة نظر لما لحق في التعليم من انحدار متسارع وانتكاسة كارثية رهيبة. جرى استهداف هذه المنظمات للمدارس وتاجيرها مخازن للقمح والشعيرة والفاصوليا والبيض وغيرها من المواد الغذائية والكماليات بالاجر اليومي وبعضها شهريا , وكذا استنفادها لجهد ونشاط المعلم ووقته في جمع الاستبيانات واعداد القسايم وتوزيع المعونات وغيرها من الادوار الاجتماعية اللتي اتيحت له بمقابل امٌ يومي او شهري يفوق دخله وراتبه التعليمي غالباً .وهذا ما سيدفع ثمنه فلذات اكبادنا حاظرا ومستقبلا . ويسهم في احباط تفوق حالمين الريادي في التعليم على مستوى جامعات الوطن وخارجه بمختلف التخصصات والمستويات .
مناشدة الى مدير عام هذه المديرية المناظل والابن البار لحالمين عبدالفتاح حسين حيدرة . اتقدم بها اليه ولكل من يهمه امر ريادة حالمين علميا ك سابق عهدها وافضل باذن الله وبحرص شرفائها لكي لا نتبع فتات المؤائد ونبتلع الطعم ونلهث باحثين عن سراب زائل على حساب مستقبل التعليم . اوقفوا او ابعدوا المدرسة بفصولها ومعلميها وطلابها عن عمل هذه المنظمات حتى لا نندم بعد فوات الآوان . ولا يعني كلامي هذا انني ضد ان يكون المعلم من المستهدفين والمستحقين لهذه المساعدات بل بالعكس يجب ان يُعطى النصيب الاوفر منه ولكن بعيدا عن مكان عمله وبما لا يضر بانظباطة وواجبه التعليمي والتربوي تجاه التلاميذ ، وبعيدا عن الإضرار برسالته المهنية النبيلة وهدفها المنشود .