كريتر نت / متابعات
أعلن الجيش الأميركي، قبل أيام، أن سفينة تابعة للبحرية الأميركية صادرت أسلحة من تصميم وتصنيع إيراني تشمل أكثر من 150 صاروخاً موجهاً مضاداً للدبابات من طراز دهلاوية، وهو تقليد إيراني للصاروخ الروسي كورنيت و3 صواريخ إيرانية سطح جو يعتقد كانت في طريقها إلى الحوثيين.
وكانت عصابة مسلحة يقودها رموز التمرد والفوضى في محافظة المهرة قامت، الأسبوع الماضي، بنصب كمين للقوات الأمنية والحكومية بينما كانت في طريقها إلى منفذي حات وشحن الحدودين مع سلطنة عمان، حيث هدف الكمين للتغطية على شحنة أسلحة ضخمة كانت في طريقها للانقلابيين الحوثيين.
شحنة الأسلحة الضخمة كانت قادمة من قطر وتركيا عبر سلطنة عمان، ويشرف عليها مستشار وزير الإعلام في الحكومة الشرعية الإخواني مختار الرحبي، وزعيم عصابات الفوضى في المهرة المدعو الشيخ علي سالم الحريزي واللذان دفعا بمليشيا مسلحة لمهاجمة الحملة الأمنية التي اعترضت الشحنة.
كما أنّ هجوم الميليشيا المسلحة على الحملة الأمنية بغية ضمان وصول شحنة الأسلحة إلى الحوثيين قد حظي بغطاء إعلامي كبير من قناة الجزيرة ووسائل الإعلام المدعومة من قطر، بهدف التغطية على حقيقة هذه التحركات.
شحنات الأسلحة المتدفقة إلى جماعة الحوثيين عبر سلطنة عمان والقادمة من إيران وقطر وتركيا تكشف عن حقيقة الدور الذي تلعبه السلطنة في دعم الانقلابيين الحوثيين والتي باتت تمثل الشريان الذي يمد الجماعة الانقلابية بالحياة.
وتعد سلطنة عمان أحد أبرز الداعمين لجماعة الحوثيين الانقلابية وإمدادها بالسلاح من خلال تهريبه للجماعة عبر محافظة المهرة التي تشترك مع عمان بشريط حدودي يبلغ 300 كيلو متر والعديد من المنافذ البرية والبحرية أبرزها منفذ شحن وسيرفيت وشيهين… وغيرها.
إضافة إلى تهريب السلاح إلى الحوثيين عبر محافظة المهرة، فإن سلطنة عمان تلعب دوراً مهماً في دخول قيادات من الحرس الثوري وأخرى من ميليشيا حزب الله اللبناني والميليشيات العراقية الشيعية إلى اليمن للمشاركة في القتال في صفوف الحوثيين، وتقديم الخبرات العسكرية اللازمة للانقلابيين لتركيب الصواريخ وإطلاقها، وكذا الطائرات المسيرة التي تصنع بأدوات وتقنيات وخبرات إيرانية.
الدعم السياسي هو الآخر مثَّل أبرز صور الدعم الذي تقدمه سلطنة عمان للحوثيين من خلال تحول مسقط إلى محطة استضافة قيادات الجماعة ووفودها وجرحى مقاتليها الذين يتم علاجهم في مستشفيات السلطنة، وأبرز القيادات الحوثية التي تتواجد بشكل مستمر في مسقط هو الناطق باسم الحوثيين ورئيس وفدهم التفاوضي محمد عبدالسلام، أي أن عمان نجحت في مهمة كسر العزلة الدولية عن الحوثيين وباتت بمثابة محطة وصل الجماعة بالمجتمع الدولي.
كما أن سلطنة عمان استضافت لقاءات ثنائية بين الحوثيين والإيرانيين وعلى مستويات عليا وأبرزها اللقاءات التي جمعت بين وفد الحوثيين برئاسة محمد عبدالسلام مع وفد ايراني برئاسة وزير الخارجية محمد جواد ظريف، بالإضافة لاستضافة مسقط لجولات المفاوضات التي تقوم بها جماعة الحوثيين مع جهات وأطراف مختلفة مثل الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية.
كما قامت سلطنة عمان، مؤخراً، بتنسيق الجهود بين الحوثيين وجماعة الإخوان المسلمين في اليمن وترتيب عدد من التفاهمات بينهما بهدف استهداف وإضعاف دور التحالف العربي المساند للحكومة الشرعية، حيث قام مؤخراً عدد من القيادات الإخوانية بزيارة عمان والتنسيق مع الحوثيين لخدمة المشروع الذي تدعمه إيران وقطر وتركيا وعمان.
وقد قامت قيادات إخوانية بزيارة عمان أكثر من مرة للتنسيق حول مشروع استهداف التحالف والشرعية، وأبرز هذه الشخصيات الشيخ حمود سعيد المخلافي، وعبدالعزيز جباري مستشار رئيس الجمهورية، ووزير الداخلية المهندس أحمد الميسري، ووزير النقل صالح الجبواني، ومستشار وزير الإعلام مختار الرحبي… وآخرون.
وتدعم سلطنة عمان جماعة الحوثيين في حربها ضد الحكومة الشرعية المسنودة بالتحالف العربي، على الرغم من أن السلطنة كانت قد أعلنت التزامها بالحياد في الحرب الدائرة باليمن ورفضت المشاركة في صفوف التحالف العربي الذي بدأ عملياته العسكرية لاستعادة الشرعية بطلب من الرئيس عبدربه منصور هادي نهاية مارس 2015 بمشاركة عشر دول.
ويأتي الدعم العماني لجماعة الحوثيين -التي تعد أداة إيران في اليمن- في إطار العلاقة العمانية الإيرانية والتي تستند على عدد من المصالح المشتركة تربط البلدين المشرفين على مضيق هرمز الاستراتيجي، ولمعرفة متانة هذه العلاقة يكفي أن نعرف أنه أثناء زيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني للسلطنة في مارس/آذار 2014 قام في اليوم الأول من زيارته بالتوقيع على العديد من الاتفاقيات بين البلدين بقيمة ستين مليار دولار، بينها اتفاقية تصدير الغاز الإيراني إلى عمان عبر مد أنبوب تحت مياه مضيق هرمز واتفاقيات أخرى في مجال الطاقة والملاحة والجمارك والشؤون المالية والنقدية والبيئة والسياحة.
بالإضافة إلى المصالح الاقتصادية التي تربط البلدين المشرفين على مضيق هرمز الاستراتيجي، فإن هناك عوامل أخرى تساعد في تقوية العلاقة بين البلدين وأهمها الاشتراك بالانتماء للطائفة الشيعية، حيث يعد المذهب الجعفري هو المذهب الرسمي في إيران بينما يعد المذهب الأباضي هو المذهب الرسمي في عمان، وكلاهما ينتميان للطائفة الشيعية.
وقد تردد الحديث عن وجود اتفاق بين إيران وعمان لإنشاء جسر بري يربط بين البلدين تحت مبرر تسهيل التجارة بين البلدين، غير أن محللين سياسيين يرون أن الهدف من إنشاء الجسر المزمع بناؤه هو الربط بين إيران ومصالحها في اليمن وتحديداً دعمها لجماعة الحوثيين.
أي أنّ سلطنة عمان في تعاملها مع الأزمة اليمنية قد لعبت دور الإنابة عن الدور الإيراني، فرفضت المشاركة في التحالف العربي لاستعادة الشرعية في اليمن على خلاف بقية دول مجلس التعاون الخليجي، كما تغيبت عن اجتماعات المجلس المتعلقة باليمن، بالإضافة لدعمها اللا محدود للحوثيين لوجستياً وسياسياً ومالياً من منطلق مذهبي يهدف لإضعاف الدول العربية أمام المشروع الإيراني في المنطقة.