كريتر نت / عدن
تأتي دولة الإمارات العربية المتحدة في مقدمة الدول الداعمة لليمن إنسانياً وإنمائياً، وذلك من منطلق حرصها على ضمان أمنه واستقراره، ومساعدته على تجاوز التحديات الصعبة التي يواجهها على المستويات المختلفة.
ومنذ الإعلان عن عملية “إعادة الأمل” التي أطلقها التحالف العربي لاستعادة الشرعية في اليمن في شهر إبريل من عام 2015؛ أيدت الإمارات هذه العملية وساندتها، ولم تتوقف منذ ذلك الوقت عن إطلاق المبادرات الإنسانية، التي تستهدف تخفيف معاناة الشعب اليمني، فضلاً عن إقامة الكثير من المشروعات التنموية والخدمية التي تضع اليمن على طريق البناء والإعمار والتنمية والتطور.
وتأتي دولة الإمارات في مقدمة الدول الداعمة لليمن، فوفقاً للتقرير الذي صدر عن وزارة الخارجية والتعاون الدولي في شهر يوليو 2019، فقد قدمت 20.57 مليار درهم إماراتي (5.59 مليار دولار أمريكي) خلال الفترة منذ إبريل 2015 حتى يونيو 2019، وتم تخصيص ثلثي هذه المساعدات للمشروعات التنموية، واستفاد من إجمالي الدعم الإماراتي 17.2 مليون يمني يتوزَّعون على 12 محافظة.
واستحوذ دعم البرامج العامة على %53 من حجم المساعدات الإماراتية لليمن بما يعادل 10 مليارات و800 ألف درهم إماراتي (2.95 مليار دولار أمريكي). ومن بين المستفيدين 11,2 مليون طفل و3,3 ملايين امرأة.
وفي إطار هذه المساعدات تلقى 11,4 مليون يمني العلاج الطبي، فضلاً عن مساعدات شملت أدوية ومستلزمات طبية وتأهيل المستشفيات.
وتلقى 16,3 مليوناً مساعدات غذائية و 1,8 مليون طفل وطفلة دعماً تربوياً وتعليمياً. وتمت إعادة تأهيل وتشغيل 3 مطارات و3 موانئ بحرية في عدن والمكلا وسقطرى.
الدور الإنساني الإماراتي في اليمن، يتسم بالشمول، ولا يقتصر فقط على تقديم المساعدات من أغذية وأدوية، وإنما ينصرف أيضاً إلى مساعدة اليمن في إعادة بناء وإعمار ما خلفته الحرب هناك، ضمن رؤية متكاملة تتحرك على مسارات متوازنة تنموية واقتصادية وسياسية واجتماعية وإنسانية.
ويمكن القول في هذا السياق أن دور الإمارات الإنساني في اليمن يستهدف الآتي:
1 – الاستجابة العاجلة للاحتياجات الإنسانية للشعب اليمني، من المواد الغذائية وغير الغذائية ومواد الإيواء والأدوية، حيث قامت الإمارات بـبناء جسر جوي وبحري لغرض نقل المساعدات الإغاثية والمواد الغذائية المتعددة عبر بادرة إنسانية ليس لها مثيل في العالم. وكان لتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بضرورة العمل على توفير المطالب الضرورية من الأغذية والأدوية للمتضررين في مناطق المواجهات عظيم الأثر في تخفيف معاناة الشعب اليمني خلال الفترة الماضية، وما تزال الإمارات تواصل جهودها في هذا الشأن حتى وقتنا الراهن.
2 – إعادة تأهيل الكثير من المؤسسات والمرافق التي دمرتها ميليشيا الحوثي الإرهابية، وكان لهذا الجانب أكبر الأثر في عودة الاستقرار إلى العديد من المناطق في اليمن، حيث أسهمت الإمارات في توفير الخدمات الأساسية للمدن المتضررة بهدف عودة النازحين إلى ديارهم وحصولهم على الخدمات الأساسية من كهرباء وماء وصحة وتعليم.
3 – المساهمة في إعادة إعمار البنى التحتية اليمنية التي دمرتها ضربات الحوثيين، وخاصة في قطاعات الصحة والتعليم والكهرباء والمياه، باعتبارها من القطاعات الرئيسية المهمة للشعب اليمني.
4 – الاستجابة لتطلعات الشعب اليمني في البناء والتنمية، وهذا يتضح من حجم المشروعات التنموية التي مولتها الإمارات خلال السنوات الأربع الماضية في القطاعات الرئيسية التي تخدم الشعب اليمني، فقد خصصت الإمارات ثلثي المساعدات التي قدمتها لليمن الفترة منذ إبريل 2015 حتى يونيو 2019 للمشروعات التنموية، وهذا إنما يعكس حرصها على تحقيق تطلعاته الشعب اليمني المشروعة في التنمية الشاملة والمستدامة في جميع أنحاء البلاد.