كريتر نت / كتب- د.يوسف سعيد احمد
الحرب في اليمن حرمتنا من اشياء مادية ومعنوية كثيرة لكنها قبل كل شيء حرمتنا من الكتاب من تلك الاصدارات الجديدة وحرمتنا من عروس المجلات : ونعني بها (مجلة العربي الكويتية ) هذه الموسوعة الثقافية التي مضى على اصدارها اكثر من ستة عقود تتلمذنا من خلالها وتشكل وعينا بوجودها ومثلت اهم المصادر المهمة للثقافة والفكر في اليمن وفي الدول العربية الاخرى .
لقد كنا نتسابق على الاكشاك لاقتناء مجلة العربي مع وصول الطائرة التي نعتقد انها نقلت العربي و كانت وبحق مصدر ثقافي وفكري ومعرفي لاغنى عنه. وفي الواقع ندين لمجلة العربي التي كانت تباع بالمجان تقريبا بخزين افكارنا المعتلة والمنفتحة على العالم .
مجلة العربي هي من كانت تزين منازلنا :
بعد ان نفرغ من قراءة العربي تاخذ مجلة العربي الكويتية مكانها لتزين اعدادها الشهرية رفوف وزوايا منازلنا بقطع النظر ان كان فقير او ميسور او غني.
لقد كانت العربي تشكل مرجع فكري وثقافي وعلمي مهم و موثوق للمعلومة. كنا نجوب ونحن في اماكننا مع العربي كافة الاقطار بدءا من اقطار الوطن العربي الكبير . الذي تعرفنا عن عاداتة وتقاليد شعوبة المختلفة وتنوع فنونة وزيها التقليدي عبر مجلة العربي .
وحدها العربي
كانت تنقل لنا هذا التنوع الثقافي بلغة راقية و سلسة ونستقبلها بشغف منقطع النظير لان (مجلة العربي الكويتية) فوق ذلك كانت توفر احتياجات ورغبات كافة الفئات العمرية وتغطي مختلف المستويات ومن الجنسين . لكن حتى” العربي الصغير ” كان الشباب والكبار يجد فيه زادا علميا ثريا .
اليوم تدخل الحرب في اليمن عامها السادس ومعها توقفت مجلة العربي عن الوصول لعشاقها ومحبيها مع اول طلقة رصاص وهكذا يفقد اليمنيين مصدرا علميا مهما للثقافة والمعرفة والاعتدال فلمن نشكو بعد ان طال غيابها إليس من حقنا في اليمن ان نحصل على مصادر المعرفة من الكتب والمجلات الورقية التي تحس وتلمس .
وفي المقدمة منه عروس المجلات: مجلة العربي الكويتية .