كتب : جميل الصامت
مايحدث في الجوف وماحدث في نهم نتاج لاخطاء متراكمة لطالما حذرنا منها ،ولم تكن لمجرد صراعات حاشد وبكيل او اخطاء جلب رداد الهاشمي او نهب مخازن السلاح بحسب قائد مقاومة الجوف الحسن ابكر الذي شن هجوما لاذعا ضد اليدومي وعلي محسن الاحمر وبقية قيادات الصف الاول والثاني من قيادات مجاميع الجيش الغير مهنية ،وان كانت تلك الاسباب حاضرة الا انها لم تكن الاساس في رايي ،فهناك اكثر من عامل ادى للسقوط .
تاتي في مقدمتها الحسابات الخاطئة لادارة المعركة ..
وربما بقاء الوضع في اطار المقاومات احد هذة العوامل ،
هذا قائد مقاومة يحشد وذاك يجند وثالث يسلح ورابع يرقم ويصرف رواتب في ظل وجود جيش قوامه قرابة النصف مليون يدلل على واقع جيش قال عنه وزير الدفاع المقدشي ان 70في المائة منه ورقي ..
تسليم القيادة في الجيش الجديد لعناصر كل مؤهلاتها ايدلوجية وطائفية وجهوية اضرت بسير المعركة وتمثل خطرا يتهدد الجيش .
بل والاشد خطورة تجارة الحرب نفسها التي باتت البلاد مرتهنة لنفوذ تجارها ،ضريبتها لاتقتصر على خسارة الارواح قبل المعنويات وخسارة المعركة قبل الجبهات والمواقع ،بل تتجاوز كل ذلك للتضحية بالمشروع الوطني .
ماكشفه الحسن ابكر اليوم كاف لفضح الواقع كما هو ،فالرجل وجه سهامه حيث ينبغي ان توجه طالب اليدومي بالاستقالة وهذا دليل تحكم الاخوان بالجيش وكأنه يقول ان الخسارة للاخوان كمتزعمي لجبهة الجوف ومتعهدي جيشها الذي لم يتطور الى جيش وباق في نطاق المقاومة ،يفوق خسارة الوطن ..
مطالبته لليدومي بالاستقالة اعتراف واضح بالمسئولية عن سقوط الجوف ..
ابكر حمل مسئولية وضع الجيش الحالي لعلي محسن الاحمر والاصلاح اللذان مايزالا يديران المعركة مع الحوثي بعقلية الحسابات الضيقة ،فعينهما على الجنوب اكثر من اهتمامهما بالمعركة مع الحوثي ،هذا ماتكشفه الوقائع ولست انا من يقول ..
التعطش لغزو الجنوب حرف البوصلة للمعركة من وجهتها الحقيقية الى وجهة تشارك فيها الجانبان الاخواني ومحسن من جهة والحوثي من جهة ثانية .
التوحد في المعركة نحو الجنوب من شأنه اجراء تفاهمات يقدم الطرفان لبعضهما تنازلات والنتائج ماحدث ويجري ..
لعل احتكار الحوثي والاخوان للمشهد وتحكمهما بمجريات المعركة ارهق التحالف واستنزف مقدراته في ظل بقاء وضع على الارض يزداد سوءا وماكنة اعلام تزيف الحقائق وتنال من التحالف نفسه ،تقدمه كمحتل لايعبه بمهامه الاساسية ..
ذلك الخطاب (المؤذي) مرتكز على ارضية صلبة في اساسها السيطرة على المؤسسة العسكرية ،والتحكم بالشرعية ..
الامر الذي يرى التحالف انه يستوجب كسر الاحتكار واعادة صياغة المعادلة بحيث تبدأ بتقويض النفوذ وتقليم الاظافر عبر ادخال طرف ثالث ليس بتشكيلات مسلحة في الاطراف فقط بل اقحامها في المزاحمة على مسرح العمليات كما حدث مؤخرا في نهم عندما ادخل القوات المشتركة وكانت النتيحة تسليم الفرضة وسلاح التحالف في نهم للحوثي ليفتح به الجوف ..؟!
الامر تطور الى تسليم مركز الجوف (الحزم) بعيد اقل من 72ساعة على تعين اركان القوات المشتركة رئيسا للاركان كردة فعل مكلفة .
والاكثر كلفة كان سقوط الحزم او تركها عرضة للسقوط كلاهما سيان ..
ماحدث سقوط للمقاومات المتزعمة للجيش والتي آن الوقت لتنحيتها جانبا ،وابعاد نفوذها عن الجيش الذي يحتاج اعادة بناء حقيقي ليتمكن من المواجهة ..