كتب / رائد علي شائف
1
في كل مترس وجبهة يلوح بالأفق طيفك النعسان،وبين طلقة وأخرى يبرز للعيان قوامك الغسان.. ومع كل غارة وهجمة تتجلى صورتك كملاك على هيئة إنسان..!
2
إنه صراع البقاء بين الحب والحرب،وأزلية الالتقاء بين العقل والقلب،مسافة تناقض ذاتها، وطريق تتقاطع مع بعضهما، ونقطة الاتصال هنا تكون معاكسة لابجديات المنطق ومخالفة لكل بدائيات المنطقة..!
3
هي الحرب إذا على كل الجبهات وفي مختلف الأصعدة والاتجاهات.. فالانغماس في عمق العدو يسبقه الغوص في بحرا من الآهات.. وفي كلا الأمرين تتعدد النتائج وتختلف المآلات.. تتحقق في الأولى عددا من الغايات ونتوه مع الثانية في بحر من المتاهات..!
4
الحرب ذات الانشطار المضاد حيث البارود يصاحبه لعلعة الرصاص، والورد تغلفه باقة عشق وإخلاص، وما عليك سوى معايشة المنطقين والمكوث في كلا المنطقتين فلا فرار منهما أبدا ولا مناص، والقانون يقضي هنا أن العين بالعين والسن بالسن والجروح قصاص..!
5
يتسلل العدو إلى حدودنا خلسة كما يفعل خيالي في لحظات ما قبل النوم حينما يختلس زيارتك على حين غفلة منك، ليفجر هواجسه في محيط مفاتنك، لكنه ما يلبث أن تتم مطاردته وقتل أحلامه،تماما مثلما يفعل مقاتلينا بتسللات العدو.. وهذا هو مصير من يسعى لإزعاج الآخرين..!
6
كيف لي أن أحيد عن ناظريك ومع كل زوووم من عدسة وناظور مدفعية الجنوب المتنقلة على الحدود تتراءى ملامحك لتعطي دفعة معنوية هائلة تمكننا من ضبط جغرافيا تموضع العدو،قبل أن يسهم رمشك الآسر وبغمضة عين في رسم إحداثيات الأهداف المحققة بدقة متناهية،نستقبلها نحن على هيئة ورود لنصلي بها العدو برائحة البارود.
7
إن الوطن الذي يعنيك أنت هو ذاته الذي نقاتل العدو لأجله ونقدم كل غال ونفيس في سبيل أن تنعم فيه انت بمزيدا من الأمن والاستقرار،من العز والمجد والافتخار، وهكذا تهون التضحيات فالعرض يا ( أنت ) ذمة استودعها الله فينا واستوصانا الرسول فيها، فكيف لنا أن نسمح للعدو أن يقترب منك فضلا على أن ينال ولو بفردة حذاء ممزق وقديم تشرف ذات يوم بمصافحة أجزاء من قدمك الاقحوانية!
8
كيف بربك أن يحدث شيء من ذلك ومنك يستمد المقاتل كبرياء الأحرار وعنفوان الثوار،حين ترفعين يديك إلى السماء بالنصر والتمكين، وترفدين الجبهات بكل ما لذ وطاب من المأكل والمشرب، فيستنفر حينها القابض على الزناد كل طاقاته الممكنة بعد أن تشبع معدته،ليفرغ امتلاء بندقيته في أحشاء العدو على شكل ضربات ساحقة وماحقة..!
9
حب وحرب.. وفي كلا (الحائين) حالة عطاء وافر، فالمشاعر الجياشة الدافئة عطاء، والدعوات الصادقة المخلصة عطاء، وكسرة الكعك التي تخبز عجينتها أناملك الذهبية عطاء أيضا،وفي هذا تتقدمين أنت السطور الأولى في قائمة المرابطين،ليكون الجمع بين جهادين في ثنائية متشاكسة حيث تهيمن في الأولى أجواء حرب وعناء، وتسيطر على المشهد الثاني حالة حب وهناء!