كتب : صالح عبدالله مثنى
الكثيران لم يكن الجميع واقع اليوم في حيرة من الاخبار المتداولة حول منع قيادات في الانتقالي ومدير امن عدن اللواء شلال علي شايع من العودة الى عدن..
انه مؤشر محزن لموقف التحالف من القضية الجنوبية برمتها واليمنية بصفة عامة، فهو حين لايريد طرفاً من القوى الجنوبية يبعث سؤالاً ماالذي يريده من الجنوب اذاً وبمن ؟
واظن ان كل القوى الجنوبية بل واليمنية عموماً هي من تبحث وتحتاج ان ترد على مثل هذا السؤال – ماالذي يريده الاشقاء الخليجيين من الجنوب؟ ، واضنهم حين يعثرون على الجواب الصحيح سيجدون انفسهم امام الحقيقة وجهاً لوجه ، وهي ان حجم التحدي كبير وان ليس هناك طرفاً قادر على مواجهتها لوحده ، ناهيك عن باقي التحديات وهي كثيرة فعلاً ، والظفر في الحد من اضرارها وكسب السباق معها يكمن في ادراك اهمية وجود قياده جنوبية موحده قبل اي شيئ اخر .
ومن لايستطيع استيعاب هذه الضروه يمكنه رؤيتها من خلال مراجعة تجربة الماضي ليرى ان تشضي القيادات وتفكك ادوات العمل الوطني بين امور اخرى قد اوصل الوطن الى ماهو عليه اليوم ، ثم ان عليه ان يقيم الاوضاع الداخلية والعوامل الخارجية ليرى ان حجم المشاكل الواسعة والمركبة تحتاج الى تحالف كل القوى المستجيبة لمواجهتها، تماماًكماهي الحاجة الى صياغة استراتيجية وطنية متكاملة والى علاقات خارجية تشاركية فعاله .
انالا اقول هذا اليوم فقط بل اكرره انسجاماً مع مواقف ضللت اعبر عنه في كل المراحل السابقه واظن الايام اثبتت صحتها .
– فبعد الانشقاق داخل حكومة الاستقلال الجديده جاءناللمشاركة في احتفالات اكتوبر عام ١٩٦٨م الى الضالع الرئيس قحطان الشعبي ، وفي المهرجان خاطبته كمسؤل عن القيادة المحلية بالقول – ان اعلانكم اليوم يافخامة الرئيس عن اقرار قانون الاصلاح الزراعي يعني تحديد طريق التوجه الاشتراكي للبلاد ، ان ذلك سيضاعف حجم الاعداء والتحديات ويتطلب العمل لتوحيد الجبهة القومية ، توحيد الجبهة الداخليه ، وتوحيد الحركة الوطنية اليمنية ، وفي بداية السبعينات من القرن الماضي وامام الهتافات للرئيس سالمين دعوت في لحج وانا سكرتير ثاني لمنضمة الجبهة القومية في المحافضة الى وحدة القيادة ، عبرنا عن ذلك في الحديث الى مهرجان جماهيري وبالهتافات سالمين علي ناصر عبد الفتاح ، وقبل احداث ياناير ١٩٨٦م دعوت كذلك الى تهدأة التوترات واستعادة وحدة القياده على اساس التشارك في اتخاذ القرارات بين طرفي الخلاف ، ويعرف الاخوة الاحياء منهم ذلك ، ولكن الرياح سارت بما لاتشتهي السفن حتى وصلنا الى مانحن عليه اليوم .
– طبعاً انا هنالااحمل احداً في قياداتنا تلك المسؤلية لوحده ولاكل القيادة ايضا ، فقد حدثت في اطار ضروفها المحيطة بها انذاك ، كانت هناك اسباب موضوعية وذاتية داخلية وخارجيةكثيره ساعدت في تفاقمها وتجددها ومنها، تأثير التخلف الاجتماعي والخلاف حول افضل الطرق والوسائل للقضاء عليه ، انعدام التجربه في ادارة دوله حيث كان الجنوب ممزقاً ، هيمنة تقاليد الحكم العربي الاسلامي الفردي ، ونقص الخبرة والمعرفة بثقافة الديمقراطية ، كماوتأثير صراعات تجارب البلدان المتحررة والاشتراكية ، واخيراًاتساع المؤامرات الخارجية في زمن الحرب الباردة .
اشير الى هذه الذكريات للتأكيد على اهمية الاستفاده من التجارب السابقة ، فمن لايعرف ويستوعب تجارب الماضي لن يستطيع بناء المستقبل واولها وحدة القيادة طبعا .
– ولان عرض هذه المسألة مرتبطة بعلاقاتنا مع الاشقاء الجيران والشقيقة الكبرى بالذات فلابد من القول بعض الشيئ ، -وذكّر فان الذكر ى تنفع المؤمنين -.
– في عامي ٨٨-١٩٨٩م زرت المملكه مرتين احداها ضمن وفد الرئيس حيدر العطاس والاخرى مبعوثاً حملت فيها رسالة الى جلالة الملك فهد بن عبد العزيز لطلب المساعدة في مواجهة اضرار الفياضانات التي حلت بالجنوب انذاك ، في مقابلتي لجلالته قلت له ” يا جلالة الملك ان اليمنيين عاطفيين يحبو من يساعدهم وقد ذكر المؤرخ محمد يحي الحداد في مؤلفه الكبير عن تاريخ اليمن ان اليمنيين قد بايعوا الملك النجاشي ملكاً لانه ساعدهم بترميم سد مارب مرتين اما نحن فأبناء منطقة واحدة ” واثناء مقابلتي لسمو الامير ماجد بن عبد العزيز رحمة الله تغشاه وكان حينها اميراً لمنطقة جده قلت له، “ياسمو الامير ان المملكة تستطيع ان تطور استراتيجية للتكامل الاقليمي لكسبت دول الجزيرة كلها بدلاً من الصراعات على الحدود ” ، واليوم مع واقع ان الحرب والكارثة التي سببتها في اليمن تدخل عامها السادس فان المملكة تحتاج الى مراجعة سياستها نحو اليمن وربما المنطقة بشكل عام وستجد انها بحاجة الى اعتماد سياسة جديده تكسبها الثقة والاحترام والتعاون والعمل معاً لبناء المستقبل الواحد، ولا يقل لنا احد ان العالم لايريد ذلك ، فالاخرين لا يهمهم الا مصالحهم في الاخير وعلى دول المنطقة ادراك واحترام ذلك ، فهي اساساً لاتستطيع بناء نفسها وتحقيق استقرارها بدون شراكة بناءة مع شركاء المنطقة في الخارج .
والذي يعنينا الان مايحدث للجنوب ، وما هذا الذي حدث لمنع قيادات الانتقالي ومدير امن عدن اللواء شلال علي شايع من العودة الى عدن خاصةً وقد اوفى المجلس الانتقالي بكثير من التزامه بتنفيذ اتفاق الرياض واستعداد كل القوى الجنوبية للشراكة في تحقيق امن واستقرار المنطقة ، وهذا يثير اسألة اخرى كثيره ، لماذا جرى استبعاد اصدقاء سابقين من المشهد السياسي في العلاقة مع المملكة ، ما الذي يريده الاشقاء فعلاً من الجنوب ان لم نقل اليمن بشكل عام ؟
– وبروح الحرص على امن وسلامة بلدنا والمنطقة والمصالح الدولية المرتبطة بها فان علاقات اخوه وتعاون وتكامل ، علاقات سلام ، هي ماتحتاجه منطقتنا، وان على شركائها من الخارج ان يساعدوا في تحقيق ذلك وخاصةً الولايات المتحدة الامريكية التي تمارس دوراً قيادياً على النطاق العالمي وصاحبة المصالح الاستراتيجية الاكبر في المنطقة ، ولايعني ذلك اعفاء المجتمع الدولي ودول مجلس الامن بالذات من المسؤلية كذلك ، وبدون ذلك فعلى الدنيا السلام .