كريتر نت / كتب- عبدالرحمن احمد عبده
اعتقد البعض أن مشاركة فرقة مسرح محافظة لحج في مهرجان المسرح الوطني بالمكلا، كانت تكملة عدد، ولم يدركون أن مسرحية (ما زال الضوء خافتا)، وهي من تأليفي، وإخراج صديقي الفنان عيدروس عبدون، شاركت لتسجل التألق، بفضل معالحة درامية ورؤية إخراجية متميزة، وشخوص، مشبعة بدلالات حياتية، وبتكثيف جسدها فنانون مبدعون على الخشبة.
وفي حين كان هناك إجماعا لافتا لتميز العرض المسرحي لفرقة لجح، مقارنة بالعروض الاخرى، ومنها الممتازة، ايضا، جاءت نتائج لجنة التحكيم مخيبة، للجميع، خاصة لجهة اجحافها بحق مسرحية (ما زال الضوء خافتا)، التي أكد أعضاء لجنة التقييم، وحتى آخر عرض في المهرجان، وعدد كبير من المشاهدين، احتلالها المقدمة، لجهة عمل مسرحي، يمكنه تجاوز المحلية ومخاطبة المتلقي الغربي.
ونتيجة هذه النكسة، وبعد ان كنت اعتقد ان “ما زال الضوء خافتا”، ايقنت أن “الظلام بات دامسا”، وهو عنوان يصلح لمشروع مسرحية، يمكن أن أتمها في المستقبل القريب، رغم قتامة جو المسرح الوطني، المتخم بالمعوقين، قبل الصعاب، التي يمكن تجاوزها.
هنا لا اتجنى على لجنة التحكيم، واعضاؤها فنانون مقتدرون، وذووخبرة، غير أن نتائجها، لم تكن منصفة، ولم ترتق الى مستوى أمانة المهمة المنوطة بها، وكان واضحا انها سعت إلى أن تعود كل فرقة مسرحية بجائزة ما، وكيفما تفق، تأتينا بمراضاة ومجاملة مرفوضة.
اعتقد أن كل الفرق وجميع المشاركين، كانوا ليقبلوا بنتائج تحكيم منصفة، دون اللجوء الى مخارج المراضاة والمجاملة، للجنة مأزومة، باعترافها هي نفسها! وكنا لنقبل، حتى وإن ذهبت اغلب الجوائز لفرقة واحدة.
يا هؤلاء هذا فن، والتحكيم في الفنون، يقوم على أسس ومبادئ، لا يمكن تجاوزها أو مخالفتها أو العبث بها.
شخصيا، انا حزين لهذا المآل، الذي وصلت إليه الأمور في المهرجان، الذي يبدو أنه بحاجة للكثير ليرتقى، افضل مما هو عليه الآن.
وهنا وفي هذا المقام، اقول كلمة حق بفرقة لحج المسرحية، وعرضها المسرحي، وبافرادها المبدعين، واقول لهم لقد شرفتموني بأن قدمتم مسرحيتي (ما زال الضوء خافتا).
واقول لاخي وصديقي الفنان عيدروس عبدون، ان رؤيتك كمخرج لمسرحيتي، كانت إبداعا بحد ذاته، لقد فهمت شخوصها وسبرت اغوارها وحركتها باقتدار على الخشبة، وكان لكل شخصية حضورها الخاص والمميز.