كريتر نت / محمد عبدالإله
تتزايد مخاوف اليمنيين؛ بسبب الانتشار السريع لفيروس كورونا في العالم في الوقت الذي يتهمون فيه الحكومتين الشرعية والانقلابية بعدم اتخاذ التدابير المناسبة لمواجهة الفيروس.
وبالرغم من عدم تسجيل اليمن حتى الآن أي إصابات بفيروس كورونا إلا أن حالة رعب كبيرة تخيم على المواطنيين خوفًا منه. فيما تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي أخبارا تؤكد ظهور حالات مصابة بالفيروس المميت.
وفي السياق توقع رئيس فريق منظمة الصحة العالمية للوقاية من الأخطار المعدية، عبدالنصير ابوبكر، الخميس الماضي، تأزم الوضع في اليمن وسوريا، الخاص بتفشي وباء كورونا المستجد.
وفي تصريحات لشبكة “سي إن إن” أعرب أبوبكر عن قلقه “من نقص حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد المبلغ عنها في سوريا واليمن”.
وقال: “قد نتوقع “انفجارا في الحالات”.
وأشار المسؤول في منظمة الصحة العالمية، إلى إن “معظم هذه البلدان لديها حالات باستثناء اليمن وسوريا”.
وأضاف “نحن كمنظمة الصحة العالمية، نشعر بالقلق بعض الشيء، لأن الدول التي قد لا تكون لديها حالات هي ذات صحة ضعيفة ونظام مراقبة ضعيف”.
وقال أبوبكر: “في حالة سوريا، أنا متأكد من أن الفيروس ينتشر لكنهم لم يكتشفوا الحالات بطريقة أو بأخرى، هذا هو شعوري، لكن ليس لدي أي دليل لإظهاره”، وتابع: “عاجلاً أم آجلاً، قد نتوقع انفجار حالات”.
منوها إلى ان “غالبية حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد في الشرق الأوسط تتعلق بالسفر إلى إيران”.
يذكر أنه وحتى الآن، سوريا واليمن وليبيا هي الدول العربية الثلاث الوحيدة التي لم تبلغ عن حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد، وهي في خضم نزاع مستمر.
وفي صنعاء، تسبب الخوف من كورونا إلى انخفاض أعداد مستخدمي وسائل النقل بنسبة 50% في المئة.
في ظل اعلان السلطات سلسلة الإجراءات الاحترازية، التي بدأت في إقرارها واتخاذها منذ أسبوعين وإلغاء جميع الرحلات الجوية ووقف التعليم بكافة مراحله الأساسي والثانوي والجامعي.
ـ قلقون جداً ـ
وقال أحد العمال اليمنيين، من سكان مدينة ذمار، إنه قلق للغاية إزاء الأخبار التي تتوارد على شاشات التليفزيون بشأن توسع نطاق فايروس كورونا.
وأضاف أن عائلته وأطفاله سوف يموتون من الجوع في حال فرض عليهم البقاء في المنزل لفترات تتجاوز الأسابيع.
وتخوف السكان من قرار إغلاق المدن بأنه لم ينقذ المواطنين من فيروس كورونا، لكنهم سيجوعون حتى الموت أن قررت السلطات في مثل هذا الإجراء، ويعيش أكثر من ثلثي سكان اليمن في فقر مدقع.
وتشهد اليمن العديد من المآسٍ الإنسانية الكارثية الصحية التي عاشتها منذ ست السنوات الماضية، ولم تكن في المستوى المطلوب للتكفل بها.
-غياب القطاع الصحي-
وقال أحد المواطنيين نحن نعيش في زمن الحرب أكثر من بناء مشفيات ومراكز تعليم واليمن يعيش حالة عوز وفقر وقهر ومجاعة، الأمراض بالجملة والواقع خير دليل.
مشيراً إلى النظام الصحي المتهالك في اليمن، الذي لم تستطع الحكومة القضاء أمراض كـ حمى الضنك والكوليرا الذي حصد أرواح عشرات الآلاف من اليمنيين، وأمراض أقل وتأثيراً.
وأضاف لا زلنا الأسوأ بين الشعوب والدول، ولم تتخذ أي من الحكومتين في صنعاء وعدن تدابير وقائية وعلاجية للحد من انتشار الوباء. مشيراً إذا جاء كورونا فأننا ميتون لا محالة.
-قرارات حكومية احترازيةـ
وفرضت السلطات اليمنية في الحكومة الشرعية، منتصف الشهر الجاري، إجراءات احترازية لمنع انتقال فيروس كورونا إلى البلاد.
ووجه رئيس الحكومة اليمنية، معين عبدالملك بضرورة إتخاذ جميع الإجراءات الاحترازية والوقائية من فيروس كورونا، والتنسيق مع منظمة الصحة العالمية ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية والمنظمات ذات العلاقة للتطبيق الفعال للتأكد من سلامة القادمين في المنافذ المختلفة، وتوفير الأجهزة الخاصة بذلك ـ بحسب وكالة الأنباء اليمنية سباء.
وأغلقت عدد الملاعب الرياضية والمؤسسات التعليمية والمساجد والأسواق في حين يبدو أن سياسات الابتعاد الاجتماعي أي عزل الناس عن بعضهم بعضاً، هي الوحيدة الفعالة لوقف تقدم الوباء.
ويوم امس السبت أعلنت الحكومة اليمنية الشرعية، تعليق إقامة صلاة الجمعة والجماعة في المساجد، حتى إشعار آخر، احترازاً لمواجهة فيروس كورونا.
ونقلت وكالة الأنباء الحكومية “سبأ” عن بيان لوزارة الأوقاف والإرشاد، إنه “تقرر إقامة صلاة الجمعة والجماعة في البيوت، وتعليق إقامتها في المساجد حتى إشعار آخر وذلك ضمن الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا”.
وأضافت أن القرار تضمن “إيقاف جميع حلقات التحفيظ، ومدارس ودور تحفيظ القرآن الكريم، ومنع إقامة أية محاضرات أو دروس أو حلقات علمية في المساجد أو خارج المساجد حفاظاً على المجتمع من تداعيات الفيروس”.
وأكدت الوزاة أن “هذه الإجراءات الاحترازية تأتي نظراً لما يمر به العالم من جائحة فيروس كورونا السريع الانتشار، وكذلك حرص الشريعة الإسلامية على الحفاظ على أرواح الناس ودفع أي خطر عنها بأي وسيلة”.
ودعت إلى “إتباع وسائل وإجراءات السلامة والبقاء في البيوت، والتقيد بتوجيهات الأطباء المختصين، وتعليمات وزارة الصحة العامة، ومنظمة الصحة العالمية لما فيه من مصلحة الجميع”.
وينتشر الخوف والرعب في أوساط اليمنيين البالغ عددهم أكثر من 28 مليون نسمة من تفشي الفيروس المميت في البلد، الذي يفتقر إلى أدنى مقومات السلامة الشخصية أو الإجراءات الطبية الوقائية، وتدهور قطاعه الصحي بعد خمس سنوات من حرب مدمرة، بالتزامن مع ارتفاع حالات الإصابة في السعودية وعمان المجاورتين.
وبلغت آخر الإحصائيات للمصابين بفيروس كورونا حتى اليوم الاحد، في جميع أنحاء العالم حوالي 318,650 شخصا ، وعدد الوفيات 13,676 ، وتجاوز عدد المتعافين 96,006 شخص.