كتب : مراد حسن بليم
لم يفعل د معين عبدالملك رئيس الوزراء الا مايستوجب فعله على رئيس حكومة يحترم نفسه ويحترم عمله في محاولاته تحرير عمل الحكومة من تدخلات قوى النفوذ وتروسها الصدئة واعادة عجلة دورانها الى الاتجاه الصحيح بما يحقق ولو يسيرا من التطلعات والامال .
معين لم يداهن الفاسدين الذين اضروا ببنية الدولة وبمشروع استعادتها ، لم يقف موقف المتفرج على وزراء وقفوا رأس حربة ضد اتفاق الرياض وكانوا محفز اشعال النار في وجه تنفيذ بنوده ، ولم يقف صامنا ازاء الوزراء الذين جيروا مرتبات افراد وزاراتهم لصالح حسابهم الشخصي بمليارات الريالات ..
كان خطأ دولة رئيس الحكومة بمعيار تلك الادوات انه رفض ان يسلك سلوك الإمعات ، واختار ان يكون رجل دولة بكل ما تعنيه الكلمة رغم كل التحديات التي تواجه عمله ورغم كل الضغوطات التي تمارسها عليه القوى المهيمنة على مفاصل الشرعية ..
كان معين يحاول ان يرمم الصدوع التي تجذرت في بنية شرعية المصالح والفساد والمحسوبية و المقربين ، وحارب كي يجعل اعضاء حكومته غير تابعين للادوات التي تستخدمهم لافراغ الحكومة من معناها كمؤسسة دولة للشعب ومن اجل الشعب .
حارب احتكار الوقود لاجل تقديمه كخدمة غير مشروطة وبعيدا عن الاستغلال ومناقصات الفساد ، حارب لاجل سيادة الدولة التي يسفحها بعض الوزراء هنا وهناك في عقد اتفاقيات مع دول معادية للشرعية وللتحالف العربي وللوطن ،
الان بدأت احجار الدومينو بالتساقط ، ليس لأن رئيس الوزراء جمد عمل زعطان او فلتان ، ولكنها تتساقط كون معين استبعد قطعة منها ، سلسلة عصبوية للمصالح تخشى ان تخسر الجمل بما حمل ، ولذلك بدأت بالنعيق وتوجيه ادواتها في الحكومة بممارسة الضغوط وتقديم الاستقالات احتجاجا على مايقوم به رئيس الوزراء من عملية تصحيح وفلترة الشوائب ومكامن الخلل والفساد التي اجهضت الفعل المقاوم وكانت سببا رئيسا في التصدعات و النكسات والهزائم التي منيت بها الشرعية ..