كتب : سالم فرتوت
اتصل بي الأخ حسين مهدي مشيداً بالمقال الذي تناولت فيه الدور العظيم الذي اضطلع به أولئك الرجال من شباب بلادنا في تحصين أبناء بلدهم من الأمراض الفتاكة.
ولكنه ذكرني بأسماء نسيتها .من بينهم قريبي سالم محسن البان من الكود،والاخ جويل والاخ الحابري -شقيق الدكتور سالم ناصر جابر- من قرية عبر عثمان .ومهدي الجوف وجليل مبروك جامع وعلي ناصر فرج وسائق السيارة محمد أحمد سالم وهؤلاء الثلاثة من قرية المخزن. يعني ان تسعة في الفريق المسمى(فرقة سالمين الصحية) من قرية المخزن.
لقد جابت تلك الفرقة الجنوب كله! ابتداء من عدن وانتهاء بالمهرة.
لم تمكث في مراكز المحافظات ،بل ذهبت إلى كل قرية وكل تجمع سكاني مهما كان عدده.كثيرا او قليل.
كانت تعمل في ظروف صعبة في تلك الفترة من أوائل سني السبعينات. وظلت تعمل حتى حصنت الجميع. وحتى لم يبق إنسانا يعيش على هذه الأرض بدون تحصين من الأمراض.
وخلا الجنوب بعدها من مرض السل ،وشلل الأطفال وأمراض اخرى .كافحت تلك الفرقة الملاريا أيضاً التي كانت واسعة الانتشار!
لم يشك أولئك البررة ،ولم يتذمروا ،وهم يؤدون مهمتهم العظيمة. دون أن يستقروا في مكان. لم ترعبهم مخاطر تلك الفترة. بالعكس بل كانوا سعداء!
اجلس إلى أحدهم لتسمعه وهو يتحدث عما قاموا به من صنيع .كما استمعت أنا إلى عياش وهيب .لن يخفى عليك انهم كانوا يستمتعون وهم يؤدون تلك المهمة النبيلة مقابل راتب لايعدو بضع مئات من الدراهم!
مات من أولئك الرجال حسن احمد فرج ،ومحمد ناصر فرج ومهدي الجوف ومحمد احمد سالم ،والجابري- رحمة الله على الجميع-
أخيراً ألا ترون بأن اولئك الجنود المجهولين ناكري الذات يستحقون التكريم احياء وأمواتا.
نسيت اقول لكم ان أحد هؤلاء الرجال تم تعيينه مديرا للتحصين الصحي في ابين أواخر سني التسعينيات.
وعندما أكمل خدمته ذهب إلى وزير الصحة،ليقول له :(لقد أكملت خدمتي ،ياسيدي، فهاك مفتاح سيارة الدولة).طالبه الوزير بالاستمرار لكنه اعتذر قائلاً:(لندع شخصا آخر يتولى المسؤولية)!
قال له الوزير:(إذن .خذ السيارة فهي لك ).واعتذر أيضاً عبدالله سيلان عن قبول السيارة.وأنت صدق اولا تصدق. ستقول:(وهل بقي إنسان ،في هذه البلاد،محصنا من داءالفساد) .نعم ثمة كثير نأوا بأنفسهم عن إغراءات الفساد.وابن سيلان أحد أولئك الذين حافظوا على نقاوتهم التي هي رأسمال لاينضب.
دعوة إلي المسؤولين لتكريم أولئك الرجال.