كريتر نت / كتب- د/ عبدالعليم محمد باعباد
تنتهي الحرب بعدة طرق كما هو تاريخ الحروب، وكما في تاريخ العلاقات الدولية، و القانون الدولي العام، أوكما حدث وقد يحدث في واقع الحروب بين الدول أو داخلها وهذه الطرق هي:
– قد تنتهي الحرب بالصورة التقليدية؛ وهي انتصار أحد الطرفين على الطرف الآخر واستسلام المنهزم وبالتالي يفرض المنتصر شروطه وينفذ أهدافه بكل سهولة ويسر.
– وتنتهي الحرب لانتهاء طرفها الآخر سياسيا وربما واقعيا ككيان وليس كأفراد مكونين له.
– وهناك الصورة الاتفاقية لإنهاء الحرب هي اتفاق الطرفين على وقفها، وبالذات عند بلوغ الطرفين مرحلة الإنهاك بسبب هذه الحرب، أو لرغبة الأطراف الدولية الداعمة لهؤلاء المتحاربين في إنهائها.
– لكن هناك طرقا أخرى لإنهاء الحرب؛ تتمثل بالهدنة طويلة الأمد بين أطرافها باتفاق يعقد لهذا الغرض بين الأطراف المتحاربة، وغالبا ما تكون هناك دول وسيطة بينهما وراعية لهذه الهدنة.
– و هناك أيضا وقف إطلاق النار الذي يحصل بين الأطراف المتحاربة إما بضغط من قبل المنظمة الدولية عن طريق دعوة أو قرار من مجلس الأمن الدولي، أو بضغط من قبل دولة أو دول لها ثقلها وسمعتها عند الطرفين فتتوسط بغرض إنهاء الحرب.
– وقد يكون هناك “وقف مؤقت” لإطلاق النار لدواع إنسانية أو صحية كما قد يتصور حدوثه بين الأطراف المتحاربة في بعض الدول أثناء انتشار جائحة كورونا حاليا، ومن ثم قد يتحول هذا الوقف المؤقت إلى وقف دائم للحرب بدون اتفاق ينهي الحرب، ولكن بفرض إجراءات سياسية أو إدارية من قبل المجتمع الدولي على الأطراف المتحاربة تؤدي من حيث النتيجة إلى تقبل كل طرف للطرف الآخر مكرها، ومن ثم حصول تسوية سياسية تنهي الحرب من حيث النتيجة.
– هناك الكوارث الطبيعية والصحية الكبرى التي تحدث في العالم وبالأخص في بيئة المتحاربين تجعل أمر إنهاء الحرب تحصيل حاصل بدون اتفاق بين الأطراف غالبا، وربما بدون تدخل من دول أو منظمة دولية؛ خصوصا عندما تشل هذه الكوارث قدرة الأطراف المتحاربة على الحرب بسبب هذه الكارثة أو الجائحة ومن ثم تنتهي الحرب لأسباب خارجة عن إرادة المتحاربين.
– هذه الطرق هي ما انتهت إليها النزاعات الدولية بين الدول أو النزاعات الداخلية ذات الطابع الدولي، لكنها ليست طرقا مرسومة سلفا للأطراف بحيث تكون نهاية الحرب وفق ما هو محدد ومرسوم عند بداية الحرب أو أثنائها؛ لكنها تحدث بسبب طبيعة الأطراف المتحاربة، وطبيعة النزاع وبسبب وجود عوامل وأسباب خارجة عن إرادة المتحاربين.
و من المفيد التأكيد أن انتهاء الحرب أو إنهائها ليست محصورة بهذه الطرق، فطبيعة النزاعات الدولية بين المتحاربين من جهة، وطبيعة العلاقات الدولية وما تفرضه التوازنات والمصالح السياسية والاقتصادية بين الدول لها تأثيرها على طريقة إنهاء الحرب.
لكن إنهاء الحرب أو انتهائها في الغالب لا يخرج عن الطرق المذكورة سلفا.