كريتر نت / نصر محسن / اليوم الثامن
وصلت إلى ميناء العاصمة الجنوبية عدن، سفينة يملكها رجال الإعمال اليمني النافذ أحمد صالح العيسي، تحمل على متنها مشتقات نفطية إيرانية، الأمر الذي فتح الباب أمام تساؤلات حول كيف يصل الدعم الإيراني للحوثيين في صنعاء، ودور حكومة الرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي.
وقالت مصادر ملاحية وسياسية لـ(اليوم الثامن) “إن سفينة تابعة لرجل الأعمال اليمني والذي يشغل أيضا نائب مدير مكتب الرئيس، وصلت إلى غاطس ميناء عدن، وتحمل مشتقات إيرانية، وتنتظر الأذن بالدخول وتفريغ الحمولة في السوق المحلية”.. مشيرة إلى ان عائدات المشتقات النفطية سوف تحول بالعملة الصعبة للحوثيين في صنعاء، كجزء من الدعم الإيراني”.
وأكد الصحافي والمحلل السياسي جلال الشرعبي “إن سفينة المشتقات التابعة للعيسي تحمل “Sabella is doing STS with Iranian ship loading Gasoil”، قامت بالتحميل في البحر من باخرة إيرانية تحمل اسم Splendour، وانها تنتظر الأذن لتفريغ حمولتها في مصافي عدن، تمهيدا لبيعها في السوق المحلية”.
وأكد الشرعبي “ان عائد النفط الإيراني سيذهب لصالح الحوثيين في صنعاء، بعد بيعه في السوق المحلية بمدن الجنوب المحررة من الحوثيين”.
وذكر الشرعبي ان “مالك السفينة الوسطية هو أحمد صالح العيسي الذي يشغل منصب نائب مدير مكتب الرئيس اليمني”.
وهذا ليست المرة الأولى التي يتورط فيها مسؤولون في حكومة هادي بإيصال الدعم للحوثيين، فقد أكد تقرير فريق خبراء الأمم المتحدة، أن مسؤولين في حكومة هادي يقومون بإيصال الأسلحة وقطع الصواريخ والطائرات المسيرة للحوثيين في صنعاء، عقب عملية تهريب تتم من ميناء شحن بالمهرة مرورا بوادي حضرموت وصولا إلى مأرب ومنها إلى صنعاء العاصمة”.
وأكدت قناة الشرعية التي تبث بتمويل سعودي من الرياض “إن مأرب عذبت ضابطا حتى الموت، خلال منعه تهريب أسلحة وقطع صواريخ إلى صنعاء قبل نحو عامين”.
وتوفي ضابط يمني يدعى ضيف الله المرادي قبل سنوات عقب اعتقاله وتعذيبه في سجن سري حتى الموت، والتهمة التي زج به على اثرها في السجن، كانت تتحور حول منع شاحنة تقل اسلحة وقطع صواريخ وطائرات مسيرة للحوثيين في صنعاء.
وانقسم حكومة هادي المدعومة سعوديا بين طرف موال للتحالف العربي وأخر مناهض له ويتحالف مع قطر وتركيا وإيران.
وفشلت حكومة هادي المدعومة بسخاء من السعودية في احراز أي تقدم تجاه الحوثيين، باستثناء الانتصارات التي حققتها قوات الجنوب غير الخاضعة لحكومة هادي، الأمر الذي يكشف الدور الذي تقوم به الحكومة التي يتحكم فيها تنظيم الإخوان الممول قطريا.
ويقف جزء من حكومة هادي، يتزعمهم وزير الداخلية أحمد الميسري في صف تحالف إيران وقطر وتركيا، فيما جزء أخر يوالي السعودية ظاهريا، لكنه لم يقم باي عمل جدي تجاه محاربة الحوثيين.
واستولى الحوثيون مؤخرا على اسلحة وعتاد عسكري ضخم عقب تسليم قوات موالية لنائب الرئيس اليمني لمواقع عسكرية في الجوف ونهم واقترابهم بشكل قوي من مأرب المعقل الرئيس لإخوان اليمن.
وقال الحوثيون انهم يمتلكون قدرة السيطرة على مأرب، غير ان قطر لا تريد هزيمة حلفائها المحليين في اليمن.
ولم تعلق حكومة هادي على الانتكاسات المتواصلة في شمال اليمن، غير انها كشفت عن توجهها في الاستحواذ على الجنوب مرة أخرى بشعار الدفاع عن الوحدة اليمنية.
وفي منتصف العام 2014م، رفعت حكومة هادي الدعم عن المشتقات النفطية قبل ان يرسل الرئيس المؤقت وزعيم مليشيات الحوثي عبدالملك الحوثي، وفدا رفيعا إلى طهران لبحث امكانية تقديمها دعما من المشتقات النفطية لصنعاء، وهو ما وافقت عليه طهران.
وفي يناير من العام 2016م، شنت وسائل إعلام محلية يمولها نجل الرئيس هادي، حملة إعلامية ضد الرئيس الجنوبي الأسبق علي ناصر محمد، ونشرت صورة لوفد صنعاء المرسل إلى طهران منتصف العام 2014م، على انها صورة حديثة، وهو ما أوضح الرئيس ناصر.
وقال الرئيس الجنوبي الأسبق في اتصال مع الزميل رئيس التحرير صالح أبوعوذل يوم السبت الـ9 من يناير العام 2016م، إن الصورة المنشورة يعود تاريخ التقاطها إلى منتصف العام 2014م , قبل دخول الحوثيين محافظة عمران وصنعاء.
وقال الرئيس ناصر ” التقيت وفداً من الحوثيين كان عائداً من طهران وهو وفد مرسل من الرئيس عبدربه منصور هادي والسيد عبدالملك الحوثي, إلى إيران, وذلك في منتصف العام 2014م, عقب قرار اتخذته الحكومة اليمنية وقضى برفع الدعم عن المشتقات النفطية, وقد وافقت طهران على ذلك الطلب وتقديم تسهيلات في السداد والسماح خلال خمس سنوات وبأسعار مخفضة, وبأقل من الأسعار العالمية”
وأضاف الرئيس ناصر ” التقيت بالوفد مثله مثل أي وفد أخر, فأنا التقي كل القيادات والمسئولين اليمنيين من مختلف القوى والأحزاب السياسية اليمنية , وكانت هذه الصورة يعود تاريخ التقاطها إلى منتصف العام 2014م, اي قبل دخول الحوثيين عمران”.
ويتهم حلفاء هادي، “الحالين” جماعة الإخوان الرئيس المؤقت بانه سلم عمران وصنعاء للحوثيين، في العام 2014م، نكاية بإخوان اليمن، الذي سبق ووضعتهم السعودية على قوائم الإرهاب قبل ان تعود بعد نحو عامين، للتحالف معهم، والدفع بزعيم الجماعة عسكريا علي محسن الأحمر إلى منصب نائب الرئيس والرجل الأول المتحكم في قرار الجيش