كريتر نت / شقرة / أحمد مهدي سالم
توجهت صباح اليوم الجمعة لجنة فبلية ومجتمعية مكونة من عدد من المشايخ والشخصيات الاجتماعية والمثقفين من زنجبار إلى قرن الكلاسي شقرة..الموقع المتمركزة فيه قوات جيش الشرعية،والتقت الأخ العميد عبدالله الصبيحي قائد محور أبين الذي رحب بها وجلس معها ساعتين ونصفا..تبودلت فيها آراء صريحة واستفهامات قلقة ..طرحت اللجنة أهمية تجنب هذه الحرب التي يعد المنتصر فيها مهزوما،ضرورة رأي الصدع،وتطمين المواطنين التي أرعبتهم التناولات الإعلامية المخيفة،وزادها قلقا توتر اليومين الأخير،حديث عن وضع زنجبار المهددة التي عادها لدوبها بدأت تتعافى،سؤال عن تفسير اتفاق الرياض..نقطة الاختلاف،آخر أخبار لجنة الوساطة العسكرية،الدعوة إلى تغليب العقل وعدم الانسياق وراء تحريضات التفجير،وأهمية تقديم بعض التنازلات لتجنيب انفجار الوضع أما الشيخ عمار علي محمد الحنشي فقد قدم مبادرته في شكل نقاط،وكانت أكثر وضوحا :
–عودة القوات القادمة من مأرب وشبوة إلى جبهات القتال لمواجهة الحوثي.
-عودة القوات القادمة من لحج والضالع وردفان إلى جبهات الضالع لتعزيزها بمواجهة الحوثي.
–عودة القيادات والقوات الأمنية والقوات الخاصة والنجدة والشرطة العسكرية إلى ثكناتها السابقة ومزاولة أعمالهم في زنجبار.
-التنسيق والعمل المشترك بين القيادات العسكرية والأمنية من أبناء محافظة أبين التابعين الانتقالي والشرعية،وعقد مصالحة بين مديريات أبين الإحدى عشرة،وغيرها من النقاط التي تستهدف نشر الأمن وتعزيز الثقة والبعد عن التوتر والتهديدات المزعجة.
وكانت ردود الصبيحي قائد محور أبين قد استجابت لمعظم الطروحات والأفكار وقال : جئنا نرفع الظلم والتفحيط ونوقف بعض التجاوزات ونعيد السلطة الشرعية حيث كانت ولا نرغب بأي صدام مسلح مع اخواننا في الانتقالي لولا أنهم جاؤوا إلينا إلى مناطقنا يستفزون ويهددون بعد أن انقلبوا علينا وعلى الشرعية في عدن..يوجد في سجونهم 380 من قيادات المقاومة الجنوبية ، وإعدام 180 واختلاسات واقتحامات .
ومعكم موافق على دخول ابومشعل الكازمي مدير أمن أبين والقوات الخاصة إلى زنجبار، ونحن لن ندخلها وسنعود إلى مواقعنا..وأوقع لكم بالعشر..المهم اقنعوا الانتقالي في أبين خلال يومين لما طرحتموه والتزمنا لكم به.
بقي أن نشير إلى كثرة خرائط الألغام الكثيرة في الشيخ سالم وفي منطقة خليجي عشرين ؛ وقد انفجر أحد الألغام بسيارة في إحدى نقاطهم،وهذا موضوع خطير له تبعات كارثية مأساوية للرعاة ..للأفراد..للأغنام والإبل..واختتم اللقاء بنفس أجواء التفاؤل التي بدأ..تراوح عدد لجنة الوساطة في حدود خمسين يتقدمهم الشيوخ والشخصيات علي لحمان،محمد شعتل،حيدرة دحة،نادر الشحيري،عبدالله عوض عزب،أحمد مهدي سالم،محمد الشيبة وغيرهم.
( لقطات )
-رحبت كثيرا قيادة الجيش في شقرة بلجنة المشايخ والشخصيات والاجتماعية،وأصرت على بقائها للغداء..وعند تناوله رفع أحدهم وكان يتغدى بجانب القائد الصبيحي عظمة المقحفة وصوب نظره إليها كمن يتنبأ وقال :اشوف أن الوساطة فشلت،وضج البقية بالضحك.
-تعد هذه الوساطة تدعيمها وتشجيعا لنجاح وساطة العسكريين التي بقت معلقة في الهواء كما يبدو،وأبرقت رسائل قوية عن حال المواطنين المنزعج من خطر الحرب الذي يلوح يوميا سيما في الأيام الأخيرة،ولاحديث في زنجبار أو خنفر إلا وقعت الحرب وإلا عادها..وكما قال زهير :
وما الحرب إلا ما علمتم و ذقتم
وما هو عنها بالحديث المرجّمِ
-ذكر قائد المحور ردا على سؤال: لا يوجد أي جندي شمالي..وتأكدوا بأنفسكم..كررها مرتين.
-لما خرجنا من نقطة الشيخ سالم آخر نقاط الحزام لاحظت أكثر من خمسة عشر كيلو مسافة حتى نقطة الشرعية..قلت لرفقتي باسما : هذي منطقة عازلة تذكرني بالمنطقة العازلة بين كوريا الشمالية والجنوبية.
-عادت اللجنة بعد ظهيرة اليوم ولضيق الوقت في برنامجها لقاء مع الأخوين عبدالله الحوتري رئيس انتقالي أبين والأخ عبداللطيف السيد قائد الحزام الأمني في المحافظة،واتفقوا على وقت لاحق من هذه الليلة لإنجاز اللقاء وإرسال الرد.
-نستطيع القول إن الوساطة انطلقت من قلق مجتمعي حقيقي،وحققت تفاهما طيبا،وساهمت في نزع فتيل التوتر،وعززت قليلا وضع الوساطة العسكرية،وأثمرت منطقا معقولا من الحديث الواعي المحترم الآخر،وإن كان مختلفا معه بعيدا عن لغة التشنجات والتهديد والوعيد..ونأمل أن تكلل بالنجاح الكامل للمساعي الحميدة الخيرة.