كريتر نت / متابعات
اختطفت ميليشيات الحوثي، اليوم الأحد، وزير الثقافة اليمني الأسبق خالد الرويشان، من منزله في العاصمة صنعاء الخاضعة إلى سيطرة الجماعة.
وقال وضّاح الرويشان، نجل الوزير، في منشورٍ مقتضبٍ على “فيسبوك”، “اُختطف والدي من قِبل جماعة الحوثي منذ نصف ساعة”، دون ذكر مزيدٍ من التفاصيل.
وقُوبل اعتقال الرويشان بردود فعل غاضبة من قِبل الحقوقيين والناشطين والمثقفين والمسؤولين اليمنيين، الذين استنكروا اختطاف الوزير الأسبق الذي عُرِف بكتاباته المنتقدة جميع الأطراف السياسية، بما فيها ميليشيات الحوثي.
استنكار محلي
وقال مستشار الرئيس اليمني ورئيس الحكومة اليمنية السابق أحمد بن دغر، على حسابه بـ”فيسبوك”، “ارتكب الحوثيون حماقة جديدة باعتقال الشاعر والأديب خالد الرويشان”.
وأضاف بن دغر، “لقد فعلها قبلهم يحيى حميد الدين ونجله أحمد (حكما اليمن قبل ثورة 1962) بفتح السجون لأحرار اليمن، لكن سجون آل حميد الدين لم تمنع قيام الثورة، وحدوث التغيير، وانبلاج فجر جديد”، مؤكداً أنه “لا أفق في يمن اليوم لعبودية جديدة، ولو تلفعت بهتاناً بلباس الدين”.
ومن جانبه دان وزير حقوق الإنسان اليمني محمد عسكر، اعتقال الرويشان، داعياً الجميع إلى “الضغط على الميليشيات لإطلاق سراحه بلا قيد أو شرط”.
وحتى الآن لم يصدر عن جماعة الحوثي أي تعليق حول الحادثة، ويسيطر الحوثيون على العاصمة صنعاء منذ اقتحامها بقوة السلاح عام 2014.
كما دانت الحكومة اليمنية، على لسان وزير الإعلام معمر الإرياني، ما حدث، قائلاً “ندين ونستنكر بشدة اختطاف خالد الرويشان وزير الثقافة الأسبق وعضو مجلس الشورى من منزله فجراً على يد الميليشيات الحوثية”.
وأضاف الإرياني، في تصريح نقلته وكالة الأنباء الرسمية (سبأ)، “الاختطافُ يعكس مدى انحطاط هذه العصابة وتنصّلها من كل القيم الإنسانية والاعتبارات الأخلاقية”.
وطالب الوزير اليمني، المجتمع الدولي والأمم المتحدة وأمينها العام أنطونيو غوتيريش ومبعوثه إلى اليمن مارتن غريفيث بـ”إدانة هذه الجريمة”.
قصيدة مأرب
وأرجع عددٌ من الناشطين سبب الاعتقال إلى مقالٍ نشره الرويشان، أبدى خلاله إعجابه بقصيدة تتغنّى بـ”مأرب” كتبها الشاعر عامر السعيدي.
وأثارت القصيدة اهتمام الكتاب والشعراء، ومن بينهم الوزير الأسبق، الذي قال في منشور على صفحته بـ”فيسبوك”، “أبدعتَ يا عامر السعيدي! لم تكتب فقط بل لحّنْتَ أيضاً! هذا هو نشيد الصباح الذي يجب أن يكون في مدارس اليمن وفي مأرب اليوم قبل الغد”، مضيفاً “ليست مجرد قصيدة يا عامر بل كتيبة محاربين! سننشدها زلزالاً يرجّ البلاد ويوقظ الوهاد”.
ويعدّ الرويشان من القلائل الذين لم يغادروا صنعاء، وظل يجاهر وينتقد سياسات الحوثيين على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي.