كريتر نت / الحرة
توقع تقرير أميركي حديث أن تنتهي الحرب المستمرة في اليمن منذ خمس سنوات خلال الأيام القادمة، وأن يتراجع النفوذ الإيراني هناك.
وقال التقرير، الذي أعدته مؤسسة “جيمس تاون” الأميركية لتحليل السياسات الاستراتيجية للدول وصدر الأربعاء في واشنطن “في التاسع من أبريل، أعلنت المملكة العربية السعودية وقف إطلاق نار من جانب واحد لمدة أسبوعين في حربها مع الحوثيين وحلفائهم الإيرانيين بعد هجومات متجددة للحوثيين، لا سيما في محافظة مأرب.. كما عرضت السعودية أيضا محادثات مباشرة مع الحوثيين في الرياض بعد خمس سنوات من الحرب، ومليارات الدولارات “وقليل من النجاح”، على حد تعبير أحد المعلقين”.
وأضاف “وفي حين أن السلام المتفاوض عليه مع الحوثيين ليس النتيجة التي أرادتها المملكة العربية السعودية، فقد يمثل بداية نهاية الحرب في اليمن”.
لكن هذا لا يعني أن الصراع لن يستمر في اليمن، بحسب مؤسسة “جيمس تاون” التي ترى بأن الصراع سيستمر على مستوى منخفض لسنوات.
تقليص سيطرة الحوثيين والتأثير الإيراني
واعتبر تقرير مؤسسة “جيمس تاون” أن إنهاء التدخل العسكري السعودي في اليمن ومحاولة التسوية التفاوضية بين السعودية والحوثيين قد يمهدان الطريق للعودة إلى الاستقرار النسبي في اليمن والمنطقة ككل.
وتابع “بالإضافة إلى ذلك، ومن خلال إنهاء مشاركتها المباشرة في الحرب في اليمن، قد تحقق السعودية أخيرًا هدفين من أهدافها الأساسية وهي تقليل النفوذ الإيراني إلى أدنى حد وإضعاف قبضة الحوثيين الأساسية على السلطة”.
ويذهب التقرير إلى أن تدخل السعودية في اليمن أثمر نتائج عكسية، فبدلاً من هزيمة الحوثيين أو حتى إضعافهم، جعلتهم الحرب أقوى عسكريًا وسياسيًا.
وزعم تقرير معهد “جيمس تاون” أن التدخل السعودي في اليمن ساعد على تحقيق ما أراد إيقافه بالضبط، حيث مكن الحوثيين وأدى إلى توسع النفوذ الإيراني.
واستدرك قائلا “لكن من خلال إنهاء تدخلها في اليمن، ستبدأ المملكة العربية السعودية في الواقع، العملية العكسية وهي تقليص سيطرة الحوثيين، وتحجيم النفوذ الإيراني”.
واستطرد “فالحروب في اليمن، هي الغراء الذي يمسك الحوثيين وحلفاءهم، وبدون هذه الحروب، سيتدهور تماسك التحالفات التي أقامها الحوثيون، كما أن من المرجح أن تظهر توترات بين قيادات الحوثيين أنفسهم”.
وأوضح في هذا الصدد أن الصراع الداخلي بين الحوثيين والقوات المتحالفة سيؤدي إلى كسر التحالفات القديمة وإنتاج تحالفات جديدة، وهذا يعني أن قبضتهم (الحوثيين) على السلطة ستضعف مع إعادة ضبط التحالفات.
ومضى قائلا “وكل هذه العوامل مشتركة إضافة إلى عوامل داخلية إيرانية، سيقل التأثير الإيراني في اليمن إلى درجة أقرب إلى الصفر”.
التقرير الأميركي لفت ايضا إلى أن الكثير من اليمنيين “يمقتون” إيران، ويشعر البعض من بين قادة الحوثيين بالقلق من قرب بعضهم البعض من إيران ويسعى العديد من حلفاء الحوثيين لرد النفوذ الإيراني، خصوصا نفوذهم الديني، إذ إن نسبة كبيرة من حلفاء الحوثيين، هم من النخب القبلية والسياسية الزيدية المصممة على الحفاظ على عقيدتهم وثقافتهم”، مذكرا بأن كثيرا من الزيديين استاؤوا لمحاولات بعض النخب الحوثية إدخال الممارسات الدينية الإيرانية لدور العبادة في اليمن، واعتبروا ذلك مساسا بهويتهم الدينية، وفقا للتقرير.
رؤية الحوثيين لإنهاء الحرب
وأشار التقربر إلى أن الحوثيين كشفوا عن “رؤيتهم” الخاصة لإنهاء الحرب.
وأردف “وبينما تركز وسائل الإعلام على وقف إطلاق النار المعلن من قبل السعودية (التحالف العربي)، من المهم بنفس القدر إلقاء نظرة فاحصة على هذه الوثيقة السياسية الحوثية”، مبينا ان التدخل العسكري في اليمن، أو العمليات العسكرية ضد الحوثيين، يقوم بها تحالف مكوّن من عدة دول عربية، ويشار إليه باسم “التحالف العربي في اليمن بقيادة السعودية”.
وافاد التقرير ان التحالف بدأ في 25 مارس 2015، بتنفيذ ضربات جوية على الحوثيين، في حملة سميت بـ(عملية عاصفة الحزم)، وجاء هذا التدخل استجابة لطلب من الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بسبب هجوم الحوثيين على العاصمة المؤقتة عدن، والتي فر إليها الرئيس هادي، قبل أن يغادر البلاد إلى السعودية.
ولفت إلى أنه على مدى خمس سنوات، استهدفت غارات التحالف الحوثيين، إلا أن المملكة العربية السعودية كثفت قبل نحو أسبوعين، من تحركاتها في سبيل إنهاء الحرب في اليمن، بداية بالإعلان عن هدنة مؤقتة بسبب جائحة كورونا، ثم دعوة مستترة للقياديين في جماعة الحوثي -الذراع الإيرانية في اليمن- لبحث سبل إنهاء الصراع في مفاوضات مباشرة، حسب معهد جيمس تاون.