كريتر نت / DW
أثار عالم الفيروسات الألماني كريستيان دروستن الجدل بعد مخالفته للرأي الشائع أن فيروس كورونا نشأ في أحد أسواق تجارة الحيوانات البرية في مدينة ووهان الصينية. فما هي النظرية الجديدة التي يقترحها؟
يختلف كريستيان دروستن، وهو كبير الباحثين في علم الفيروسات بمستشفى شاريتيه ببرلين، مع الإعتقاد الشائع بأن فيروس كورونا انتقل للإنسان من أحد أسواق تجارة الحيوانات البرية في ووهان الصينية، ويرى أن الأمر يحتاج لمزيد من الدراسات بحسب ما نقلت شبكة ntv التلفزيونية الألمانية.
“كلب الراكون” مشتبه به جديد
في حوار مع “غارديان” البريطانية اتفق العالم الألماني على صحة فرضية نشأة الفيروس في الصين، لكنه يرى أن الوباء بدأ في المكان الذي يتم فيه تربية الحيوان الوسيط الذي نقل المرض إلى الإنسان.
ويرى دروستن أن هناك أمر مهم تم تجاهله في التغطية الإعلامية لفيروس كورونا، ألا هو ظروف نشأة فيروس سارس بجنوب الصين في 2003. فبحسب دروستن توصلت الدراسات إلى أن فيروس سارس عُثر عليه في حيوان “كلب الراكون”، والذي يعد تجارة مربحة في الصين بسبب فروته.
ويقول دروستن بحسب ما نقلت شبكة ntv:” إذا أعطاني أحدهم بضع آلاف من الدولارات وإمكانية البحث في الصين، سأبحث في الأماكن التي يتم فيها تربية “كلاب الراكون”.
ونقل موقع “فوكوس” الألماني عن دروستن تخمينه:”قد يكون بعض من ذهبوا إلى أسواق تجارة الحيوانات البرية يعملون بالأساس في أماكن تربية “كلب الراكون””، وهو ما قد يفسر انتقال الفيروس إلى سوق ووهان.
استبعاد آكل النمل الحرشفي؟
شاع الإعتقاد في الأوساط العلمية أن فيروس كورونا انتقل من الخفافيش إلى حيوانات وسيطة ومنها إلى الإنسان. ودارت مناقشات علمية حول طبيعة الحيوان الوسيط، حيث درس البعض أحتمال أن يكون الوسيط هو آكل النمل الحرشفي، والذي يعد وجبة معتبرة في الثقافة الصينية ويباع بثمن باهظ في أسواق غير شرعية لمن يعتقدون أن له خصائص علاجية.
ووقع آكل النمل الحرشفي تحت الإشتباه بعد عثور العلماء على فيروس يشبه فيروس كورونا المستجد بنسبة 90 بالمئة في عينات من دمه بحسب ما نقلت شبكة ntv.
لكن كريستيان دورستن يختلف مع هذه النتيجة، ويرى أن “كلب الراكون” هو الحيوان المسؤول عن انتقال كورونا للبشر. وأضاف دروستن في حوار مع صحيفة “زوددويتشه تزايتونغ” الألمانية: “لا أفهم سبب عدم وجود دراسات عن هذا الأمر.”
وكان عالم الفيروسات الأشهر حالياً في ألمانيا، وهو أحد أهم المستشارين للمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل خلال أزمة كورونا الحالية، استبعد نظرية نشأة الفيروس في مختبرات علمية وقال أن فيروسات الكورونا الخفاشية، والتي تشبه فيروس كورونا المستجد بشكل كبير، “توجد فقط في خفاش حدوة الحصان، ولن يأخذها أحد لتعيش في مختبرات بهذه البساطة.
كما شرح أن هناك حاجز طبيعي يمنع انتقال الفيروس بشكل مباشر للإنسان، مما يجعل “من غير المنطقي” بحسب قوله أن يكون الفيروس انتقل للبشر في مختبر ما من الخفافيش بشكل مباشر عن طريق الخطأ طبقاً لntv.
نظرية مؤامرة
وكانت نظرية نشأة فيروس كورونا المستجد في مختبرات علمية ظهرت على الساحة بقوة خاصة بعد تكرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لها في الأسابيع الماضية. وتستند هذه النظرية على وجود مختبرين بمدينة ووهان يتم بداخلها دراسة خفافيش حاملة لفيروسات شبيهة بفيروس سارس، وأن انتقال الفيروس للبشر حدث عن طريق الخطأ بداخلهما بحسب، لكن حتى الأن لا يوجد ما يثبت هذا الأمر.