كتب : جميل الصامت
دقت منظمة الصحة العالمية ناقوص الخطر بشأن الكرونا في اليمن التي يحاول الاعلام – بدون وعي-جعلها كوصمة تلصق بالمصاب ،ما يترتب عليها رفض اجتماعي خلال وبعد الاصابة ..
منذ ان تم الاعلان عن اول حالة كرونا في الشحر -وظلت يتيمة دون تناسل او ثكاثر في محيطها الى ان اجبرت لجنة الطوارئ تاكيد شفاءها،وعودتها للوضع الطبيعي – ظل الوسط الاعلامي يشتعل حول الجائحة الى ان اعقبها بحوالي شهر الاعلان عن ظهور 5حالات ثم لحقتها ثلاثا اخريات احداها في تعز بعدها زادت واحدة حتى لاتبقى يتيمة في تعز ..؟!
حتى وصلنا الى 12حالة اصابة معلنة في اليمن احداها في الشطر الشرقي من تعز ..
وحجم التناولات الاعلامية كان كبيرا جدا وشابها نوع من التراشق الغير مطلوب للامانة ،كون الجائحة لا ينبغي ان تخضع للمزايدة او التوظيف السياسي لخطورتها وشدة وطأتها على وضع بلد كاليمن يرزح تحت جائحة الحرب وفيه كل شيئ مدمر .
ليس ذلك فحسب بل الامر تجاوز حدود التعامل الطبي وخرج عن اخلاق المهنية الى مايشبه الوصمة للمصابين ،وهذا تتحمله لجنة الطوارئ ،وهذا خرق من شأنه ،ان يحرف مسار المعركة في حال تم التعامل على هذا الاساس مع كل حالة تظهر هنا او هناك ..؟!
المكتب الاقليمي بفرع منظمة الصحة العالمية للشرق الاوسط دق ناقوص الخطر حيث اورد في تقريره عن اليمن احتمالية تاثر اكثر من نصف سكان اليمن بالجائحة العالمية كرونا ..
وهذا بحد ذاته انذار مبكر لزيادة نسبة التروبع والفزع في بلد امكاناته مادون الضعيفة للمواجهة والتصدي ..
في حين مايجري ليس اكثر من متاجرة سواء على المستوى الرسمي او الاهلي كل يرغب في ارساء العطاء عليه ،مؤسسات استثمارية، ومبادرات لصيقة ولجان طوارئ دون المستوى المأمول ..
الكل منتظر (الدعم) يوصل ،والكل يستجدي العطاء ليشغل فريقه ..
-ساد في الاونة الاخيرة نظام المقاولات عبر الفرق المنفذة تحت مسمى جيش من الفرق والمبادرات وللاسف غالبيتها ،لشرعنة حرق الاموال المقدمة للبلاد كمساعدات فمايتم تبديده يفوق مايستفاد منه واقعا –
غير ان مايلاحظ هو غياب الخبراء والاليات والخطط السديدة للمواجهة الحقيقة ،في تحقيق الوقاية والعزل الامن ،والتجهيز الملائم ولو بالحد الادنى لمواجة كرونا ..
هالي رقم عشرين مليون قيل انه بدد في تعز على جوانب دعائية ولوازم لاعلاقة لها بصلب المواجهة والتجهيز لمعركة كرونا الى جانب مصادر اخرى اضافية قبل ان يتم ظهور اي حالة في تعز ،وهذا خلل كبير وانعدام مسئولية ونقص ضمير اذ ان الواجب يستدعي التعامل بمسئولية كون الخطر اكبر مما نتصور في ظل مجتمع يغلب عليه مفاهيم التدين الخاطئ ،يرفض الاستسلام لمحاذير العلم في الوقاية فيرد كل شيئ للقدر دون اعتبار للاسباب ..
اللافت ان القدرة على الاتجار ربما تفوق القدرة على السيطرة التي من المؤكد انها لن تكون الا دون المستوى المأمول وفقا لما هو ملموس .