كتب : سعيد المعمري
أمر غريب مما يجري في هذا البلد والممزق أشلائه . والذي له بأن يظل على ذاك الحال المزري والمريب ، إلى حد لا يطاق ، هناك من لا يريد أن تستقر الأوضاع بداخل ، بغية تحقيق مآرب خاصة وتنفيذ أجندة غير محددة الأهداف والمعالم ، تهدم أطراف معينة ، وما أكثرها في الوقت الراهن .. ولذلك ستظل الأمور على هذا الحال المقيت .
وإن حاولنا أن نجامل أو لنقول بأن الأحوال ستكون أفضل حالاً من ما كانت عليه في السابق ، فهذا محال .
لإن المخرج يريد هكذا حيث هناك أكثر من لاعب في القضية اليمنية . وبالتالي فهؤلاء هم من يديرون اللعبة ويوجهونها بالطريقة التي تخدم مصالحهم .
دون أن يكون للشرعية أي علم أو معرفة بها .. سوى الإنصات والخضوع . والإستسلام لها ؛ وإلا ستقطع عنهم كل تلك الإغراءات والإمكانيات التي يحصلون عليها من تلك الدول ..والتي لا يهمها أن تصلح أوضاع اليمن للبته .
لإن هذا ليس من مصلحتها ، وهذا ما هو واضح للعيان ، حيث أن ما يجري داخل هذا البلد ، شيء لا يطاق ، ولا يمكن أن يتصوره أو يقبله العقل أو المنطق .
لإنه حقاً يخالف كل القوانين والشرائع السماوية والتي لا تقبل مثل هذه الأعمال اللأ إنسانية ، لإنها في الأساس تستهدف من قيم وحرية الشعب اليمني ، والذي لا يرضى بأن يظل تحت عبودية الآخرين .. مهما كانت الأحوال .
ولذلك لابد من أولئك الذين يهمهم أمر هذا الوطن . أن يعيدوا النظر . في كل شيء.. لإنه ليس من مصلحة اليمن ؛ وشعبه البقاء على تلك العلاقات المريبة ؛ والمغايرة لأهدافه ومصالحه العليا ولذا نرى بأن الأوضاع بداخله تسوء يوماً عن يوم .. بقدر ليس هنالك أي بصيص من الأمل ، بأن تنفرج أموره ، وتعود إلى وضعه الطبيعي . ولو بالحد الأدنى .
ولكن للأسف لا أمل .. هكذا قُدرَّ علينا ، وبالتالي . فأن أموراً كهذه لابد من الوقوف أمامها بجدية خاصة في ظل الأوضاع الراهنة التي يعيشها الوطن اليمني ، والذي لازال يعاني الكثير من الآلام في جسده جراء تلك الضربات المتتالية عليه .
منذ الوهلة الأولى لثورتيه السبتمبرية والأكتوبرية ، وما تلتها من أحداث مؤلمة ، حتى الفترة الحالية ؛ والتي تعدُ أكثر إلاماً ، نتيجة لما يحاك ضده من مؤامرات قذرة ، داخلياً وخارجياً وبالتالي وضع كهذا يتعين
على أولئك الذين لازالوا في غيهم ولم يدروكون حقيقة الأمور ؛ وما ينبغي القيام به إزاء هذه الأوضاع التي أضحت تتفاقم أكثر فأكثر . ولا محيص منها ، إلا بإعادة النظر في كل ما يجري داخل هذا الوطن المثخن بجراحه الغائرة في جسمه ؛ والتي لن تندمل بعد إلا بإستعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل الأحداث الأخيرة في عدن أي عودة الأمور إلى الشرعية ؛ وتنفيذ إتفاق الرياض ..
بدلاً من ذلك التهور المحموم . والذي لا يخدم سوى مصالح أولئك الذين يعملون ضد هذا الوطن ؛ ومقدراته الوطنية لإن أوضاعاً كهذه لا يهم أحداً من أولئك الأشخاص الذين هم حالياً خارج الوطن اللهمَّ أن يتحدثون بإسمه ليل نهار ؛ ومن ثم يقبضون المكانات الكبيرة .. والمرتبات العالية .. ذات الأوراق المختلفة .. ابتداءاً من الدولار الأمريكي .. ومروراً بالريال السعودي .. والدرهم الإماراتي .. وإنتهاءاً
بالريال القطري .. والدينار الكويتي .. دون أن ينكروا ولو للحظة واحدة ، بهذا الشعب .
اللهمَّ همهم كيف يجنون الأموال ومراكمتها على حساب هذا الشعب المغلوب على أمره بينما الأمور تزداد سواءاً . في مناطق الشرعية .. وليس هناك من منقذ لها بدليل ما حدث مؤخراً في عدن .. من قبل أطراف لا تريد لليمن أن تخرج من محنتها أو أوضاعها الحالية فضلاً عن الكوارث التي حلت به جراء تلك الأمطار الغزيرة ؛ والتي أثرت بشكل كبير على ممتلكات المواطنيين في كل من عدن ومأرب .. وصنعاء .. وغيرها من المناطق اليمنية ؛ علاوة إلى تأخر صرف مرتبات الموظفين .. بينما أحوال الناس متعبة .. ومنهكة إلى حد لا يطاق .. خاصة ونحن نعيش أيام شهر رمضان المبارك ..
وبالتالي هو ما يستوجب على الحكومة الشرعية . من وضع الحلول السريعة والناجعة قبل أن تستفحل أكثر من اللازم ؛ وبالأخص القيام بصرف المرتبات للموظفين الصابرين على هذه الأوضاع النكدة في كل جوانب الحياة برمتها .