كتب : علي منصور أحمد
كنت في صنعاء وبالادق .. مستأجر خارج صنعاء في قرية “بني حوات” شرق مطار صنعاء الدولي ، وخلال الفترة من اغسطس عام 1997حتى مايو 1999م كنت موقوف من العمل وشبه مقيم تحت الاقامة الجبرية وفرض علي نظام عفاش ما يعرف بـ”الحظر الرئاسي” بعدم مغادرة اراضي الجمهورية اليمنية ، ومنعي من العودة او دخول عدن التي اسكن فيها منذ ولادتي ويوجد فيها منزلي حتى اليوم.
كنت أدير سريا الموقع الالكتروني “شبوة برس” السابق الذي يملكه الزميل سالم با مدوخ ومراسل لعدة مواقع وصحف محلية وخارجية ووكالات انباء عالمية.
وكان يأتي الي كثير من الاصدقاء من ابناء الجنوب القلقين على ما يجري للجنوب ومصيره.. الخ.
واذكر منهم تحديدا ، المعنيين بهذه الخاطرة .. العميد الركن عبدالله احمد عرب مدير مكتب وزير الداخلية السابق والعميد الركن علي قاسم عاطف السكرتير الصحفي لوزير الدفاع السابق وجاري العزيز العميد الركن سند عبدالله الرهوة قائد اللواء الاول – حرس رئاسي – قرن الكلاسي حاليا.. والعميد الركن عبيد مثنى الحاج والعميد الركن محمد شيخ الميسري رحمهما الله واخرون كثر.
كانوا يأتون الي مهمومين قلقين محبطين الخ.
وكانوا أول ما يجلسوا في المقيل ويشاهدوا جهاز اللابتوب امامي يطلبون مني افتحه واعطيهم الجديد .. احيانا قول لهم لا يوجد جديد .. كانوا يصرخوا بحدة.. اجيناك من قلب صنعاء الى هنا قطعنا 30 كيلومتر ذهاب .. وتقول لنا ولا جديد .. يا اخينا حتى “أكذب علينا كذب” مقتنعين .. ما يستوش نروح فاضين من عندك!
كنت استجيب لهم واعطيهم من الاخضر واليابس من الحقنات المطلوبة كما يسمونها .. اعمل لهم خلطة “ماكس” وانعش فيهم روحهم المعنوية.
اح كم أنا وكثيرون محتاج لهم هذه الايام أن يذكروا الجميل .. ويردوا لي الجميل بالكذب .. ويأتون الي مش بالجديد ولا بالصدق .. بل ولو يكذبوا علي .. بس يقولوا متى الراتب وهل عاد في أمل نستلم راتب .. والا خلاص .. كل واحد يدبر حاله.؟!