كريتر نت / كتب- الهام الطالبي
حال فيروس كورونا المستجد، دون انتقال حوالى 6 آلاف مغربية للعمل في حقول جني الفاكهة الإسبانية، عقب تعليق المغرب رحلاته الجوية والبحرية. وتقول أم العيد، العاملة الموسمية في الحقول “لم يكن يخطر على بالي، أنه بعد اختياري للعمل في حقول الفراولة في إسبانيا هذا الموسم، سيتسبب الوباء في حرماني من العمل”.
“العمل الموسمي في إسبانيا فرصة لنساء”
تعيش أم العيد (36 سنة) في ضواحي مدينة تارودانت جنوب المغرب، حيث تُعرف القرى بإقبال النساء على العمل الموسمي في إسبانيا. وتقول في حديثها مع “اندبندنت عربية” “في منطقتي يُعدّ العمل الموسمي في إسبانيا، فرصةً للنساء لتأمين لقمة العيش، وتغطية مصاريف أسرهن”. وتضيف أنه “بسبب أزمة كورونا والحجر الصحي، يصعب إيجاد عمل آخر بالمغرب. ننتظر أن تنتهي الأزمة في أقرب وقت ممكن”.
“فقدت موارد رزقي”
وإلى جانب عملها في حقل الزراعة الموسمية في إسبانيا والمغرب، تعمل أم العيد مؤقتاً في مجال الحلاقة والتجميل، وتقول في هذا الصدد إن “ظروف الطوارئ الصحية، غيّرت كل شيء في حياتنا، كنتُ في السابق أعمل في تزيين العرائس، وأيضاً في الفلاحة، لكن بسبب الأزمة فقدتُ كل موارد رزقي”.
ويُشار في هذا السياق إلى أن السلطات المغربية أطلقت برنامجاً مؤقتاً في يونيو (حزيران) الماضي، ووزعت دعماً شهرياً يتراوح بين 800 و1200 درهم (80 و120 دولاراً) للأسرة شهرياً بحسب عدد أفرادها، بعدما يصرح المعيلون بأنهم توقفوا عن العمل في القطاع غير المنظم بسبب الوباء. ويبلغ الحد الأدنى للأجور في المغرب نحو 240 دولاراً.
التضامن في زمن الوباء
في هذا السياق، تقول أم العيد إن “المساهمة المادية التي منحتنا إياها الحكومة، ساهمت بشكل كبير في دعمنا لمواجهة تداعيات هذه الأزمة التي ألقت بظلالها على العالم بأسره”. وأضافت أنه “بالإضافة إلى دعم الحكومة، فسكان منطقتها متضامنون في ما بينهم. نتقاسم كل شيء، والغني يساعد الفقير إلى أن نتجاوز هذه الأزمة، على الرغم من أننا تضررنا كثيراً مادياً وفقدنا عملنا، لكن في هذه الفترة العصيبة يجب أن نتضامن ولو بالقليل”.
من جهة أخرى، تُفرض شروط لقبول العاملات الموسميات المغربيات في الحقول الإسبانية، إذ يجب أن تتراوح أعمارهن بين 25 و40 سنة، وأن يكون لديهن أطفال، لضمان عودتهن إلى بلدهن بعد انتهاء موسم الجني. كما يُفترض أن تكون لهن تجربة في مجال العمل في المزارع، إلى جانب التحلي بصحة جيدة نظراً إلى الجهد الذي يتطلبه العمل.
وتحصل النساء على تأشيرة مؤقتة، وتذكرة ذهاب وإياب بين المغرب وإسبانيا، وعقد عمل طبقاً للقانون الإسباني يتضمن الوفاء بمتطلبات الرعاية الصحية المجانية.
“كل شيء توقف”
وتقول رشيدة (33 سنة) العاملة في القرى الفلاحية في نواحي أكادير “أسافر كل موسم فلاحي للعمل في إسبانيا، أعمل بجد وأحصل على راتب جيد بالنسبة إليّ، لكن هذا العام استثنائي، كل شيء توقف، ليس لدينا خيار سوى الانتظار”. وترى رشيدة وهي أرملة، أن “رواتب العمل في إسبانيا أضعاف ما نحصل عليه مقابل العمل في القرى هنا، لهذا كان من الصعب أن نتقبل إلغاء سفرنا”.
حقول بلا عمال
وبحسب موقع لافانغارديا “lavanguardia” الإسباني، فإنّ قرار إغلاق الحدود سواء البرية أو البحرية مع مختلف الدول وتقييد الحركة، لتفادي انتشار فيروس كوفيد 19، ساهم في تراجع عدد العمال الموسميين، الذين كان يُفترض أن يبدأوا عملية الجني خلال أبريل (نيسان) الماضي. ووفق المصدر ذاته، تحتاج إسبانيا ما بين 100 ألف و 150 ألف شخص للعمل في مورسيا وكاتالونيا وأراغون، مشيراً إلى أن “هذه المناطق تضررت بشكل كبير من نقص اليد العاملة لجني الفواكه”. كما أن السلطات الإسبانية كانت فتحت أبوابها لتشغيل حوالى 20 ألف عاملة موسمية مغربية في حقول الفراولة بمنطقة هويلفا.
“عملتُ في ظروف تحفظ كرامتي”
من جهة أخرى، توقع حقوقيون ونشطاء مغاربة أن يشهد هذا الموسم تراجعاً في إقبال العاملات المغربيات الموسميات على السفر إلى إسبانيا، بعد زعم بعض العاملات أنهن تعرضن للتحرش والاغتصاب في السنوات الماضية.
وفي هذا الصدد، تعقب رشيدة “سبق لي أن عملتُ في الحقول هناك، ما حدث حالات استثنائية، لا يمكن تعميمها. من خلال تجربتي الشخصية، عملت في ظروف تحفظ كرامتي، وأصرّ كل موسم على السفر، وهناك عدد كبير من النساء أعرفهن يعملن هناك، ولم يسبق لهن أن تعرضن للتحرش”.
وكانت وزارة الشغل والإدماج المهني أعلنت أن الرباط تلقت ضمانات من مدريد بشأن حقوق العاملات المغربيات في حقول الفراولة الإسبانية، بعد الجدل الذي أثير حول المعاملة غير اللائقة لهن، والتي بلغت حد التحرش والاغتصاب وفقاً لقول بعضهن.
وأوقفت السلطات الإسبانية في يونيو (حزيران) الماضي، شخصين على خلفية تحرش تعرضت له عاملات مغربيات في حقول الفراولة.
المصدر : اندبندنت