كريتر نت / البيضاء
قالت مصادر محلية إن مليشيا الحوثي قطعت جميع وسائل الاتصالات في محافظة البيضاء، وسط توتر متصاعد بين المليشيا وقبائل البيضاء بزعامة الشيخ ياسر العواضي.
أشعلت الجريمة التي ارتكبتها مليشيا الحوثي مطلع شهر رمضان باغتيال امرأة في منزلها، شرارة انتفاضة قبلية غير مسبوقة في وجه الانقلابيين، ولليوم الثاني على التوالي، بدأت قبائل البيضاء بالحشد وإعلان النفير العام ضد المليشيات الإرهابية.
وقالت مصادر قبلية يمنية لـموقع”العين الإخبارية”، إن المئات من أبناء قبائل البيضاء، وصلوا إلى مديرية “ردمان آل عواض”، تلبية للدعوة التي أطلقها الشيخ البارز ياسر العواضي، للقصاص من قتلة “جهاد الأصبحي”، التي قتلت بنيران المليشيا الحوثي في نهار رمضان داخل منزلها.
وأشارت المصادر إلى أن كافة جهود الوساطة التي جرت خلال الأيام الماضية لإقناع المليشيا الحوثية بتسليم مرتكبي الجريمة لمحاكمتهم فشلت، وهو ما جعل القبائل تعلن النفير العام ضد الانقلابيين.
وأكدت المصادر أن قبائل البيضاء قامت بتأمين منطقة ردمان آل عواض بالكامل، وقطع الإمدادات عن المليشيا التي بدأت بتحشيد عناصرها من محافظة ذمار لمهاجمة المديرية وارتكاب انتهاكات جديدة.
قتل ونهب مجوهرات
ولم تكتف مليشيا الحوثي بارتكاب جريمة قتل السيدة “جهاد الأصبحي”، وعدم الاعتبار للأعراف والتقاليد اليمنية التي تجرّم المساس بالمرأة، أو حرمة شهر رمضان المبارك، لكنها قامت أيضا بنهب مجوهراتها.
وقال طارق العواضي، الناطق باسم التحالف القبلي اليمني الجديد بالبيضاء، في بيان مساء الأربعاء، إن المليشيا الحوثية قامت بسرقة مجوهرات الشهيدة جهاد، ونهب أموالها بعدما قتلوها بدم بارد، رغم وجودها وحيدة داخل المنزل.
وأكد العواضي أن رجال القبائل ما زالت تتوافد إلى مديرية “ردمان” لتلبية داعي النكف القبلي، ونصرة أل الأصبحي، وآل عواض، وأسرة الشهيدة جهاد.
ورغم اعترافها السابق بالجريمة، وإرسال لجنة وساطة من صنعاء إلى البيضاء، أرجعت المليشيا جريمة القتل إلى “سوء فهم”، لكنها تراجعت عن ذلك ورفضت تسليم القتلة، مدّعية أن عناصر مطلوبة لها أطلقت النار عليهم من منزل السيدة جهاد الأصبحي، وهو ما ينفيه رجال القبائل.
نفير قبلي
وأعلن مشائخ ووجهاء البيضاء، وقوفهم صفاً واحداً في مواجهة مليشيا الحوثي، وانتهاكاتها المستمرة ضد أبناء المحافظة، ومساندة كل من يقاوم الانقلابيين واستعدادهم الكامل لنصرة أي مظلوم.
ودعت قبائل البيضاء، في بيان، إلى دعم الجيش الوطني بالمقاتلين، وتعزيز كافة جبهات القتال بالمحافظة لمواجهة مليشيات الحوثي، ودعت الحكومة والتحالف العربي للإسراع في عملية تحرير محافظة البيضاء، التي أصبحت مهيأة لطرد المليشيا، بعد تزايد الانتهاكات بحق أبنائها.
وفي أول تجاوب حكومي، أكد رئيس مجلس الوزراء اليمني، معين عبدالملك، أن البيضاء وقبائلها الباسلة ظلت على الدوام مقبرة للإمامة الكهنوتية، وضربت أروع الأمثلة في الدفاع عن ثورة سبتمبر، والانتصار للنظام الجمهوري، والدفاع عن اليمن في محطات تاريخية مختلفة.
ووفقا لوكالة “سبأ” الرسمية، فقد أجرى عبدالملك، اتصالات هاتفية مع قائد محور بيحان ـ قائد اللواء 26 مشاة اللواء الركن مفرح بحيبح، وقائد محور البيضاء العميد الركن عبد الرب الأصبحي، واطلع على استمرار اعتداءات واستهدافها للمدنيين في مختلف قرى ومناطق البيضاء، رغم الهدنة.
وأشاد رئيس الحكومة اليمنية، بحشد قبائل البيضاء للوقوف في وجه المليشيات الحوثية لوضع حد لانتهاكاتها وجرائمها بحق المدنيين وآخرها إقدامها على قتل المواطنة اليمنية جهاد الأصبحي عقب اقتحام منزلها في جريمة تنافي كل العادات والتقاليد والأعراف القبلية والأخلاقية.
وأكد أن معركة القضاء على المليشيا الحوثية هي معركة كل اليمنيين من أجل حاضر ومستقبل الوطن وأجياله القادمة، لافتا إلى أن النصر قادم لا محالة على هذه الفئة الباغية التي انتهكت الأعراض ودمرت الممتلكات.