كريتر نت / عدن
هاجم المحرر السياسي في موقع “الاشتراكي نت” اصحاب الدعوات المقدسات والثوابت والتستر وراءها لغزو الجنوب والهيمنة على ثرواته وابناءه .
واكد ان مثل هذه الدعوات ومثل هذا التوجه لن تؤدي الا الى هزائم اصحابها وهزائم الوطن ، وان استحضار رنين الشعارات الجوفاء وداعي النكف القبلي من قبل من ترزح مناطقهم تحت طائلة الانقلابيين واستخدام كل وسيلة وتطويعها وتوظيفها للتحشيد ، كل ذلك لم يعد له اذان صاغية الا تلك التي اصابها صمم .
واضاف ان القوى التي تستحضر آلية وخطاب ودوافع حرب صيف ٩٤ عليها ان تتذكر ان مآسي والآم تلك الحرب القذرة ما تزال شاهد عيان على الهمجية التي اطاحت باحلام اليمنيين وانتجت انفصال النفوس قبل انفصال الارض وأحدثت جرحا غائرا في صميم .
وقال المحرر السياسي في مقال نشره موقع الحزب الرسمي ” الأشتراكي نت ” اليوم : ان اجهاد ذاكرة اليمنيين بمعارك جانبية بهدف نسيان الاسباب التي اغرقت بلدهم في هذه الحرب الكارثية وعصفت بالجهد الوطني الذي كان يبحث عن مخرج من الازمات التي اثقلت البلد بالصراعات وانظمة الغلبة ، المعارك الجانبية التي تخاض في غير ميدانها الحقيقي ولن تفضي الا الى تهشيم جسد القوى المناهضة للحوثيين .
وفيما يلي نص المقال :
يستحق الإدانة وبشدة ، بل ولعنة التاريخ كل من سعى أو يسعى الى أجترار الفتاوي وأوهام اعادة شبح حرب ٩٤ سيئة الصيت التي احدثت شرخا فادحا في المسار الوطني واجهضت حلم اقامة الدولة وانقلبت على الشراكة والوحدة وكانت فاتحة لحروب عديدة ادخلت البلد في مجاهيل الصراعات وما رافق ذلك الانتصار الاجوف من اعمال نهب وفيد لمؤسسات الدولة واراضيها واحتكار الوظيفة وتسريح الاف الكوادر العسكرية و الامنية والمدنية بالاحالة الى التقاعد القسري دون اي مرتبات اوحقوق ، ستون الف مبعد كانوا يخدمون في جهاز الدولة في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية علما انهم من مختلف انحاء الوطن من الشمال ومن الجنوب ، ولم تتخذ اي معالجات بشأنهم حتى اللحظة كملف مثقل بالالم والحرمان والإقصاء بحسابات سياسية ضيقة لأطراف استهوت عملية اجهاض كل ما يقود الى وضع اي حلول من شانها تضميد جراحات وعواقب تلك الحرب التي افرزت واقعا مغايرا افضى الى تبديد عرى وحلقات وجسور المحبة والالفة والسلام ..
لقد ظل الحزب الاشتراكي ولا يزال في قلب القضية الجنوبية مدافعا شديد الصلابة عن احقيتها في نيل استحقاقاتها وبما يتماهى مع نبلها وعدالتها ، وفي اكثر من موقف ومكان سجل حزبنا اسبقيته في الدعوة المبكرة لحل القضية الجنوبية حلا عادلا وبما يرتضيه الشعب وتقرره ارادته السياسية ، طرحنا ذلك في مؤتمر الحوار الوطني واكدنا عليه في مقررات المجلس الحزبي ( الكونفرنس ) المنعقد في صنعاء نهاية العام ٢٠١٤ ، ومنذ ارهاصات الحراك السلمي الجنوبي الاولى كان الاشتراكي حاضرا باعضاءه وقياداته في مقدمة المسيرات والمظاهرات ومن وسط مقراته في عدن ولحج والضالع وحضرموت وشبوه وأبين والمهرة وكل الجنوب تم تدشين حركة الاحتجاجات السلمية ، ذلك كان موقفا ومبدأ ولا يجحده الا اؤلئك الطفيليين الذين امتهنوا التكسب امام عتبة كل سلطة وحاكم ولديهم ثارات يسعون الى تصفيتها مع الحزب الاشتراكي اليمني ، بل ويحورون ما يصدر عن هيئاته بطريقة سمجة كفهم مغلوط لدفع الاخرين الى مواقف تصادمية ، ويضيقون عليهم دوائر التحالفات ويسعون الى عزلهم كليا عن المحيط الصديق بغية اضعافهم في مساحة تعج بالخصوم الالداء ، وهنا لابد لنا من القول بكل وضوح ان مواقفنا لا يتم اتخاذها تزلفا او من باب الخفة ولكنها مواقف تنم عن حرص كبير على القضية الجنوبية وعلى القوى التي تناضل من اجلها ، ولقد اعتبرنا واكدنا مرارا ان المجلس الانتقالي الجنوبي هو ثمرة نضال وطني سلمي ووجود سياسي هام للقضية الجنوبية ، وعلى سبيل الذكر للتاريخ فقد رفض حزبنا تقسيم الجنوب بأي شكل من الاشكال ادراكا منا ان تقسيم الجنوب هو مكيدة سياسية للقضية الجنوبية ستعمل على افراغها من معناها وستفقدها مشروعيتها واهدافها على اعتبار ان للجنوب قضية عادلة ويجب حلها على أساس تسوية وطنية سياسية شاملة تجسد ضمن معطياتها ارادة الشعب في الجنوب الذي يملك الحق في تحديد مكانته السياسية وتقرير مصيره ، كما ان الثورة الشبابية الشعبية كانت أول من اعترف بالقضية الجنوبية في ظل تعنت سلطة 7/7 حيال ذلك .
ان اجهاد ذاكرة اليمنيين بمعارك جانبية بهدف نسيان الاسباب التي اغرقت بلدهم في هذه الحرب الكارثية وعصفت بالجهد الوطني الذي كان يبحث عن مخرج من الازمات التي اثقلت البلد بالصراعات وانظمة الغلبة ، المعارك الجانبية التي تخاض في غير ميدانها الحقيقي ولن تفضي الا الى تهشيم جسد القوى المناهضة للحوثيين ، ولن تؤدي الا الى هزائم اصحابها وهزائم الوطن ، وان استحضار رنين الشعارات الجوفاء وداعي النكف القبلي من قبل من ترزح مناطقهم تحت طائلة الانقلابيين واستخدام كل وسيلة وتطويعها وتوظيفها للتحشيد ، كل ذلك لم يعد له اذان صاغية الا تلك التي اصابها صمم او عليها وقرا ، وان اعتساف ارادة الشعب او الحديث عن المقدسات والثوابت والتستر وراءها لغزو الجنوب والهيمنة على ثرواته وابناءه ، بات امرا سمجا وغير مقبول ، وان القوى التي تستحضر آلية وخطاب ودوافع حرب صيف ٩٤ عليها ان تتذكر ان مآسي والآم تلك الحرب القذرة ما تزال شاهد عيان على الهمجية التي اطاحت باحلام اليمنيين وانتجت انفصال النفوس قبل انفصال الارض وأحدثت جرحا غائرا في صميم النسيج الاجتماعي بالضم والالحاق والاقصاء وكل الاجراءات والاساليب التي كرستها نشوة المنتصرين على مدى ربع قرن من الزمان ، ولقد افرزت وحدة القوة المعمدة بالدم الجيل الذي يتصدر اليوم جبهات القتال للدفاع عن الجنوب ، ضد كل من تراودهم احلام العودة للهيمنة والاستئثار بمختلف تعابيرهم الايدلوجية المغرقة في وعي الذات على قاعدة الاصل والفرع او العنصر والعرق النقي ، وتحت دواعي لا علاقة لها بالحفاظ على الوطن ووحدته وامنه واستقراره بقدر ما لها علاقة بمصالح الادوات التي ظلت سادرة في استنزاف ايرادات وموارد الجنوب ..
ان العاصمة عدن تعيش اليوم وضعا ماساويا جراء انتشار وتفشي الأوبئة وتودع كل يوم كوكبة من ابناءها في ظل انعدام البنية التحتية والوضع الصحي الهش الذي يفتقر الى بدائيات الوسائل الصحية القادرة على مجابهة هذه الاوبئة التي تفتك بحياة المواطنين الذين يعانون من غياب الخدمات ، وضع مزري على كل المستويات اقتصاديا واجتماعيا وصحيا ، وعوضا عن اجتراح الصعاب لانقاذ عدن وابناءها ، ذهبت الادوات المازومة الى انتاج دورة صراع دامية باشعال معركة تحرير المحرر وتحت عناوين بائسة ، وسيكون من العار الحقيقي الصمت ازاء إيقاف هذه الإبادة في مدينة عدن ، وهي مدينة غارقة بالفعل في جميع أنواع عواقب الحرب الأهلية ومآسي الفقر ، العار الذي سيصيب اولئك الذين يوظفون ويستغلون محن الناس وآلامهم وكوارثهم لتحقيق اهداف سياسية رخيصة ، بل ويحشدون كل امكانات الدولة ليس لاجل انقاذ الناس من الاوبئة ولكن لاجل مزيدا من سفك دمائهم في مواجهات عبثية لن تؤول الى تحرير صنعاء وعودة الشرعية ولكنها ستؤدي الى اخفاقات فادحة وفشل مكرر في صلب المعركة الرئيسية التي يشرف عليها ويقودها التحالف العربي وستكون المحصلة النهائية ارهاق واضعاف واستنزاف معسكر الشرعية والقوى الداعمة لها في مقابل تقوية الطرف الاخر ونجاح القوى الاقليمية الداعمة له ..
لقد اكذنا ودعونا وندعو ونؤكد مجددا ان خيار السلام الذي افضى اليه إتفاق الرياض هو الفرصة الذهبية لاحلال الامن والاستقرار والتنمية في عدن وبقية المحافظات المحررة ، ومن الناحية الموضوعية والمنطقية سيكون الاتفاق ذاته الخطوة التي تسبق نحو وقف هذه الحرب التي اهلكت الشعب اليمني ، والسعي الفعلي نحو تسوية سياسية وطنية منصفة لجميع اطرافها واستعادة الدولة واستحقاقات الجنوب من خلاله بذلك البعد السياسي الذي اضفاه علي القضية الجنوبية باعتبارها قضية سياسية بامتياز ، وعلى ذلك فإننا في الحزب الاشتراكي اليمني نهيب بالمملكة العربية السعودية وطرفي الاتفاق سرعة التنفيذ الفوري لبنود اتفاق الرياض للخروج من ميادين المعارك الفارغة الى الفعل السياسي الذي يحقق السلام المستدام وليس السلام الهش الذي لا ينهي الحروب بقدر ما يمنح الاطراف المختلفة فرصة لتعبئة قواها لجولات اخرى من الصراع .