كتب : أحمد مهدي سالم
في الفترة الأخيرة تعبت ومللت من التعليق على عدد كبير من التعازي..يصدمنا الموت في كل مكان..بل صار حديث الناس في معظم المدن والقرى،ومنها مدينتي جعار..وقد صار يتمشى في حارتي واختطف بعضا ممن يقاربني السن أو يشاركني المرض ذاته..حتى صرت إذا حصلت وفاة لا أتأثر كثيرا،لم يعد للموت ذلك الخشوع،و لا تلك الرهبة.
وفي هذه الفترة ضرب ضربة حفارو القبور..في عدن وغيرها سوقهم حامي..حتى أجور القبور ارتفع ثمنها..وأمام مشاهد الحرب الطاحنة القريبة من منزلي واحتياطات كورونا المزعجة وغياب الخدمات..الكهرباء وغلاء الأسعار وهبوط الريال ووفرة الموت المجاني..يأتي العيد الذي عليك أن تفرح فيه بالمتوفر.. بالمستطاع.. بالهامش..اثبت قوتك واسرق لحظات سعادة من الواقع الحزين والحاضر المكتئب.
فالأعياد ما جاءت إلا لتشكل محطات استراحة من الهناء والمسرة واللمة العائلية..ولا تضعف وتضاعف الحزن على نفسك مع أن الابتسامة أو اختلاق الفرحة والرضى بما قسم لك بعيدا عن المقارنات هو سعادة وتعزيز فاعل لمفهوم القناعة والتحلي بالصبر والإيمان بتغيير المولى للحال والأحوال بين غمضة عين ويقظتها.. فربما يكون لمعاناتك وانكساراتك مجال تعويض وصبح مبين وانفراج جميل.
كن كما قال الشافعي رجلا على الأهوال جلدا ..وابتسم لحياتك واغمر بالمحبة والرضى نفوس أولادك وأسرتك.. العيد يوم او يومان ويمضي، وتمضي معه دورة الحياة في تفاعل إيجابي..في انتظار الأجمل والأروع والأحسن..وتذكر أن أجمل الأيام تلك التي لم نعشها بعد كما قال ناظم حكمت الشاعر التركي العالمي..وأحسن البحار تلك التي لم نرتدها بعد..وأروع النساء تلك التي لم نعشقهن بعد..
عدل مزاجك،واضحك على الأيام،وابرد من الأوهام،وامرح مع الأنغام،وافرح بهذا العيد..أتعبتنا يا عيد.