اعدها للنشر : احمد يسلم
بعد انفجار المواجهات في الشيخ سالم بين قواتنا الجنوبية والقوات الغازية. من اتجاه شقرة كانت مهمتنا في يوم السبت 9/5/2020 سد جبهة سلا . الطرية نحن قوات اللواء الرابع عمالقة وقوات الحزام الأمني ابين التي يقودها عبداللطيف السيد وقوات اللواء الاول مكافحة إرهاب بالإضافة إلى قوة التدخل السريع التي يقودها الشنيني. اسندت مهمة قيادة جبهة الطرية للقائد عبداللطيف بحكم علاقاته ومعرفته الواسعة للمنطقة وتضاريسها وأهلها حيث رصدت معلوماتنا الاستخبارية أن الغزاة يفكرون في اختراق هذه الجبهة وبالتالي عمل التفاف على قواتنا في الشيخ سالم والدخول إلى زنجبار.
مضى اليوم الأول ومنتصف نهار اليوم الثاني في جبهتنا بسلام بعد ان تمكنا من صد الهجوم ببسالة وشجاعة واقدام منقطع النظير. سكتت المدافع الا من ضرب متقطع معها فكرنا مجموعة الطقم العسكري التابع للواء الرابع عمالقة انتهاز هدوء المواجهات والعودة إلى الدرجاج ثم جعار لجلب بعض المستلزمات منها الذخيرة وبعض قذائف الهاون ومستلزمات الافطار الخفيفة. مع القات_ طبعا .
وفي سرعة البرق جمعنا كل محتاجاتنا وقررنا العودة إلى الجبهة صادفنا في طريق العودة إلى الجبهة مرور القائد عبداللطيف السيد الذي لمحنا واشار لنا بالسير مع مجموعته وبين الكثبان الرملية المؤدية إلى الطرية كان قد انفجر اطار طقمنا ولم يمنحنا القائد عبداللطيف الوقت الكاف لفك الاطار الاحتياطي بل أمر بانزال اطار كان في حوض احد الاطقم المرافقه له فلا وقت للتأخير .! كان الوقت يقترب من سويعات الأصيل والشمس تتوارى خلف الجبال والسواتر الدفاعية الرملية .
مضينا في اتجاه الجبهة في طرق متعرجة متوهة على طريقة زحف الحنش مع أننا مجموعة الطقم نجهل الكثير عن مداخل ومخارج جبهة الطرية _سلا وفجأة غرز طقمنا في الرمال المتحركة. تقافز مرافقو القائد وهموا في سحب سيارتنا لنخرج من ربقة الرمل. مضينا بسرعة والقلق يساورنا ولم نعرف الآن بماذا يفكر القائد؟! كل المؤشرات توحي بقيام عملية مباغتة وسريعة وخاطفة. ثوان كانت قد فصلتنا عن زملائنا لنفقد الوجهة الان تضاربت رؤانا في اتخاذ قرار الوجهة المناسبة للحاق بالقائد السيد. لكن و في الأخير خضعنا لقرار سائق الطقم الذي مضى بنا في اتجاه يعتقده الصح. لكن هيهات!
أخذنا في الانعطاف يمينا لكن معالم الاطارات في طريق رملي كانت قد اختفت نتيجة زحف الرمال ؛ وفي ذات اللحظة كانت عاصفة رملية قوية قدكست وجوهنا بزخة من رمال وهواء حار لم تسعفنا سوى( كشائدنا) التي تنفع في مثل هذه المواقف أغطية للرأس وكمامات من تسرب الرمل عبر الأنف والفم وكورونا والحر والحرب!! معها دفعت تلك العاصفة براية العلم الجنوبي الى بين الجنود القابعين في حوض الطقم.ومن حسن حظنا لم نعاود رفعه وهنا وجدنا أنفسنا قد تهنا في مسارب الصحراء و فقدنا الأمل بالخروج من هذه المحنة أدركنا ذلك. وجدنا متارس منتصبة من الرمل وخلفها مدرعات بي ام بي العجلاتية وفي الجانب الآخر مترس ترابي خلفه دبابة روسية ترفع علم غير علمنا الجنوبي. حاول أحد جنودهم ايقافنا والسؤال لمن نتبع لكن بديهة قائد الطقم وهدوء اعصابه كانت كافية للتمويه واستخدام لغة الاشارة وبالتالي المناورة والخداع والارباك عن طريق دفع اليه ثمة عصائر وبسكويتات بدت على ملامح ذلك الجندي الارهاق والتعب اردف قائد الطقم جئنا نشتي مياه وتموين و بترول .
اشار ذلك الجندي وهويلملم بيد ماجمعه منا من غنيمة وباخرى إلى يشير إلى المؤخرة _ ودعناه على عجل بدعوى عودتنا للفطور مع أفراد موقعنا خفضنا السرعة حتى لايشك بنا . اكد لنا وهو يودعنا بعدم الاتجاه كثيرا إلى اليمين لمحنا طقما محروقا لكن كابينته ماتزال يرفرف عليها علم الجمهورية اليمنية وبجانبه خيمة خاوية على عروشها فتنا قليلا عن الطقم المحروق لكن مالبث سائق الطقم ان عاد( بالرويس) إلى الوراء بموجب أوامر القائد وهنا كانت قداختمرت في رأسه فكرة شيطانية املتها طبيعة الموقف وهي خطف العلم من الطقم المحروق وبالتالي نصبه بين الباب و المرآة اليمين. وقبل ان يصعد إلى الكابينة أمرنا بعدم الكلام لأي ممن يسالنا وترك له حرية التصرف ملمحا بخطَورة مانحن فيه.
وزاد بأن قال استعدوا لأي طارئ. ولكن بعد سماع الأوامر مني شخصيا اقترب موعد الاذان الله اكبر!! وبالتالي الفطور الدقائق تمر ونحن نمرغ بين متارس العدو بهدوء اعصاب ظن كل من مررنا بهم طالما وقد مروا من كل هذه المواقع لاشك أنهم قوات صديقة! ناهيك عن كونهم يرفعون علم الوحدة ثم ان أطقمنا لاتختلف كثيرا عن أطقمهم. بدا لنا ان مجموعة اطقم زرقاء تتبع الأمن العام كمايصنفونها شكلت شبه دائرة احتموا بها من رياح الرمال اللاهبة ويستعدون لتناول وجبة الافطار باغتناهم بالسلام والتحية بالاشارة. نهض أحدهم قال وين تبوا؟ وتتبعوا من؟ استخدم قائد الطقم لغة الإشارة معه مرة أخرى ثم اردف القائد بالسؤال وين قوم الكازمي؟ ردوا توكم مضينا وفي الجنبات سواتر ومصفحات واطقم يكسوها الشحم والتراب للتمويه وفي الاثنا انطلقت قذيفة مدفعية هاون 120 صَوب مواقع قواتنا هذا جعلنا الآن نعرف وجهة قَواتنا خاصة قوات اللواء الثالث دعم واسناد كانت هي من تواجه في هذه الوجهة. مضينا قليلا اذ بموقع فيه طقم 23 عزمونا على الفطور لكننا قلنا نريد ان نلحق بايصال متطلبات الافطار والثلج لزملائنا لم يعترضنا أحد .
وعند معزوب من البدو أوقفنا الطقم وسألنا صاحبه هذه الوجهة إلى أين ؟! قال وين تبوا؟ وتتبعوا من؟ قلنا نحن شرعية. قال بس لاعاد تندهفوا كثير شعوا جماعة الانتقالي ماهم شي بعيد. من هنا توكم لاقدا اليسار صعدنا ومضينا بأقصى سرعة مع أطفأ الأنوار وكان الليل قدبدا دلهمته ومع اقترابنا من اول موقع لقواتنا الصديقة باتجاه نهاية وادي سلا الشيخ سالم اوقفنا أحد الجنود لم نجيبه من نحن قلنا نريد ماء قال فين تشتوا؟ قلنا نحن نتبعكم دون نحدد من لشك ان نقع. قال ذلك الجندي لحظة ثم عاد الينا ومعه القائد ولع الكاشف الضوئي باتجاهنا لمح علم الوحدة فعاد خطوتين إلى متعاهدا سلاحه الوراء لكن أحد جنودنا كان قد عرفه فصاح في َوجهة مختار؟ قال من معي؟ معها نزع جندينا قناعه المصنوع من كشيدته قال وذلحين عرفتني؟! تعانقا بحرارة وكان الجندي أبوبكر يصيح في َجوهنا بأعلى صوته ودموع الفرح تنساب نجونا. نجونا نجونا!!! ذولا أصحابنا هللنا فرحا وبعد عناق حار قال القائد مختار مالذي جعلكم ترفعون علم غير العلم الجنوبي يامجانيين! قلنا هذا موضوع حكايته حكاية. نجلس ونتخابر قصصنا لزملائنا ماجرى. انذهلوا من مغامرتنا وكيف لنا أن تخطينا كل هذه التحديات في سويعات فاصلة بين الحياة والموت.