كتب : جميل الصامت
كتلك الادوار البطولية التي علقت في ذاكرتها عن وفاء محيدلي وليلى خالد ،وجميلة بوحيرد وغيرهن من ايقونات العروبة على امتداد ساحات النضال .
كانت المناضلة التي حمت الجيش الوطني وقت العسرة ،وحملت المقاومة في وعيها قبل افعالها ربما لايعرف الكثير عنها ،ولعل ذلك كان واحدا من الاسرار التي لايعرفها الا من التصقوا بالنضال لحظتها وبتاسيس وتكوين نواة الجيش الوطني ممثلا بكتائب الشهيد/ عبدالرقيب عبدالواهاب في اللواء 35 مدرع ..
عندما خاضت انتصار غمار النضال الحقيقي في تجسيد ما آمنت به قولا وفعلا ،لم تكن تنتظر ان تسلط عليها الاضواء – الامر لايحتمل والخيارات محدودة اما العبور او الاستشهاد – بقدر كسر الحصار عن المدينة ودحر المليشيات الحوثية وانتصار جيش ساهمت في انتصاراته ..
لقد كانت عند مستوى المهمة وحيث يتطلب منها الوطن ان تتواجد في حياضه دفاعا عن قيمه انها الفدائية الحقيقية في تعز وايقونة النضال الاستاذة/انتصارسيف البريهي عضو اللجنة المركزية للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري ..
ربما يتساءل البعض لماذا لم يتطرق لهذة الايقونة وكشف جانب من نضالها مع اني كشفت عن بعض ذلك خلال مداخلات واشرت في كتابات سابقة ،دون تفاصيل ،لاني كنت واحدا من المنتظرين لاقامة حفل يليق بالمناضلة يجري فيه تكريمها وكشف تفاصيل التفاصيل لكن تاتي الرياح بما لايشتى السفن ..؟!
فقد استشهد من اهدى النصر لها واطلق عليها ايقونة النضال في تعز ..
ستظل ليلة كل عيد فطر يمر على خلية العبور بمشروع الوطن وانهاء حصاره ،علامة فارقة في تدارس تلك الليلة وتلكم اللحظات التي غامرت فيها امرأة للقبول بان تكون عنصر اهم في تلك الخلية دون تردد وربما كانت المرأة الوحيدة التي لم تتجاوز تفاصيل ساعة الصفر الى اي من غير شركاء العبور ..؟!
برباطة جأس وشجاعة (خولة) خرجت انتصار مودعة اطفالها الذين لم يكونوا يعرفوا اين سيذهب والداهما فجر عيد الفطر – منذ حوالى ال5سنوات – غير انهما خرجا قبيل الفجر لينطلقا على غير العادة خارج المنزل ،وفي مهمة سرية للغاية لينفذا عملا بطوليا بل وفدائيا خالصا مع الذين رتبوا مشروع العبور وايصال بطل ملحمة الشرعية والجمهورية الثانية البطل اللواء الشهيد/ عدنان الحمادي من داخل المدينة المحاصرة الى خارجها ليتولى كسر الحصار عن المدينة ،وقيادة العمليات العسكرية من خارج المدينة بقطع خطوط الامداد عن العدو ..
لقد تحملت المسئولية بجدارة وادت الدور باقتدار في الوقت الذي كان زوجها بجوارها ترتعد فرائصه خوفا عليها ،فيما لو تعرضت لمكروه ،لكن ايمانها بربها وبعدالة المشروع الذي انذرت نفسها من اجله كانا حاميين لها لتعود لاطفالها ،بعد نجاح المهمة والفرحة تبدو على محياها، كشهيدة حية عادت لتوها من معركة حققت للوطن نصرا مؤزرا فيها ،وما ظن زوجها ان يعودا الى اطفالهما بعدا وينحوا من موت محقق ..
ليست مهمة العبور هي الوحيدة التي اضطلعت بها ايقونة نضال تعز واشجع نسائها على الاطلاق بل هناك العديد منها سيكشف عنها الايام ..
فقط هذة بمناسبة ذكرى العيد وهو العيد الاول الذي يمر علينا بدون بطل الجمهورية الثانية ، فقادت الذكريات البعض للوقوف امام بعض المحطات معه ..