كريتر نت / متابعات
جددت الحكومة الشرعية، تحذيرها من وقوع أكبر كارثة بيئية في حال حدوث تسرب من أو انفجار ناقلة النفط “صافر” العائمة قرب ميناء رأس عيسى بمدينة الحديدة، غرب البلاد.
وأظهرت صور مسربة تداولها ناشطون يمنيون، الوضع الكارثي داخل خزان النفط العائم ” صافر ” الذي يحوي نحو مليون و278 ألف برميل نفط خام، وحجم تآكل الخزان نتيجة عدم صيانته منذ خمس سنوات، وسط مخاوف عالمية واسعة من تسرب او انفجار وشيك ينذر بكارثة بيئية في البحر الأحمر ، يمكن أن تعد الأكبر في العالم.
تهديد بإغلاق الميناء
وجدد وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، في بيان له، مساء الاثنين، التحذير من مخاطر أكبر كارثة بيئية في تاريخ العالم جراء تسرب او انفجار ناقلة النفط “صافر”، مؤكدا بأن تسرب 138مليون لتر من النفط في البحر الاحمر سيؤدي إلى إغلاق ميناء الحديدة لعدة أشهر ونقص الوقود والاحتياجات الضرورية وارتفاع أسعار الوقود اكثر من 800% وتضاعف أسعار السلع والمواد الغذائية، كما ستكلف مخزونات الثروة السمكية أكثر من عشرة مليارات دولار خلال السنوات العشرين القادمة.
وأضاف بأنه في “حال نشوب حريق في ناقلة النفط “صافر” جراء التسرب أو الانفجار، فإن 3 ملايين شخص في الحديدة سيتأثرون بالغازات السامة، وسيحتاج 500 ألف شخص اعتادوا على العمل في مهنة الصيد وعائلاتهم والذي يقدر تعدادهم بـ 1.7 مليون شخص إلى المساعدات الغذائية، وقد يستغرق مخزون الأسماك 25 عاما للتعافي”.
تسمم بطيء
ولفت وزير الإعلام اليمني، إلى أن اختلاط الغاز بمياه الأمطار قد ينتهي به المطاف في طبقات المياه الجوفية مما سيؤدي إلى التسمم البطيء ومشاكل صحية لـ6 ملايين شخص، كما أن 4% من الأراضي الزراعية المنتجة في اليمن ستغطى بالغيوم السوداء مما يؤدي إلى القضاء على الحبوب والفواكه والخضراوات والتي تقدر قيمتها ب70 مليون دولار.
وقال بأنه في حال حدوث تسرب ستعلق 58 منظمة إنسانية خدماتها في الحديدة مما يعطل الخدمات عن 7 ملايين محتاج، ومن المحتمل أن يدفع ذلك أعداد كبيرة من السكان للنزوح باتجاه مدن أخرى طلبا للمساعدات والخدمات، وقد ينتقل 60 ألف مزارع وصياد من العمل في الساحل على مدار 12 شهرا بحثا عن العمل والخدمات.
تدمير هائل للبيئة البحرية
وأكد الإرياني، بأن الكارثة البيئية التي ستنتج عن تسرب أو انفجار الخزان لن تقتصر على اليمن بل ستشمل الدول المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن وحركة التجارة الدولية في مضيق باب المندب وقناة السويس، بالإضافة إلى التدمير الهائل للبيئة البحرية على طول الشريط الساحلي بينهما والتي ستلقي بآثارها لعقود قادمة.
وحمل الوزير اليمني، الميليشيات الحوثية كامل المسؤولية عن هذه الكارثة المحتملة والنتائج الكارثية المترتبة عليها، داعيا المجتمع الدولي للتدخل العاجل وممارسة الضغط الكافي لتفادي هذا الخطر المحدق وتمكين الفريق الفني التابع للأمم المتحدة من تقييم الأضرار ومباشرة أعمال الصيانة الدورية للناقلة النفطية.
وكانت الولايات المتحدة، قد حذرت من وضع ناقلة النفط “صافر”، التي تسيطر عليها ميليشيا الحوثي، قبالة ميناء رأس عيسى على البحر الأحمر، والتي باتت حالتها تتدهور بشدة.
وقالت السفارة الأميركية في اليمن، عبر حسابها على “تويتر”، إن “حالة ناقلة تخزين النفط (صافر) التي يسيطر عليها الحوثيون آخذة في التدهور، وقد يحدث ذلك تسربا كارثيا في البحر الأحمر”.
وأضافت السفارة: “منع الحوثيون ولسنوات السماح لخبراء دوليين من تقييم حالة الناقلة. ينبغي على الحوثيين السماح بإجراء فحص وإصلاح دوليين للناقلة قبل فوات الأوان”.