كريتر نت / تقرير/ محمد مقبل أبو شادي
قبل نحو خمسة أعوام من اليوم، وتحديدا بالخامس والعشرون من آيار 2015 للميلاد، هزمت بندقية المحارب الجنوبي آلة القتل الحوثية الغازية، و دمرت ترسانة عسكرية كبيرة جدا متمثلة بقوات اللواء 33 مدرع بقيادة المجرم “ضبعان” و قوات الأمن الخاصة (الأمن المركزي سابقا)بالإضافة إلى حشود كبيرة من عناصر المليشيات ما يسمى كتائب الدعم السريع و الطوارئ و كتائب الحسين و غيرها من المسميات.
بعد ما يقارب 60يوما من الإقتتال الدامي، استطاعت طلائع المقاومة التي تتسلح ببنادق الكلاشينكوف من إلحاق النكبة العسكرية الأولى و الأكبر في تاريخ المسيرة الشيطانية للمليشيات الحوثية المدعومة من إيران، بعد أن كانت المقاومة محصورة بنقاط العرشي و دار الحيد و أطراف المدينة، بينما تسيطر المليشيات على عشرات المعسكرات و المواقع .
* الإنتصار الإستراتيجي
ستون يوما من الصمود في قلعة العرشي و نقاط القتال بين أبطال المقاومة و عناصر المليشيات الحوثية بالضالع، كانت كفيلة لتشرق فجر الخامس و العشرون من آيار العظيم، و تودع الضالع بلا رجعة أبشع احتلال عرفته في تاريخها على مر العصور.
شكل انتصار المقاومة بالضالع هدفا استراتيجيا كبيرا جدا لم يقتصر تأثيره على جغرافيا المدينة و المديريات التابعة لها فحسب، بل أثر تأثيرا مباشرا على جبهات المسامير و النخيلة و بلة و العند و عدن، حين أعلنت كل واحدة منهن انضمامها إلى قائمة و درب التحرر و الخلاص الذي انفردت بمركز صدارته الضالع وكذلك جدارته.
عسكريا كان لتحرير الضالع بالغ الأثر في إصابة المليشيات بمقتل و إيصالها مبكرا إلى مرحلة متقدمة من التقهقر، حيث أنه و بعد تحرير الضالع عزز المئات من أبطالها الذين صنعوا ملحمية آيار التحررية جبهات المسيمير و العند، و هكذا تمكنت المقاومة الجنوبية بشكل عام من تحرير المحافظات الجنوبية بوقت وجيز جدا.
* السقوط المليشياوي الأول و الأكبر
يؤمن الكثير من العسكريين و الخبراء من مختلف البلدان، بأن السقوط المليشياوي لمسلحي جماعة الحوثي بالضالع كان الأول و الأكبر منذ انقلابها على سلطة صنعاء في سبتمبر 2014 للميلاد.
انكسار مهين بدت تأثيراته سياسيا و عسكريا جلية للعيان، و ما تحرير عدن و أبين والعند و غيرها من مدن الجنوب بفترة لم تتجاوز سبعون يوما بعد تحرير الضالع إلا خير دليل على ذلك.
هكذا يتحدثون، وهكذا كتبت البنادق، وعزفت ألحان تحرير الجنوب، بكل أراضيه.
* الذكرى الخامسة
تتجدد اليوم ذكرى انتصار الضالع الجنوبية العربية على جحافل الغزو الحوثي حين صعقت الأولى ورعان الثانية بصنيعة البنادق الطائرة فجر الخامس والعشرون من آيار 2015 للميلاد.
تتجدد الذكرى اليوم بالوقت الذي لا تزال فيه الضالع تحارب الغزاة منذ أكثر من عام، في ظل محاولات حوثية مستميتة على الحدود الشمالية و الغربية للمدينة، في معركة جسدت أبشع صور السقوط الأخلاقي لتلك المليشيات التي أمطرت الضالع بمئات المقذوفات النارية و الصاروخية التي حصدت أرواح المدنيين و دمرت منازلهم، في حرب عبثية مهما كان أهدافها العسكرية و السياسية و الإقتصادية و الإستراتيجية، إلا إنها حرب انتقامية بشهادات الكثير.
* رموز خالدة
لم يكن انتصار الضالع العظيم في آيار مجرد صدفة، فالفرق بين القوة العسكرية للمقاومة الجنوبية و قوة المليشيات لا وجه للمقارنة فيما بينهما، بل كان انتصارا تاريخيا لم يكن ليتحقق و تشرق خيوط فجره المبين إلا بفضل الله تعالى، ثم الوقفة البطولية المشرفة من قبل أبطال الضالع و رفاقهم من المحافظات الجنوبية الأخرى في الدفاع عن أرضهم و كرامتهم.
ان تتحدث عن انتصار الضالع الكبير ستجد على رأس الهرم قائمة الشرف التي دفعت بها ثمن الخلاص من الإحتلال بكوكبة يتقدمهم الشهيد القائد الملهم علي عبداللاه الخويل، و علي الكعيدي، و علي الرجال، و أياد الخطيب و هيثم الدب، و فارس الضالعي، و العميد عمر ناجي الهدياني قائد معركة التحرير في آيار الضالع العظيم، و العميد أحمد هادي أبو جمال، والمحامي محمد مسعد العقلة، و غيرهم من الرموز البطولية و القصص الإستشهادية الخالدة.
* أغنية الفخر.
يفاخر الكثير من أبناء الجنوب و الوطن العربي، بالإنتصار التاريخي الذي حققته الضالع في آيار 2015 للميلاد، على حملة مشروع إيران في شبة جزيرة العرب، وبانتصاراتها في العام الماضي و الذي لا تزال مستمرة حتى اليوم.
فالإفتخار و التغني بانتصارات الضالع من قبل القيادات الجنوبية عسكرية و مدنية و من قبل النشطاء بالاعلام داخليا و خارجيا، أصبح عادة جميلة روتينية بالنسبة للجموع الذين يفاخرون بها في كل محفل.
يعبرون بالكتابات و الكلمات و ببالغ الصمت عن شعور عظيم، و عن مدينة جنوبية عربية أصيلة أعظم من ذلك.