كريتر نت / وكالات
عدة ملفات وقضايا شائكة تؤجج الخلاف بين الولايات المتحدة والصين، وبعضها يهدد بتصعيد الموقف بين الجانبين لما يشبه حرباً باردة. نتعرف على أبرز هذه القضايا الشائكة.
لا تخلو العلاقة بين الولايات المتحدة والصين -التي ينظر إليها كثيرون على أنها الديناميكية التي تحدد مواقع القوة العالمية في القرن الحادي والعشرين- من المواجهات والخلاف، ولكن نادراً ما تم التنافس على جبهات كثيرة حرجة مثلما هي الحال اليوم.
فمن لعبة توجيه اللوم المرير على خط جائحة كورونا إلى تجدد الخلافات حول التجارة وتايوان وهونغ كونغ، تتصاعد التوترات بين واشنطن وبكين بشكل كبير للغاية حول مجموعة واسعة من القضايا الرئيسية – مع تزايد القلق الدولي بشأن تداعياتها المحتملة. في ما يلي بعض المجالات الرئيسية التي تتنازع عليها القوتان:
كوفيد 19
اتهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب بكينبعدم الشفافية فيما يتعلق بانتشار فيروس كوفيد-19 في مدينة ووهان الصينية. ونفت الصين بشدة هذه المزاعم، محذرة من أنها تدفع التوترات إلى “حافة حرب باردة جديدة”. كما أثار ترامب ووزير خارجيته مايك بومبيو غضب بكين من خلال الإشارة مرارا إلى الفيروس باسم “الفيروس الصيني” أو “فيروس ووهان” ودفعهما بفرضيات تقول إنه تسرب من مختبر صيني .
التجارة
اعترى ترامب الغضب منذ فترة لأنه اعتبر أن الصين تحظى بميزة تجارية غير عادلة على حساب الولايات المتحدة، متهماً بكين أيضاً بعدم التحرك حيال ما اعتبره سرقة الملكية الفكرية. وأطلق ترامب حربه التجارية على الصين في أوائل عام 2018 في محاولة لإنهاء ما اعتبره صفقات تُعرض بلاده “للسرقة” من جانب الصين، كما صعَّد حرب الرسوم الجمركية التي انتهت بفرض رسوم بقيمة مئات المليارات من الدولارات على السلع المستوردة بينهما.
وعلى الرغم من اتفاق “المرحلة الأولى” الذي تم توقيعه في كانون الثاني/يناير، لم يحل الجانبان بعد نزاعاتهما التجارية بالكامل، الأمر الذي أثار المخاوف على الاقتصاد العالمي قبل وقت طويل من تلقيه ضربة موجعة بسبب كورونا. كانت شركة التكنولوجيا الصينية العملاقة هواوي هدفًا لحملة أميركية متصاعدة لعزلها دولياً إذ اتهمتها واشنطن بسرقة أسرار تجارية أميركية وحذرت من أن بكين قد تستخدم معداتها للتجسس على الاتصالات العالمية.
رفضت شركة هواوي بشدة هذه الاتهامات، لكن في أحدث ضربة لها، فرضت الولايات المتحدة عقوبات الأسبوع الماضي تمنع الشركة من الوصول إلى تصميمات أشباه الموصلات التي تم تطويرها باستخدام البرامج والتكنولوجيا الأميركية. وتسعى واشنطن أيضًا لدى كندا لتسلمها منغ وانتشو، المديرة التنفيذية للشركة بموجب مذكرة اعتقال أميركية، لتقحم بذلك أوتاوا في خلافها مع الصين.
قضية هونغ كونغ
ألغت وزارة الخارجية الأميركية الوضع التجاري الخاص الذي كانت تتمتع به هونغ كونغ كمركز مالي عالمي، قائلة إن المدينة لم تعد مستقلة بما فيه الكفاية عن الصين. وكان وراء الإجراء خطة أقرها مجلس الشعب الصيني الخميس (28 مايو/ أيار 2020) لفرض قانون للأمن الوطني على المدينة. وتقول بكين إنها طرحت الإجراء لضمان القانون والنظام، ومنع التدخل الأجنبي في هونغ كونغ إذ تتهم المتظاهرين المؤيدين للديموقراطية في المدينة بتلقي دعم أجنبي.
لكن المتظاهرين في هونغ كونغ والعديد من الحكومات الغربية يرون أن هذه الخطوة تسحق الحريات الفريدة للمدينة، وتعهدت واشنطن بمعاقبة بكين بسبب ذلك.
قضية الأويغور
وجهت إدارة ترامب انتقادات مباشرة للصين واتهمتها باعتقال أكثر من مليون مسلم من الأويغور والأقليات الأخرى في مقاطعة شينجيانغ الصينية. وقال نشطاء وشهود من الأويغور إن الصين تحاول دمجهم بالقوة من خلال معاقبة الممارسات الإسلامية الأساسية ومحو ثقافتهم. وتصر بكين على أنها لا توفر سوى تدريب مهني لتفادي أي نزعة للتطرف. وعزز الكونغرس الأميركي الضغط على بكين من خلال السماح، بدعم من الحزبين الديموقراطي والجمهوري، بفرض عقوبات على المسؤولين الصينيين بسبب عمليات الاعتقال الجماعي.
وضع تايوان
تعد الصين تايوان الديموقراطية التي تتمتع بالحكم الذاتي جزءاً من أراضيها التي ستستعيدها ذات يوم بالقوة إذا لزم الأمر. لكن واشنطن هي الحليف الرئيسي للجزيرة التي تزودها بالأسلحة – دون أن تعترف بها دبلوماسياً – وبكين تستنكر أي مبيعات أسلحة أو اتصالات رفيعة المستوى بين الولايات المتحدة وتايوان. وردت الصين بغضب الأسبوع الماضي عندما هنأ بومبيو رئيسة تايوان غير الموالية لبكين تساي إنغ-ون على إعادة انتخابها، واصفة رسالته بأنها “خطيرة للغاية”.
المواجهة في بحر الصين الجنوبي
تواجهت الولايات المتحدة والصين أيضا حول بحر الصين الجنوبي، وهو ممر مائي غني بالموارد ومصدر للنزاع في المنطقة. وتؤكد الصين أحقيتها على معظم البحر الذي بنت فيه جزراً اصطناعية لتعزيز قوتها في المنطقة. وقد اتُهمت بنشر سفن حربية وتسليح البؤر التي أنشأتها وبوقف سفن الصيد مثيرة غضب جيرانها. وتقوم السفن الحربية الأميركية بتمارين تحت مسمى “حرية الملاحة” في البحر، وتبحر بالقرب من المعالم التي تؤكد الصين أحقيتها بها، فتؤجج غضب بكين.