كتب : أحمد مهدي سالم
قال لي صاحبي بتحسر وضيق ،وزمجرة تكاد تفلق المضيق : يا أخي ليش نحن كنا نقاتل ورجعنا نتقاتل ونحن أخوة..وكل واحد يكمن للثاني عند كل رملة وربوة..وكل يوم نحشد ونحرض ..وكل يوم قتل..تفجير..اقتحامات..اتهامات ..تخوينات..الموت الجماعي شبه اليومي بكورونا والحميات أخواتها..كوارث السيول..انهيارات المجاري..عذابات الكهرباء وذي حكايتها حكاية..تأخير المرتبات وغياب الخدمات وارتفاع الأسعار وهبوط الريال وحملات موجات الكراهية اللي تقطع الروابط والأسباب والأنساب..انتشار ثقافة التبرير للأخطاء والتجاوزات والجرائم ..ارتفاع طراطير وانخفاض صماصيم،وفي السجون كثير من المظاليم..انتشار الجريمة والشعور بالخوف لغياب الأمن الرادع والقوي..وكل هذا نتعذب به يوميا..تقول أيش السبب؟
قلت له : لا سبب ولا عجب..نحن تبعنا حمالة الحطب واستمعنا لخطب الجزيرة وأبي لهب وأشعنا ثقافة السلب والنهب..وقلبنا الحقائق والإنجازات قلب وتعاطفنا مع نباح كل كلب وفتحنا آذاننا وقلوبنا لكل من هب ودب..
يا أخي كنا في نعمة وزبطناها وهتفنا ظلما ونفاقا بالرحيل .. ارحل..ورحلت معه الكهرباء والسيادة وانتظام المرتبات وتوفر الخدمات..وكل شيء جميل..
يا طيب باختصار..أصابتنا لعنة عفاش..بعدما صدقنا الأكاذيب وانقلبنا عليه..ما عاد شفنا راحة..بعدما راح ما شفنا إلا العذاب..والذي يقول لك غير هذا..شفه أكبر كذاب.