كريتر نت / اليوم الثامن
دحضت وكالة الأنباء السعودية الرسمية مزاعم بثتها وسائل إعلام قطرية وتركية، حول مشاركة قوات يقودها العميد طارق صالح، إلى جانب القوات المسلحة الجنوبية التي تخوض قتالا شرسا في تخوم محافظة أبين، متصدية لهجوم جديد يشنه تنظيم الإخوان الإرهابي الممول من بعض الاطراف الاقليمية.
وقالت وكالة واس “إن قيادة القوات المشتركة في الساحل الغربي لليمن، نفت مشاركة وحدات منها في القتال إلى جانب القوات (الجنوبية),
موضحة أن المعلومات والتصريحات التي وردت بهذا الشأن غير صحيحة و تضر بوحدة الصف المقاوم للمليشيات الحوثية ومشروعها الظلامي المتخلف”. وبحسب واس فقد، أكدت القوات النأي بنفسها عن أي اصطفاف جانبي قد يضر بوحدة الهدف المتمثل في تحرير كل تراب اليمن الطاهر من رجس المليشيات الحوثية.
وذكرت الوكالة السعودية الرسمية “أن القوات المشتركة التي تضم أيضا قوات حراس الجمهورية التي يقودها طارق صالح، دعت إلى تنفيذ اتفاق الرياض كحل مرض للحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي”.
مؤكدة أهمية توحيد الجهود كافة لمواجهة مليشيا الحوثي والتمدد الإيراني”.
وكشفت مصادر يمنية مطلعة لـ(اليوم الثامن) “إن هناك رغبة السعودية في دعم المسحوبين على حزب المؤتمر الشعبي العام (تيار الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح)”.
مشيرة إلى ان تنظيم الإخوان تنبه إلى ذلك منذ ان استقبل نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان، العميد طارق صالح قائد قوات حراس الجمهورية التي تقاتل في الساحل الغربي لليمن”.
في منتصف يناير الماضي، استقبل بن سلمان العميد طارق صالح في لقاء سري ظهر إلى الإعلام من خلال صورة جمعتهما، اشارت تقارير صحفية ان اللقاء خصص لمناقشة جهود الحرب ضد مليشيات الحوثي الموالية لإيران، لكن لقاء نائب وزير الدفاع السعودي، مع قائد حراس الجمهورية، سرعان ما أتى بثماره، بتعيين اللواء صغير بن عزيز رئيسا لهيئة الاركان العامة في أواخر فبراير الماضي، أي بعد اقل من شهر ونصف على اللقاء.
تعيين بن عزيز، جاء للتأكيد على رغبة السعودية في دعم تيار الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، على حساب تنظيم الإخوان الموالي لقطر، والذي سلم مدن يمنية رئيسية للمليشيات الحوثية، على الرغم من الدعم المهول الذي قدم من التحالف للقوات الرابضة في مأرب.
تدرك السعودية أن خطر الإخوان على اراضيها لا يقل عن خطر مليشيات الحوثي الموالية لإيران، فإخوان اليمن الذين صنفتهم السعودية، في العام 2014م، كجماعة ارهابية، كانوا السبب الرئيس الذي دفع الرياض الى اعلان مقاطعتها للدوحة.
كانت السعودية تعول على الإخوان في مواجهة مليشيات الحوثي خلال توغلهم في العام 2014م، صوب العاصمة اليمنية صنعاء باحتلال محافظة عمران المجاورة، غير انهم سرعان ما ذهبوا نحو تحالف مع زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي، الذي زاره وفد إخواني برئاسة زعيم الحزب ونائبه، على متن طائرة عسكرية إلى صعدة ولقاء عبدالملك الحوثي.
حاول الإخوان تجاوز المخططات السعودية بتمكين اتباع الرئيس اليمني الراحل، الذي انقلب عليه الإخوان، لكنهم ظنوا ان سيطرتهم على الجيش وبناء جيش طائفي وعقائدي، قد يفشل جهود السيطرة عليها وجعله جيشا وطنيا لا يخضع للتنظيم المتطرف.
لكن مع الحرب التي شنها الإخوان على محافظة أبين مؤخراً، كشفت عن رغبة الإخوان في ازاحة حلفاء السعودية الجدد، بالتصفية الجسدية او بالإقالة.
صحيفة اليوم الثامن نشرت الاسبوع الماضي تقريرا عن تحريك جماعة الإخوان اللواء 153 من محور البيضاء إلى شقرة بأبين، حيث لقي قائد اللواء حتفه في قصف مركز للقوات الجنوبية، قبل ان يتكسر اللواء بين قتيل وجريح واسير واغتنام اسلحته.
مصادر عسكرية في وزارة الدفاع قالت لـ(اليوم الثامن) يومها “إن رئيس هيئة الاركان العامة اللواء صغير بن عزيز، لا يعلم عن تحرك قوات اللواء 153 صوب أبين
وهو ما دفع بن عزيز الى التصريح “أن الحرب التي على الجيش خوضها، تتمثل صوب الحوثيين في صنعاء، وليس عدن المحررة”؛ هذا التصريح لم يرق للإخوان الذين سارعوا إلى محاولة قتله خلال اجتماع في معسكر صحن الجن بمأرب، بعد قصف الاجتماع الذي خلي من أي تواجد لقيادات الإخوان، ليقتل نجل بن عزيز وأخرين من الموالين له، فيما نجأ هو بأعجوبة.
تقول مصادر عسكرية في وزارة الدفاع بمأرب لـ(اليوم الثامن) “إن محاولة اغتيال بن عزيز، ليس ردا على رفضه تجيير الحرب صوب الجنوب فقط، ولكن لأنه كان يخطط لإستعادة هيبة الجيش اليمني الذي دمر بعد انتفاضة 2011م، بعد ان سيطر عليه الإخوان بدعم وتشجيع من الرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي”.
وتصف المصادر بن عزيز بأنه أخر رجال النظام الجمهوري في صنعاء الذين يرفضون هيمنة المليشيات الحوثية والإخوانية، حيث يخشى الإخوان من ان يتبنى بن عزيز استراتيجية عسكرية وقبلية لإزاحة الإخوان من محافظة مأرب، حيث تعد قبائل مأرب ابرز القبائل اليمنية الموالية لحزب المؤتمر الشعبي العام، أكبر الاحزاب اليمنية، والمناهض للمليشيات الحوثية والإخوانية.
ويسعى نائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر، إلى اضعاف المؤتمر من خلال تقسيمه وشراء ذمم القيادات التي كانت تقف في صف الرئيس الراحل الذي قتله الحوثيون أواخر العام 2017م.
ويبدو ان السعودية قد تدخل معركة كسر عظم مع الحلفاء المؤقتين (تنظيم الإخوان)، بالاعتماد على حزب المؤتمر الشعبي العام، فطهران لم تعد وحدها خصم الرياض، فهناك الدوحة وانقرة وخلفهما تنظيم الإخوان الدولي الطامح إلى قلب النظام في السعودية، ولكن بعد مهمة السيطرة على المياه الدولية في خليج عدن وبحر العرب ومضيق باب المندب.
هذا التوجه يؤكد ان السعودية لديها خيار مستقبلي ودائم بالاعتماد على المؤتمر في مواجهة اذرع إيران وقطر وتركيا، فالحرب التي تدخل عامها السادس، حان لها ان تنتهي ولكن وفق ما يخدم السعودية التي يهمها في المقام الأول “أمن اراضيها من أي تهديدات ارهابية”.