كريتر نت / كتب- أحمد يسلم
مثل رحيل د. حسين عبدالقادر الجفري خسارة فادحة ومؤلمة لاتعوض في وقت عصيب نحن احوج مانكون إليه والى مهاراته الطبية لكنها ارادة الله ولااعتراض. د. حسين الجفري علم من أعلام ابين ورموزها المرموقة. دخل الى قلوب الناس وكل من عرفه فارضا احترامه بتواضعه واخلاقه ناهيك عن جدارته في طب الأطفال. ستبكيه أمهات الأطفال ويبكيه الأطفال كونه كان بمثابة البسلم الذي يعيد للاطفال ابتسامتهم يحظى بثقة الأباء والامهات معا.
كان كلما مرض أحد أطفالي أو أطفال اقربائي نجد في شخص الدكتور حسين ملاذا امنا يختصر لك المسافات ويعينك من اقصر الطرق. انا شخصيا افتقدت أحد أنبل أصدقائي الذين افاخر بصداقتهم. عندما سكنت في زنجبار كان يجمعنا والدكتور حسين والاستاذ محمد احمد عبدالله والمغفور له البريكي واخرين. مقيل الاستاذ ناصر عبدالله عثمان أمين عام المجلس المحلي محافظة أبين وأول شخصية ابينية تحترم نفسها قدم استقالته طواعية عندما شعر ان ليس بمقدوره ان يقدم شيء لأهله في محافظة أبين عندما توالت عليها النكبات والحروب تباعا.
كان الدكتور حسين من متابعي مقالاتي في صحيفة الأيام وكثيرة هي المرات التي امتدحني فيها شعرت ان شهادة بحجم ومكانة وأخلاق د. حسين الجفري تمثل لي وساما وتاجا اعتز بحمله . كنت أشعر انني امام انسان يفيض قلبه الطاهر حبا للناس لايعرف الاحقاد ولا المناطقية ويرفض كل سلوك معيب مشين. مترفعا بماهي قيمه واخلاقه وتربيته في أسرة عريقة بتاريخها وقيمها. معروفة للجميع.
توطدت علاقتي بالدكتور حسين وزميله المخلص ونائبه الأستاذ محمد فضل زيد عندما تسنما قيادة هيئة مستشفى الرازي العام أبين وفي عهدهما الميمون كان الرازي مستشفى بكل ماتعنيه الكلمة. شعرت ان الواجب علي الوقوف إلى جانبهما لأني لمست في الرجلين ومن َخلفهما الطاقم الطبي انذاك والبعثة الطبية الصينية ومحافظ أبين طيب الذكر مهندس فريد مجور مايستحق الإعجاب. حيث توسع الرازي في العيادات الخارجية وتم تزويده بأحدث المعدات والاجهزة الطبية الحديثة. مثل د. حسين الجفري ومحمد فضل زيد ثنائيا متفاهما منسجما حريصا انعكس هذا على أداء المستشفى وهذه حقيقة لاينكرها الاجاحد.
ليس الوقت الان لذرف الدموع قدرما وجدنا انفسنا هنا نكتب شهادتنا للتاريخ للننصف من توفاه الله ومن مازال يعيش قعيدا في بيته وقد دفعا ثمن الاخلاص وفن القيادة.
بخسارة الوسط الطبي للدكتورحسين في هذه الظروف الصعبة والتعيسة يكون حجم الجائحة والخسارة فوق مانتصور. وان يقف الطب عاجزا في انقاذ حياة طبيب بهذه المكانة والشهرة والمعرفة والخبرة والاخلاق تكون هي المصيبة بعينها ولاحول ولاقوة الا بالله.
رحم الله د. حسين عبدالقادر الجفري رحمة واسعة وانا لفراقك لحزينون.