كريتر نت / قصة- سالم فرتوت
كان وحيدا ضحى الأمس، يشنف أذني بتغريده قبل ان انتبه إلى انه إنما يستدعي اليفته التي امعنت في الدالال عليه .-ربما –
كانت هي تترك العش وتحل في الشجرة القريبة من البييت الذي اتخذا من صندوق ساعة الكهرباء فيه مكانا لعشهما السعيد!
ويصعد هو سلك الكهرباء الممدود إلى منزلي ومن هنا يغرد .بضع تغريدات كأنه يتوسلها ان تجيئه،ليمارسا الحب!
ترى هل يسعدها تذلله ؟ أترى ذلك يشعرها بأهميتها لديه.
يطلق صوتاً خفيضا مرات ،وإذا تأخرت رفعه قليلا مغيرا النغمة فلاتتأخر.بينما يغير وضعيته ،وتهتز رأسه،فلاتتأخر المحبوبة عليه. كما تأخرت هذا اليوم.
أصدر صوتا خفيضا بضع مرات كالعادة ،ثم متوسطا ..هو يعلم بان حاسة السمع لديها من القوة بحيث يبلغه تغريدته الخفيضة،ولما لم تأته رفع عقيرته بتغريدة متوسطة. إيه ياسيدي سليمان علمت منطق الطير.فماذا كان يقول الحسون وهو ينادي أليفته؟ أ حسبه كان يقول :(تعالي ياحبيبتي فأنا في شوق إليك).رفع صوته وخفضه ،وغير النغمة عدة مرات .تضمنها إغراء وتذلل وترغيب وترهيب.
ولكنها أمعنت في الدلال ! أتراها اغواها آخر.
رفع صوته مستنكرا تأخرها وغير وضعيته وهز عنقه وحرك رأسه. بدا لي بأنه يتململ قلقا.
فليس من عادتها مثل هذا الجفاء .كان لسان حاله وهو يغير نغمة صوته، كعاشق انصرفت عنه مشاعر الحبيبة إلى آخر، يقول:(يالخوفي لو خنتني)!
غادر سلك الكهرباء حط على الشجرة القريبة، نادى وهو يتعلق باغصانها باحثا عنها فلم تجاوبه ولم ترها عيناه.
عاد إلى سلك الكهرباء وشرع من جديد في نداء مفعم بالشوق والغيرة .وانا اتابعه .وفجأة يدخل علي الأطفال حاملين اليفته جثة هامدة.